الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله: الجدل المثار حول قومية الجيش دعوى باطلة وذات غرض
تجئ الذكرة الـ68 لعيد القوات المسلحة السودانية هذا العام، والبلاد تمر بأوضاع استثنائية على كافة المستويات الاقتصادية، السياسية الأمنية، والاجتماعية.
وعلى المستوى السياسي تشهد البلاد أوضاعاً معقدة ألقت بظلالها على الأوضاع الأمنية والاجتماعية لبلاد تشهد مرحلة تغيير، حيث فشلت معها كل المحاولات بين الجيش وقوى الثورة للتوافق على حكومة تستكمل ما تبقى من الفترة الانتقالية.
ونتيجة لهذا الصراع والاستقطاب الحاد الذي ظلت تشهده الساحة، أصبحت بعض القوى السياسية تنظر للقوات المسلحة باعتبارها جزء من هذا الصراع وتحملها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بسبب تدخلها في الشأن السياسي حسب ما يرون، كما ظهرت أصوات تطالب بقومية ومهنية الجيش وإعادة صياغة عقيدته.. القوات المسلحة بدورها ظلت تنفي هذه الاتهامات وتصر على أنها المسؤولة عن حماية البلاد من مخاطر الانفلات، وأعلنت مؤخراً، كما هو معلوم انسحابها من العمل السياسي، إلا أن هذه الخطوة لم تقنع بعض قوى الساحة.. وسط هذه الأوضاع احتفل (الجيش) أمس بعيده بمدينة شندي، كما احتفلت الوحدات بمقارها، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد ركن نبيل عبد الله في حواره مع (اليوم التالي): قدرت القيادة أن تعود لسنة حميدة، تتمثل في أن يتم الاحتفال كل سنة في إحدى المدن والتي ستستفيد بإقامة مشروعات تنموية، تصب في مصلحة مواطن المدينة أو الولاية وسيتوالى ذلك تباعاً، وأضاف: “كما أن إدارة المعارض والمتاحف والتاريخ العسكري ببحري فتحت أبوابها للمواطنين يوم الاحتفال، للتعرف على تاريخ جيشهم المرتبط بتاريخ البلاد”، مشيراً إلى أن الاحتفالات انتظمت جميع القيادات العسكرية في مختلف المناطق بإقامة العروض العسكرية والمعارض والمنافسات الرياضية وغيرها. وبالحوار قضايا أخرى فالى مضابطه..
* بداية نود تعريف القارئ على كيفية تكوين الجيش السوداني؟
تأسس الجيش السوداني المعاصر بتاريخ 1925م بعد سحب القوات المصرية من السودان، عقب مقتل السير لي استاك بالقاهرة وبروز جمعية اللواء الأبيض بقيادة الضابط علي عبداللطيف ورفاقه، باسم قوة دفاع السودان، بدأت بعدها مراحل تكوينه وتعديل اسمه في مراحل لاحقة فسمي الجيش السوداني، ثم قوات الشعب المسلحة في عهد مايو، ثم أخيراً الى اسم القوات المسلحة.
* حسب التصنيفات الإقليمية يحتل الجيش السوداني مراحل متقدمة، ما الذي يميزه؟
ما يميزه هو الخبرات القتالية المستمرة منذ بدايات تكوينه، فقد شارك في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء وحروب الشرق الأوسط حرب أكتوبر في الجبهة المصرية وقبلها حرب الاستنزاف بعناصر متطوعة، ثم عمليات حفظ السلام في الكويت ولبنان والكونغو البلجيكي وغيرها، ثم حروب السودان في الجنوب، ودارفور فهو جيش تميز بأنه متمرس على القتال بشكل متواصل في جبهات وبأساليب متنوعة.
* يحتفل الجيش بصورة راتبة بعيده في 14 أغسطس، من كل عام، وهناك رسائل ترسل عبر الاحتفالات، ما الجديد في هذا العام؟
يتطور شكل الاحتفال بعيد الجيش بشكل مضطرد مع مراعاة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، فتحدث تعديلات وإضافات حسب مقتضى الحال.
* ماذا بشأن هذا العيد؟
بالنسبة لهذا العيد رأت القيادة أن تأتي الاحتفالات شكلاً ومضموناً لتلائم الظرف التاريخي في هذه المرحلة، حتى شعار المناسبة أتى ليخاطب المرحلة، كما دخلت فقرات كثيرة تتماشى من الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه شعبنا.
* كيف؟
من خلال توسيع المراكز الثابتة والمتنقلة لأسواق البيع المخفض لمساعدة المواطنين، بتقديم سلع بأسعار التكلفة، إضافة للعيادات الطبية المجانية والمفتوحة لمعالجة الأطفال داخل وخارج العاصمة.. وغيرها.
* ما المغزى من اختيار مدينة شندي للاحتفال هذا العام؟
بالنسبة للاحتفال بمدينة شندي فقد قدرت القيادة أن تعود لسنة حميدة، تتمثل في أن يتم الاحتفال كل سنة في إحدى المدن والتي ستستفيد بإقامة مشروعات تنموية تصب في مصلحة مواطن المدينة أو الولاية وسيتوالى ذلك تباعاً لتاخذ جميع مدن البلاد حظها من ذلك.
* هل هناك برامج أخرى؟
نعم، إدارة المعارض والمتاحف والتاريخ العسكري ببحري فتحت أبوابها للمواطنين يوم الاحتفال، للتعرف على تاريخ جيشهم المرتبط بتاريخ البلاد، كما احتفلت كل قيادة عسكرية في مختلف المناطق بهذه المناسبة بإقامة العروض العسكرية والمعارض والمنافسات الرياضية والمعارض وغيرها.
* تأتي احتفالات هذا العام، في وقت يثار فيه جدل حول قومية القوات المسلحة وعقيدتها ما تعليقكم؟
نستغرب جداً أن يُثار أي جدل حول قومية القوات المسلحة، هذه دعوى جديدة وباطلة وذات غرض نربأ بالمواطن السوداني أن ينساق وراءها.. القوات المسلحة كانت وما زالت نموذجاً للمؤسسة للقومية.
* هل يوجد تمثيل عادل، لكل ولايات السودان داخلها؟
القوات المسلحة، تقبل جميع أبناء البلاد في صفوفها، الفرصة دائماً متاحة للجميع للتدرج في الرتب والمناصب بالتأهيل والكفاءة وحدها دون أي انتماء قبلي أو جهوي ضيق ومحدود.
* ما رسالتكم للمشككين في مسألة القومية؟
نرد بقوة على كل من يحاول أن يطمس هذا الإرث الباذخ، وينال من تاريخ الجيش السوداني الذي صنعه أسلافه وستحافظ عليه أجيال القادة والضباط وضباط الصف والجنود بكل ما تملك، لن يستطيع أحد ان يزيف التاريخ أو يبدل الحقائق التي استقرت في وجدان وضمير أي مواطن صالح بهذا البلد.