إطلاق سراح المعتقلين : مقاربات الوطنى ومبادرة نداء السودان..

د. إبراهيم الصديق على
(١)
مع إنطلاق نقاش موضوعي ومائدة مستديرة، على التيار الإسلامي العريض والقوى الوطنية ، ان تطرح رؤاها ومطالباتها بوضوح وشفافية، فلا خجل فى السياسة ولا (تقية)، ولا مجاملات أو مطايبات، لا أحد فوق الآخرين أو افضل منهم، وعليه وأخص هنا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني واقول..
– لا أحد ينكر تأثير وقوة وفاعلية هذا التيار وحضوره الشعبي وقدرته على المواكبة والمسايرة، وصموده فى وجه عاديات كثيفة، ولا احد ينكر دوره فى الساحة الوطنية والاقليمية ولذلك لا يمكن تجاوزه أو محوه وشطبه، أو حتى تهميشه وإقصاءه، ولا يمكن الحديث إصطفاف وطني دونه..
– ليس مفيداً ان تلتمس قيادة الحركة والحزب للآخرين الأعذار، وأن تتغافل عن المقاربات السياسية دون مقابل واضح، لسنا أكثر وطنية من غيرنا حتى تكون وحدة البلاد وأمنها على ظهر الحزب وعلى حرية قياداته وحقوقهم الأساسية، لقد تحملت هذه القيادات حالة السيولة السياسية ما بعد أبريل ٢٠١٩م، وليس مطلوباً منها ان تفعل ذلك للأبد..
– أن حق المساءلة والعدالة الإنتقالية لا ينبغى ان يصمم في إتجاه واحد، بل كل الأطراف، ولكل مراحل التاريخ، نفتح السجلات ونكتب ونشكل لذلك لجنة ونبدأ من المهدية، لقد شردت عائلتي وصودرت ممتلكاتها فى عهد الخليفة عبدلله، وحتى التاريخ الحديث منذ حكم عبود أو مجزرة ود نوباوي والجزيرة ابا وبيت الضيافة.
– ومحاربة الفساد ليست سبباً للتغطية على قرار سياسي وأمني (إعتقال خطر على الأمن القومي)..
لابد أن يتحدث الوطني بلسان فصيح، ليس هو فحسب، بل كل صاحب ضمير حي وحس إنساني، لا مصالحة أو تحالف دون أن يتضمن من بين شروطه (إطلاق سراح المعتقلين السياسيين)..
(٢)
هذه ليست قضية قيادة المبادرة، وإنما قضية وهم قيادة الحركة و الحزب، أطلقوا سراح قيادتنا وسندعمكم بما نستطيع أو دون ذلك تجدون منا المباركة دون أن ننخرط في ركبكم والسلام..
لقد أشترطت قوى الحرية والتغيير إطلاق سراح قيادتهم وجعلت ذلك هدفاً، فلماذا لا نجعل هذا هدفنا وغايتنا وبوضوح دون تردد، هذا حق قانوني وحق إنساني وموقف سياسي..؟
لا يمكن الحديث عن حلول ومرحلة جديدة والسجون محتشدة بالمعتقلين السياسيين، وقد صودرت حقوقهم وأنتهكت حرياتهم وتعرضت أسرهم للتضييق والعسف..
لم نطالب بإعادة ممتلكات أو دور أو أموال، فهذا مسار قانوني يعالج وفق الإجراءات القضائية وإنما نطالب هنا بقرار سياسي يقضي بفك التحفظ على من لم توجه له تهمة أو تمت براءته أو من يمكن معاملته بالضمان العادية..
صحيح ان أصحاب المبادرة ليسو اهل قرار، ولكن ما دام فتحوا المجال للجميع ودعو حتى الحلو ونور للحوار، فلا مناص من تضمين مبادرتهم نص (الدعوة لإطلاق سراح المعتقلين)..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...