عادل عبد العزيز الفكي يكتب: استمعوا لما يقوله حامل الأكفان
على قناة (زول) باليوتيوب تم إجراء لقاء عفوي مع مواطن بسيط من ولاية سنار، قيل له أولاً ماذا تحمل على كتفك؟ قال: كفني، واسترسل: جئت من قرية عابدين عجوز للمشاركة في مسيرة 30 يونيو، وعايز أقول للبرهان يا تسترني أو تخلي لي وطني.
وأضاف: (عمري أربعين أو خمسين سنة أكلت وشربت وأنجبت، لكن أولادنا ما قروا بسبب السياسيين. السودان دا كبير.. كبير، وأنا عشت واشتغلت في كل المناطق، في جبل كلبو النحاس والحديد ترفعهم من الواطا، وترابنا بتصدر للدول الأخرى. أرضنا الزراعية إذا اتخصبت في أربعين يوم السودان دا يأكل شرق وغرب).
هذا المواطن بتعبيراته البسيطة عبر عن واقع الحال في السودان. حمله للكفن دلالة على أن اليأس من إصلاح الحال بلغ لديه مبلغاً عظيماً يستعد معه للموت من أجل القضية، وغير بعيد عن الأذهان تكاثر حوادث الانتحار مؤخراً.
مخاطبته لرأس الدولة (يا تسترني، يا تخلي لي وطني)، دعوة حارة وصادقة لكل مسؤول أن يعمل من أجل الناس، أو ليذهب ليأتي من هو خير منه وأقدر على تحسين أوضاع الناس.
المواطن المذكور يبدو أنه رأى رأي العين المعادن التي يذخر بها الجبل الذي ذكره، ومعلوم أن ولايات النيل الأزرق وسنار تذخر بعدد من المعادن منها الذهب في جنوب النيل الأزرق، والكروم في جبال الانقسنا، الذي ينقل الخام منه في شكل كتل صخرية تصدر للخارج دون أي معالجة بالداخل، مما يفقد السودان القيمة المضافة. وتذخر ولايات السودان الأخرى بالذهب في شمال السودان من وادي حلفا إلى عطبرة، وفي جبال البحر الأحمر في منطقة الأرياب وجبيت المعادن، وفي جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، وجنوب دارفور.
بينما توجد الفضة في رواسب بقاع البحر الأحمر، والنحاس بغرب السودان بمنطقة حفرة النحاس، وبجبال البحر الأحمر، ويوجد الحديد مصاحباً للحجر الرملي النوبي بالولاية الشمالية، وبمنطقة كرنوي شمال كتم بدارفور، وبجبال البحر الأحمر، وبجنوب كردفان. ويوجد المنجنيز بولاية البحر الأحمر، والإسبستوس بولاية القضارف في منطقتي الفاو وقلع النحل.
أما الرخام والجرانيت فيوجدان بولايات البحر الأحمر، كسلا، القضارف، نهر النيل، السبلوقة بولاية الخرطوم، وجبال النوبة بجنوب كردفان، وبكبكابية وكتم بشمال دارفور، وبلبل والنتيقة، وغرابشي بجنوب دارفور.
ويوجد الجبص، والتلك، والمايكا، وكربونات الصوديوم، والرمال السوداء، في عدد من ولايات السودان.
كما أشار المواطن لخصوبة التربة السودانية، وأنها يمكن أن تنتج إنتاجاً ضخماً في أربعين يوماً من مختلف المحاصيل، وهذه حقيقة تتميز بها الأراضي الزراعية بالسودان التي تتجاوز مساحتها 200 مليون فدان، المستغل منها 40 مليوناً فقط. فيما يحتوي السودان على دلتا طوكر التي تعد من أخصب الأراضي الزراعية على مستوى الكرة الأرضية.
بلدنا غني.. غني، ليت أحزابه ونخبه يرتفعون لمستوى المسؤولية للاستفادة من خيراته لمصلحة مواطنيه. والله الموفق.