باتت الأكثر طلباً.. الباكمبا تطردت ( القدو قدو) من سوق الوجبات الخفيفة
لم تسيطر الباكمبا والبليلة على الوجبات الوسطية الخفيفة فحسب، وإنما طردت بعضاً من الوجبات القديمة من السوق مثل ” القدو قدو ” الذي لملم أطرافه وهرب من وسط المدن واختفى من قائمة مطلوبات الأطعمة الحالية..
وتجد بائعات هذه الوجبات النهارية الوسطية يتجولون عند أماكن تجمع بعض الحرف والمهن القاسية المنطقة الصناعية، العتالة، الكمائن ومناطق صناعة الطوب، عمال المباني وغيرهم، كما تنتشر الوجبة في المناطق الزراعية المطرية والمروية، حيث إن هناك مجموعات من القبائل يعتقدون أن أكلة الباكمبا و قدوقدو تمدهم بالطاقة وتطرد الإرهاق بسرعة كما أنها تقلل معاناة العمل المجهد والشاق،
وحسب العادة في السابق، يتم تحضير القدو قدو كوجبة ذات قيمة غذائية مفضلة، وَنشْهد وإقبال وسط هذه لََف هنالك بعضناه، الأغاني التي يرددونها كماالأمثال الشائعة التي قد تسمعها عابرة عند الجلوس لتناول وجبة كاغاوا قدو السريعة، وهي توضح بشكل جلي أهمية القدوقدو عند بعض القبائل حيث تقوم الأسر بإنتاج وصنع مكونات هذه الأكلة في المنزل كموروث شعبي يعكس ثقافة وتراث القبيلة للتباهي به عند المحافل والمسابقات..
و تتكون أكلة القدو قدو من دقيق محصول الدخن، حيث يتم عجنه وصب هذا العجين في حلة أو الآواني المعدنية النظيفة يضاف له البهارات والمكونات، ويتم وضعه في النار لفترة من الوقت حتى يأخذ العجين شكله المتماسك مثل العصيدة، بعدها تقوم أفراد الأسرة معاً بعمل تحضير (دردمت) هذه الخلطة المنتجة من الدخن ووضعها في ماعون كبير، في غالب الأحيان صينية او غيرها، شرط أن يكون بها قليل من دقيق، حيث تحضر قطع القدو قدو مرحلة تجهيز الأكلة الشهيرة وتعد هذه المرحلة شبه النهائية حيث يضع في كل كورة ما يقارب ثلاث حبات قدو قدو ويضاف لها المكونات الرئيسية (الروب ) وهو مهم جداً في العملية، ثم يضاف كمية موزونة من السكر والطحنية و البسكويت ويتم عجن هذه المكونات الدسمة في إناء مخصص لهذه الأشياء، فيما كان في السابق توضع هذه الخلطة السحرية في ماعون القرع، ولكن مع التغيرات والتطورات الحاصلة أصبحت توضع في مواعين معدنية قبل أن تختفي الوجبة نفسها..
المعروف بين أوساط عشاق هذه الوجبة الوسطية التي تنحصر جميع مكوناتها من المواد النشوية والسكرية أنها تمد الإنسان بالطاقة الكاملة، وهذا يعطي الفرد قدرة كاملة على زيادة الإنتاج وبذل مجهود إضافي على العطاء في العمل، خاصة وأن الغالبية منهم ينتمون لقطاعات الأعمال الشاقة ويمارسون الرياضة في مناشط متعددة.
ولكن “القدو قدو” الوجبة الشعبية القديمة لم تستطع مواجهة سطوة “الباكمبا” التي خطفت النجومية وسيطرت على السوق وكسبت شهرة واسعة وسط العاصمة الخرطوم والمدن الكبيرة، وباتت الأكلة المفضلة عند جميع الشرائح الاجتماعية، وتجدها متوفرة بأشكال متعددة في محلات بائعات الشاي والأطعمة..
ويعد القمح المقشور المادة الخام والمكون الرئيسي للوجبة الباكمبا الشهيرة التي يضاف إليها لبن بودرة، السكر، بسكويت وطحنية، ومع هذه المكونات لا يتجاوز الطلب الواحد 200 جنيه وهذا السعر هو الذي جعلها وجبة وسطية مفضلة تقتل الجوع وتمد الشخص بالطاقة اللازمة التي تستطيع بها مقاومة صراع المواصلات والوصل إلى المنزل دون أن يصطادك الجوع الكافر..