✍️ مصعب بريــر يكتب: تردي الأوضاع يجبر مديرة مركز الأورام بود مدني على الاستقالة كدليل على احتضار النظام الصحى فمتى يستقيل الكبار ..؟!
البعد الاخر :
دفعت مديرة مركز الأورام بود مدني، د. ندى عثمان، باستقالتها احتجاجا على تدهور الأوضاع في المركز الذي يشهد تدنياً في الخدمات الصحية وانقطاعاً لإمداد الأدوية المنقذ للحياة بالإضافة لقلة الدعم المالي بما لا يكفي لتسيير المركز الحيوي.
ويعد المركز – حكومي- من أهم الواجهات العلاجية لمرضى السرطان في السودان ، و يقصده المئات يوميا من الولايات القريبة بما فيها الخرطوم حيث عرف بتقديمه خدمات متقدمة مجانا .
و أفادت مصادر موثوقة “سودان تربيون” السبت ، أن المركز الذي صدر قرار مؤخرا بتتبيعه لوزارة الصحة الاتحادية لم يتسلم أي تمويل منذ مارس الماضي ، و أن الخزينة باتت “فارغة” ، فضلاً عن دخول الكوادر الطبية في إضراب عن العمل بنحو مستمر يقابلها احتجاجات من ذوي المرضي الذين يغلقون في كثير من الأوقات الطرق المؤدية للمستشفى .
و أضافت المصادر أن الإضراب وانسحاب الممرضين من الحالات الحرجة بسبب عدم زيادة المرتبات وصرف الفروقات مع عدم اهتمام متخذى القرار فى ايجاد حل فاقم من الأزمة وعجل بخطوة استقالة مديرة المستشفى .
ويستقبل مستشفى الأورام بود مدني 300 حالة يومياً ويشتكي المرضى مؤخراً من تدني الخدمات الصحية وعدم الانتظام في تلقي الجرعات الكيميائية والنقص في الكوادر الطبية .
و بحسب معلومات متطابقة فإن إدارة المستشفي لجأت للاستدانة من جهات عديدة لتغطية تكلفة شراء الكهرباء وتوفير الوقود للمولدات .
و في وقت سابق أغلق مرضى السرطان ومرافقوهم شارع المستشفى بود مدني احتجاجا على تنفيذ الأطباء إضرابا شاملا ورفضهم استقبال الحالات الحرجة لعدم دفع مستحقاتهم المالية .
و رفع العاملون بالمستشفى من قبل مطالب متعلقة بمعالجة مشكلة أيلولة المستشفى وتطبيق الهيكل الراتبي وتوفيق أوضاع الموظفين المؤقتين .
#بعد_اخير :
لقد وصل الحال بمؤسسات النظام الصحى حد المرونة وخرج العديد منها عن العمل شهور عديدة بسبب تردى بيئة العمل وانقطاع الامدادات الطبية وصرنا لا نندهش لاستقالة مديرى المستشفيات والمؤسسات الصحية بسبب ياسهم من وجود أى ضوء فى نهاية نفق الموت السريرى الذى يعانيه النظام الصحى الان ..
و يبقى السؤال : فى ظل هذا الانهيار المريع للصحة بكل تخصصاتها وخاصة خدمات صحة البيئة ، لماذا لا يستقيل الكبار ؟!