علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ هل لا يزال شبح عجوبة يعيش بيننا ؟

عجوبة هو اسم امراة كانت تعيش في سوبا عاصمة دولة علوة المسحية وقد تمكنت من زرع الفتن بين امراء وقادة الدولة وذلك بايهام كل واحد منهم بان الاحق بالفوز بابنتها طيبة ذات الحسن والجمال وبسبب ذلك قتل معظم قادة الدولة الاقوياء وبعد فوات الأوان يكشف امرها بواسطة احد القادة الذي لم تنطلي عليه فبركة قصص عجوبة بان له منافس اخر علي قلب ابنتها طيبة وان عليه ان يقتله قبل ان يفعل خصمه و بعد تفكير سارع ذلك القائد بالاتصال بالقائد الاخر واخبره عن تفاصيل زعم عجوبة وهنا تطابق ما عند الرجلين من ظنون ليقررا قتل عجوبة وابنتها طيبة ولكن لم يشفع ذلك في حماية عرش مملكة علوة من السقوط وهذا ما حدث بالفعل عندما التقي جيشهم بجيش حلف الفونج مع العبدلاب في منطقة اربجي وحينها انكسر جيش مملكة علوة ولم يجد الفونج والعبدلاب مقاومة عند العاصمة سوبا بعد الخراب والدمار الذي اصابها بسبب الحرب الاهلية التي كانت تدور فيها بسبب مكر ودهاء عجوبة لتنهي دولة العنج رسميا في قلعة قري في معركة فاصلة جعلت الشيخ عجيب بن الشيخ عبد الله جماع يتفوق عليهم ليفر من تبقي من العنج عبر نهر النيل غربا صوب كردفان وبعضهم وصل الي ضفاف نهر النيجر بغرب افريقيا هذا ماكان من امر عجوبة ولكن روحها لم تفارق البلاد فقد ظلت تتربص بها كل حين فتصنع فتنة واخري هناك وكم من عجوبة يمشي بين الناس بالفتن والنميمة والتحريض على الكراهية

ان ماحدث في اقليم النيل الازرق من قتل علي الهوية لا يخرج عن دائرة افعال عجوبة ويبقي السوال لمصلحة من تصنع تلك الفتن؟ التي يروح بسببها الارواح البريئة من الرجال والاطفال والشيوخ والنساء فهل يظن صناع الفتن ان هذا الامر قد يمر مرور الكرام ؟ الاجابة بالطبع لا فالعالم بات قرية صغيرة وسائل التواصل الاجتماعي جعلت كل ما يحدث في بقاع العالم موثق بالصورة والصوت وربما يفتح ماحدث بالنيل الازرق من احداث العنف الباب واسعاً لتدخل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ماحدث فالجرائم التي وقعت قد ترقي الي مستوي الابادة الجماعية اذا علي السلطات الحكومية الاسراع في القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وعدم الركون الى خيار المصالحات فهي من اكبر متاريس انفاذ القانون والصحيح هو ان تاخذ العدالة مجراها والقصاص العادل علي من يثبت تورطه في تلك الاحداثو يمكن من خلال مراجعة مقاطع الفيديو التي بثت قبل وبعد وقوع تلك الاحداث ان تساعد علي التوصل الى راس الفتنة فالدولة هي صاحبة السيادة وليست القبائل التي انتهي سلطانها بمجرد دخول قوات الغزو التركي المصري في العام 1821م لتتشكل دولة جديدة تختلف عن ما كان سائدا عليه قبل ذلك وان الادارات الاهلية هي مجرد اسماء وليست بديل عن الدولة وهذا يعني في حال قيامها لا تخرج عن اطار رعاية شئون من ينتسبون اليها بالتالي يجب علي كل الاطراف الانصياع الى اوامر الحكومة بان لايجوز رفع شعارات عفا عليها الدهر*

لن ينصلح حال السودان الا بمحاربة خطاب الكراهية وذلك بمراقبة ومحاسبة كل من يستغل وسائل التواصل الاجتماعي في بث سموم الفرقة والتناحر والعمل علي تشجيع ثقافة السلام والمحبة بين المواطنين وبذلك نكون قد طردنا شبح عجوبة التي خربت سوبا

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...