الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال حول خطاب السيد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان
اطلعت على خطاب الفريق اول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش يوم ٤ يوليو ٢٠٢٢، والذي كنت على علم مسبق بمضمونه وبالموقف الذي ورد فيه. هذا الموقف الذي طرحه الفريق اول البرهان هو موقف ايجابي و خطوة الي الامام تعبر عن وجهة جيدة نحو اخراج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية وحصر دورها في مهامها الطبيعية المتعلقة بالامن والدفاع ويجب تشجيعها. ويحقق هذا الموقف بعض مطالب الشارع المتعلقة بانهاء الشراكة وخلق علاقة صحية بين مؤسسات الدولة المختلفة، واغلاق باب التفاوض، وكما اتخذ الفريق البرهان خطوة عملية باتجاه استعادة الشرعية .
يحتاج خطاب الفريق اول البرهان الي مزيد من التوضيح والاجلاء حول المهام والصلاحيات المناطة بمكونات الحكم المختلفة، وخصوصا صلاحيات ومهام المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وهذه قضية نقاش سياسي ودستوري تحتاج الي الوضوح الكامل. وساقوم من موقعي كعضو في مجلس السيادة، ورئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بتقديم مقترح تفصيلي لتوزيع السلطات والصلاحيات بشكل واضح في الايام القليلة المقبلة. ساقوم بتقديم هذا المقترح لكل الاطراف الاساسية الممثلة في المكون العسكري، والمكون المدني، واطراف العملية السلمية. كما يجب على قوى المكون المدني واطراف العملية السلمية الاتفاق الواضح وبشكل عاجل على تحديد الصلاحيات والمهام والواجبات والقيام بتشكيل حكومة لادارة البلاد وتكون من اول مهامها اجراء حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول ويخاطب القضايا العالقة في الازمة السودانية منذ الاستقلال.
اغفل الخطاب الاشارة الي اتفاق سلام جوبا، وهنا ينبغي الاشارة الي انه لا يمكن تحقيق الديموقراطية، والاستقرار والحكم المدني في السودان بدون السلام الذي تم تحقيقه واستكماله مع الاطراف الاخرى غير الموقعة. الخطاب ترك مساحة عملية لتنفيذ الاتفاق وتطويره، وهذا هو الهم الذي ينبغي ان نعمل عليه كاطراف السلام.
لقد اجاب خطاب الفريق اول البرهان بشكل واضح على سوال العلاقة بين المدنيين والعسكريين واستجاب الي مطلب الشارع بارجاع العسكر الي الثكنات. واتاح فرصة تاريخية ينبغي على القوى الوطنية والشارع استغلالها والعمل وتحويلها الي منفعة وفرصة والعمل على توضيح واستجلاء ما كان غامضا في الخطاب عبر تحديد الصلاحيات والمهام بشكل متفق عليه.
كما اجدد دعوتي لجماهير الشعب السوداني ومكوناته الوطنية للالتفاف الان حول موقف وطني موحد، يعلي مصلحة الوطن، ويساهم في تحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة، واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي باسرع ما يمكن. ولتكن مصلحة السودان اولا.
مالك عقار إير
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال
6 يوليو 2022م