رشيد محمد يكتب من كندا: مشكلة السودان: الحقيقة المرة … ! (1)

 

مشكلتنا هى إعتقادنا بان “مشروع الدولة ” الموروثة من المستعمر ،،، دولة !
وهنا يكمن سر ما نحن به من تخلف مستمر وفوضى “غير خلاقة” تتشكل امام أعيننا . . . !

لنقر أولا،، بان اجدادنا وابائنا لم “يؤسسوا” دولة بتاتا خلال ال 125 سنة الأخيرة . . ، !
كم فشلوا في “إكمال” بناء مشروعها إستنادا الى المقاربة الإستعمارية خلال 66 عاما على اي فكر او إستراتيجية او رؤية ما …

الأمر الآن واضح …

لقد ورثنا “مشروع دولة ” من المستعمر ،،، !
لم يفرض علينا ماذا نفعل “بها او لها” بعد ان غادر ،،،

المستعمر الذي ترك لنا ، بنى أرضية محددة الاهداف (Colonial Infrastucture) وبعض مشاريع أنشئت بغرض خدمة إمبراطوريته وتوفير حد ادنى من السلم داخل “المستعمرة” ،، كم اورثنا بالإضافة الى ذلك تحديات اخرى “جمة” لم ناخذ امر مواجهتها بالجدية والعلمية والبراجماتية المطلوبة …

هذه التحديات وضح انها أعظم من مجرد “تسليم” أمرها للطائفية مع “حفنة” منتج المستعمر من المتعلمين او الحكم الأهلي البدائي او حتى القوات النظامية …
نعم ،،،
ورثنا “مشروع دولة” يحتاج الى عمل ضخم لتنميتها وتطوير إنسانها وصهر مكوناتها “المتنافرة” عرقيا وثقافيا … ورثنا مشروع إفتقد الى تخطيط إستراتيجي وطني واقتصادي ومجتمعي …
ورثنا مشروع دولة لم يكتمل بناؤها !

وابحرنا بسفينتها مع الرياح بسذاجة وحسن نية واحلام طوباوية … ،،، نتغنى بها وبسادتها وجنرالاتها وشيوخها وبالمتعلمين الأوائل منها ،،، فقط لانهم
كانوا في “ذلك الزمان” ،،، قادة اسطول المجتمع وربان سفينتها …

اولئك الذين ما انفكوا يجتهدون افرادا وجماعات على تأكيد “استثنائيتهم لا على العمل بروح الفريق او المواطنة لمواجهة “تحديات” ذلك المجتمع المختل التوازن إجتماعيا ،،، وإقتصاديا وثقافيا وتلك الدولة التي هى “مجرد مشروع … وإنما فقط لإحقاق “الأنا” ،،، بإثبات ذاتيتهم وروى ظمأ نرجسيتهم …

ما فعلناه ،،، هو الاعتقاد باننا شعب الله المختار بين العرب والافارقة بل بين شعوب البسيطة …

وسرحنا بذات السذاجة مع “بهائمنا ،،، وطراوة نسيم حواشاتنا ” وليال سمر مجالسنا …
نعالج المزمن من تحدياتنا “بالكي” … بالجودية والحلول البدائية ! …
وبتدوير سيناريوهات … إنتاج حكومات تدير شئون مشروع الدولة الموروث ،،، بذات الطابع المجرب حقبة تلو الأخرى !

ثم ،،، بشراء الأمن والاستقرار ،،، من “المتطلعين والناشطين بالمجتمع والسياسيين وتجار المواقف ومؤخرا حملة السلاح” ،،، بالمناصب ،،، والهبات والتكريم والتفخيم ومؤخرا
بفلسفة المحاصاصات التي تاكد ان مدارها في ظل “عكنا” لا يقف عند مجموعة او قبيلة او كيان !

مدار يصعب رصده حتى بتلسكوب جميس ويب !

مدار لا نهاية له . . . ولا بريق حياة فيه !

ليصبح واقع مشروع الدولة ،،، عراك لبقاء الأقوى في قمة هرم إدارة شئون الموروث والفوز بالمتاح من الثروة والنفوذ والإنفراد إذا أمكن بالسلطة !

عراك سرمدي … !

وإستخدمنا في ذاك كل الحيل والسياسات “بمبدا النطيحة” من “لكم” الآخر “بالقاضية” اما بتبخيسه او تخوينه او تجريمه أو تصفيته او عزله ،،، وإعتنقنا مبدا الضد والمع جهارا نهارا لا من أجل مصالح البلاد والعباد وإنما من أجل “نحن” و”جماعتنا” “وفكرنا” ” وكياننا” “قبيلتنا” وعشيرتنا وطائفتنا وكبرياءنا ونرجسيتنا و أوهامنا … !

مبدا “ان تخلو الساحة لنا فقط” . . . !

وظللنا كذلك لعقود …
والان إكتشفنا الحقيقة ،،،
وهى ان بلدنا ليست
Nation State , period

لذلك اقول ،،، علينا ان نبدأ بتصحيح وضع الارض الموروثة من المستعمر بكل شجاعة وامانة …
بان نحدد “المدار” الذي يمنح الكل ،،، “قبائل متجانسة او متنافرة ،،،”
الاستقرار والكرامة المنشودة التي تعزز الأمن والسلام على المستويين الأقليمي القاري و الدولي . . .

لننتقل من ” مربع” إهدار الوقت في التعامل مع الأعراض (Symptoms) الى “مربع” التعامل مع السبب الرئيس (Root-Cause) الذي اضر بمستوى معيشة الجميع واورثنا ،،، “مشروع الدولة إياه” التي راهنها الكئيب يغني عن أي سؤال …

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...