د. خالد حسن لقمان يكتب: الشيخ ود بدر .. نداء السلام الأخير ..!!

 

.. من اوفق ما خرجت به مبادرة الشيخ الجد الطيب ود بدر الهادفة لتحقيق وفاق وطني تحت شعار نداء أهل السودان والتي تقف ورائها قيادات الادارة الأهلية و قيادات الصوفية وغيرها من مكونات المجتمع المدني .. أنها قد قدمت لبنودها التي تجاوزت الرقم عشرة بواحد ببند أول يقر بتجريم خطاب الكراهية و العنصرية و الأقصاء وقد مثل هذا المدخل التقدمة الأكثر توفيقاً لمخاطبة مسرح السياسة السودانية الذي ولغ بعض من يمثلونه في هذا الخطاب الهادم لكافة القيم و الاخلاق بما بات يهدد السلام الإجتماعي و الأمن العام وهي مرحلة متأخرة تضع السودان بشعبه في مواجهة خيارات صفرية خطيرة تهدد بقائه كدولة آمنة مستقرة و مستقلة ..
.. ولعل هذا الجهد الصوفي – المدني والشعبي بقيادة الشيخ ودبدر أصبح يمثل الأمل الأخير المرتجي من قبل كافة قطاعات الشعب السوداني في ظل اتقسامات مريعة ومخيفة في الساحة السودانية وهي الانقسامات التي أوصلت الوضع لاقرب مدي له من الانفجار الذي ليس بعده عودة .. اذاً فقد جاءت هذه المبادرة في وقتها تماماً و ليس من الحكمة الإعراض عنها وتجاهلها بل يتوجب علي الجميع الترحيب بها والإنضمام اليها كما يتوجب علي من تقدموا بها الوصول و دونما استثناء أو تباطوء أو اقصاء للجميع سواءً كانوا علي أقصي اليمين أو علي أقصي اليسار وبسط أهداف مبادرتهم امامهم بروح وطني صادق متجرد من كل الأهواء والخلافات المذهبية و الحزبية ليكتب الله لهذا الجهد العظيم التوفيق و النجاح ..
.. ولعل أهم ميزة وخاصية لهذه المبادرة أنها قد جاءت من قبل جهة غير حزبية بل أنها قد جاءت من ذات المكون الشعبي بوجدانه الجمعي الذي دوماً ما تم الرجوع اليه في مثل هذه المراحل الخطيرة و المواقف المفصلية في حياة الشعب السوداني و مسيرة الدولة السودانية .. و ما علي الذين تقدموا ولا زالوا يتقدمون بمبادراتهم من أهل الداخل والخارج سواءً كانوا يمثلون قطاعات أو كيانات وطنية أو منظمات دولية أو اقليمية أو دول كبري أو افريقية صديقة أو عربية شقيقة الآن سوي دعم هذه المبادرة و الوقوف معها بكافة الوسائل الممكنة كما ليس في مصلحة من يظنون انهم أقرب من غيرهم لهذه المبادرة غياب الآخرين أو تأخرهم عنها لأن الوفاق الوطني الجامع المتماسك بكافة مكوناته وكياناته السياسية والمجتمعية هو المطلوب السعي والوصول اليه و ليس هنالك ما يحول عنه أو يجعله مستحيلاً طالما ظلت هذه الأرض للجميع يدافعون عنها و يحمونها من أجل وطن واحد يسع الجميع ..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...