معتمدية اللاجئين تقيًد حركة العمالة الزراعية من المعسكرات منعاً للتسرب..؟
خلقت معتمدية اللاجئين، شراكة ذكية مع المزارعين بولاية القضارف، عبر هذه الشراكة أتاحت المعتمدية فرص عمل للاجئين؛ للحصول على دخل ومال يقابلون به منصرفاتهم في المعسكرات، وبالمقابل ساهمت هذه الشراكة في حل مشكلة العمالة للمزارعين؛ خاصة محاصيل (القطن، الذرة، السمسم) التي تتطلب عملية عالية، ويعتمد المنتجون في القضارف بصورة رئيسية على العمالة الإثيوبية.
نجد أن معتمدية اللاجئين فرضت قيوداً على حركة اللاجئين بالمعسكرات، خوفاً من التسرب للمدن.
في معسكر “أم راكوبة” المتاخم لمساحة زراعية كبرى في جنوب القضارف، تمتد لمليوني فدان فإن اللاجئين يمثلون المصدر الرئيسي للعمالة الزراعية في جميع العمليات الفلاحية بتلك المنطقة، لكن أيضاً حسب موظفي معتمدية اللاجئين فإن التسرب في فئة العمالة أقل عما هو في التسرب من المعسكرات نظراً للإجراءات التي تفرضها المعتمدية على حركة ومشاركة العمالة الزراعية من اللاجئين، ويكشف حسن ياسين عبد الرحمن، وهو أحد مشرفي معسكر “أم راكوبة” عن إعداد معتمدية اللاجئين لاستمارة استقدام وتشغيل عمالة من اللاجئين الإثيوبيين في الأراضي الزراعية تشمل تعهداً بإعادتهم للمعسكر عقب الفراغ من مهامهم في العمل، وحسب الوثيقة الإنتاجية؛ فإن المزارع ملزم بنقد العمال الزراعيين أجرتهم داخل المعسكر كإجراء احترازي من معتمدية اللاجئين؛ لمنع التسرب وتسلل اللاجئين
وتمنع معتمدية اللاجئين أي تلاعب في عمليات استجلاب العمالة من معسكرات اللاجئين، فهي تفرض عقوبات على مزارعين حال لم يلتزموا بإعادة اللاجئين إلى معسكراتهم، مثل عدم التعامل مرة أخرى مع المنتجين غير الملتزمين، فضلاً عن تقييد حركة العودة للاجئين حال تأخروا في التزامهم ناحية الإياب للمعسكرات، وفي معسكر مثل “الطنيدبة” فإن اللاجئين بدأوا في الانخراط المزارع البستانية التي تشتهر بها المنطقة كعمالة يومية، حيث يشير معتمد محلية المفازة المكلف عثمان عبد الله إلى أن العمالة من المعسكرات رائجة في الزراعة المطرية وكذلك المروية، حيث يؤكد أن المنطقة كانت فعلاً تواجه شُحاً في العمالة الزراعية، لكنه يشير إلى أن معسكر “الطنيدبة” وفًر أعداداً كبيرة ساهمت بشكل مقدر طوال موسمين زراعيين.
ويقدر مشرف معسكر “أم راكوبة” أن حوالي عشرة آلاف من العمالة الزراعية حسب الإحصائيات تمكنت من تحقيق مداخيل والمشاركة في العملية الإنتاجية من لاجئي المعسكر، ورأى أن العمل يوفر للاجئ فرصة استقرار نوعاً ما؛ تصرف تفكيره نحو المدن، خاصة وأن مداخيله التي يحققها يصرفها على أشياء ثانوية؛ لجهة أن معتمدية اللاجئين توفر كل مستلزمات اللاجئين في المعسكرات بالتنسيق مع المنظمات من مأكل ومأوى وملبس أيضاً، ويعود معتمد المفازة ليشير إلى أن اللاجئين في معسكر تضمه محليته ساهموا في العمالة الزراعية، لكنه ينوه لتعديات من قبل اللاجئين على غابة كاملة قريبة من المعسكر، وهو ما عده التعدي الخطير على الغطاء النباتي، لكن معتمدية اللاجئين تشير إلى أن المنظمات العاملة في غوث اللاجئين توفر وقوداً للاجئي المعسكر؛ ما يوفر عليهم عناء جلب الوقود، ويقول مزارعون إن الملايين من المساحات الزراعية في ولاية القضارف واجهت في مواسم مختلفة شحاً كبيراً ونقصاً حاداً في العمالة الزراعية؛ خاصة لمحاصيل الذرة، السمسم، والقطن، لكن بدخول اللاجئين تحققت وفرة في الأيدي العاملة، وأعلنوا التزامهم بالاشتراطات الإدارية والصحية التي تفرضها معتمدية اللاجئين، حتى لا تؤثر العمالة على الخدمات والصحة.
ومع ذلك فإن هناك نسبة تسرب، وتختلف عملية التسرب من معسكر لآخر في المعسكرات التي تحتضن اللاجئين بشرق السودان، فهنالك شبه عودة طوعية في معسكرات خاصة؛ القريبة من الحدود مثل معسكر “أم راكوبة” بمحلية القلابات الشرقية، حيث يشير أحد موظفي معتمدية اللاجئين إلى أن المعسكر شهد تسرب قرابة الألف لاجئ بين الدخول للمدن، والعودة لإقليم “تقراي” حيث أن غالبية لاجئي المعسكر من الإقليم الإثيوبي الذي يشهد نزاعات مسلحة مع الحكومة الإثيوبية ، فيما يشير معتمد محلية المفازة عثمان عبد الله فضل السيد إلى أن التسرب في معسكر “الطنيدبة” الكائن بمحليته تتم عبر عمليات لتهريب البشر، فيما يشير لمحاربة سلطاته لتلك الظاهرة رغم قلة الإمكانات المتوفرة للأجهزة الشرطية والأمنية .
لكن الشاهد أن العمالة الزراعية من المزارعين ساهمت بشكل كبير في حل مشكلة الحصاد بالقضارف، ومثلت نموذجاً لشركة منتجة ومفيدة.