كتب د/ عادل عبد العزيز الفكي.. إيقاف مشروعات زادنا من أهداف تقرير حاميها حراميها
خلال شهر يونيو 2022 أصدر مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة C4ADS وهو مركز دراسات مقره بالولايات المتحدة تقريراً بعنوان (حاميها حراميها) مع عنوان جانبي يقول (كيف تؤدي السيطرة العسكرية على الاقتصاد الى عرقلة الديمقراطية في السودان).
جاء التقرير في مجمله سياسياً بامتياز، ويتبنى وجهة نظر واحدة، هي وجهة نظر الأحزاب والشخصيات التي تكن العداء للجيش السوداني ومؤسساته بصورة سافرة.
يحتوي التقرير على الكثير من المعلومات المغلوطة، لكن لفت نظري على وجه الخصوص تناوله صفحتي 21، 22 من التقرير لمشروعات شركة زادنا، وتعاقدها مع شركات أمريكية مورِدة لأجهزة الري المحوري، ودعوته هذه الشركات لإيقاف العمل والتعاون مع السودان!
ولكي يعلم السودانيون مدى استهداف المخابرات الأجنبية، بمعاونة بعض من بني جلدتنا، للسودان وأهله، أشير الى أن مشروع زادي من شاكلة مشاريع التحول الاقتصادي التنموي والاجتماعي التي يطلق عليها ال Mega project هذا المشروع خطط له ليتم على 7 مراحل ابتداءً من زادي 1 إلى زادي 7 لتبلغ مساحته النهائية حوالي 1,3 مليون فدان.
تكاملت في المشروع ثلاثة دوائر لم تتكامل في مشروع قبله على المستوي الاقليمي، الدائرة الأولي هي التركيبة المحصولية crop pattern وهذه تم فيها ولأول مرة تكامل الإنتاج النباتي بالحيواني Incorporation حيث يضم المشروع حوالي 200 حظيرة للتسمين تضم 250 ألف راس من الابقار لإنتاج اللحوم، و7 حظائر تضم 7500 رأس من الأبقار لإنتاج الألبان ومشتقاتها. ويحتوي المشروع علي 4 حظائر للدواجن بسعة 60000 ألف فرخة تنتج حوالي 1,8مليون بيضة سنويا، هذا المكون تقابله مساحات مقدرة لإنتاج وتصنيع الاعلاف بغرض الاستهلاك والتصدير.
يروي المشروع عبر قناة طولها 23 كيلو متر ومجموعة قنوات يبلغ عددها 280 قناة فرعية تغذي 3600 محور لري مجموعة محاصيل حقلية وبستانية تشمل القمح وغيره من الحبوب والخضروات والفاكهة وغير ذلك من منتجات، هذه الدائرة تتكامل وتستوعب دائرة أخري من أحدث تقانات الإنتاج واكثرها معاصرة، فشبكة الري العملاقة من المحاور انتجتها شركة فالي الأمريكية الأشهر على مستوي العالم، أما سلالات الأبقار والدواجن فهي من السلالات الهولندية المعروفة عالمياً.
وفي جانب التقاوي والبذور فتم التعاقد مع شركات يابانية وهولندية والمانية، في حين تم التعاقد مع شركات بولندية والمانية لتوفير المبيدات المختلفة، اما من حيث مصادر الطاقة المطلوبة فقد تم التعاقد مع أشهر شركات الطاقة الشمسية الايطالية وشركات الغاز الألمانية، في منحي يعتمد التنويع في مصادر الطاقة بأقل تكاليف ممكنة. يجدر بالذكر ان محاور الري المتعاقد عليها معظمها يعمل بالطاقة الشمسية كأول مبادرة في الإقليم كله.
المشروع استهدف المجتمع المحلي واستوعبه في منظومة الإنتاج كشريك ومساهم، وكعنصر تأمين. فهو يتيح مساحة مخدومة للمواطن في دائرة المشروع لينتج ما يشاء من محاصيل. فضلاً عن انه يوفر 100 ألف فرصة عمل أخرى، كما ان المشروع باكتماله سينشئ 41 قرية نموذجية، و3 مدن، ومطار، وقرية صادر وحجر زراعي، ومخازن مبردة، ووحدات تعبئة، وغير ذلك من معاملات ما بعد الحصاد.
هل علمتم الآن ما يخطط للسودان وأهله؟ ربنا يعين..