عثمان جلال يكتب / قحت المجلس المركزي عديمة الشرف الثوري
(1)
من خان ثورة ديسمبر 2018 قحت المجلس المركزي ام المكون العسكري؟؟ استدراك تم طرحه في قروب يضم صفوة أبناء السودان.
تنتصر الثورة لعدة عوامل اهمها كسر حاجز الخوف وسلمية الثورة وقدر من التماسك المجتمعي والاندماج القومي، وأهم عامل انحياز المؤسسة العسكرية الوطنية، وإلا اجهضت الثورة، او عسكرة ادواتها وانجرفت الدولة للفوضى والحرب الأهلية
في المحيط الاقليمي العربي أنجزت الثورة التونسية والمصرية في عام 2011م مهام تغيير النظام بعد انحياز المؤسسة العسكرية، وفشلت في سوريا نتيجة لخندقة المؤسسة العسكرية مع النظام البعثي الطائفي وانجرفت الدولة السورية في اتون الحرب الأهلية. وفي السودان أنجزت ثورة أكتوبر 1964 مهام تغيير النظام بعد أن ضغطت قيادات عسكرية على الفريق عبود حتى تنازل طواعية وايضا أنجزت ثورة أبريل 1985 مهام تغيير نظام المشير النميري بعد انحياز المؤسسة العسكرية، وفي التجربتين تشكلت كتلة حرجة لاسناد الثورة وأدارة مهام الحكم الانتقالي بعد أكتوبر 1964م الأحزاب السياسية وجبهة الهيئات بينما أدار التجمع النقابي بقيادة الدكتور الجزولي دفع الله مهام الانتقال بعد ثورة 1985م. وفي كلا التجربتين صانت المؤسسة العسكرية عهد تسليم السلطة لحكومة منتخبة، ومن المفارقات عندما تفشل الأحزاب السياسية في إدارة تناقضاتها عبر الأدوات الديمقراطية تلجأ إلى حسمها بالانقلاب عبر خلاياها داخل المؤسسة العسكرية، وترتد نتائج الانقلاب المأساوية على الحزب صانع الانقلاب، مع تعطيل قضايا البناء الوطني والديمقراطي، وهكذا توالت الدورة الشريرة للحكم في السودان ولكن آل البوربون لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا.
(2)
في 6 أبريل 2019م عندما وصلت جموع الثوار محيط القيادة العامة وأزفت اللحظة التاريخية الثورية انحازت المؤسسة العسكرية لنبض الشارع وأزاحة الرئيس السابق البشير، ثم تنازل الفريق أول ابنعوف عن قيادة المجلس العسكري وأيضا ترجلت مجموعة من القيادات العسكرية استجابة للشارع الثوري.
لكن كيف تعاطت قحت مع مهام ثورة ديسمبر 2018 ومتطلبات التحول الديمقراطي؟؟ احتكرت الثورة في ذاتها، وشقت الشارع الثوري إلى ثنائية (نحن الثورة، والآخرون أعداء الثورة)، ثم شقت المجتمع عموديا على أساس هوياتي، وأبرمت صفقة المغانم والمحاصصات مع المكون العسكري، ثم سلمته ملفات الاقتصاد، والسياسة الخارجية، والسلام واستقوت بالمحور العربي الإقليمي المناهض اصلا للثورات الديمقراطية وعطلت تشكيل المؤسسات القضائية والنيابية ومفوضيات التحول الديمقراطي، ولم يستثمروا في جذب التيارات الشبابية إلى أحزابهم المتكلسة، ولم يتداعوا في مؤتمرات البناء التنظيمي، وتجديد القيادات لاستشراف المنافسة الديمقراطية، وثالثة الاثافي نزعوا إلى تمديد المرحلة الانتقالية لما لا نهاية
(3)
ان هذا السلوك المضاد لقيم الثورة، والديمقراطية أدى إلى انفضاض الثوار عن قحت، ثم انشقت متناحرة إلى مجموعتين على النحو الذي قاد البلاد إلى مرحلة الأزمة الثورية، ولما دفع المكون العسكري مبادرة توسيع الشراكة خلال المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومات كفاءات وطنية مستقلة بآجال ومهام محددة، (ولولة) قحت أربعة طويلة وتخندقت في السلطة حتى تم خلعها في قرارات تصحيح المسار الانتقالي 25 أكتوبر 2021 وأصبحوا عراة أمام الثوار والمجتمع، والتاريخ، وأمام شعارات وقيم الثورة، وبدلا من ترميم علاقتهم مع المجتمع والقوى السياسية تمترسوا في شعار يافيها يانطفيها
(4)
ان سلوك قحت أربعة طويلة مع الثورة السودانية هو ذات سلوك التيارات اليسارية والعلمانية والليبرالية العربية التي تحالفت مع المؤسسة العسكرية وأجهضت ثورات الربيع العربي، ووأدت تطلعات مجتمعاتها في الحكم الديمقراطي المدني وعلى النقيض فإن المؤسسة العسكرية السودانية نفضت شراكتها مع قحت أربعة طويلة التي حولت الفترة الانتقالية إلى انتقامية استبدادية، ورفع قادة المكون العسكري شعار إما التوافق الشامل أو الانتخابات المبكرة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة ولذلك على القوى السياسية الوطنية وكل قطاعات المجتمع رد التحية بأحسن منها، والتوافق الشامل في كتلة تاريخية حرجة، لإنقاذ المرحلة الانتقالية، وانتشال الدولة السودانية من التفكك والتشظي وصولا إلى ميس الانتخابات العامة