محمد حامد جمعة نوار يكتب.. عائشة
للدكتور لام أكول وزير الخارجية الأسبق والقيادي بالحركة الشعبية قضية شهيرة خاضها ضد صحيفة ألوان وتعلقت بخبر للصحيفة عن تمرده وعودته للغابة ! عاد أكول وادار معركة قضائية كسبها لكنه اكتفى بجزء من العقوبة او معالجة اكتفى منها بثبوت الإدانة وأعتقد تعويض رمزي برره بانه ليس مطلوبا لذاته لكنه يريد تثبيت مبدأ ونهج . وكذلك اذكر ان الاستاذة امال عباس قد سجنت في قضية نشر اعتقد على عهد ولاية المرحوم مجذوب الخليفة لكن بشكل ما تمت تسوية القضية وأخرجت الاستاذة من السجن .
هذه كانت قضايا نشر تتعلق بقضايا عامة حول موضوعات سياسية او إتهامات فساد وهي في سياقاتها العامة لم تكن تتعلق بإتهامات في سلوك شخصي .
توجد نماذج لسجن صحفيين مثلما تم مع الصحفيين بصحيفة صوت الشعب او كما حدث مع حسين خوجلي على مرات متفرقة في عهد البشير او في العهد الحالي وتسبب في مضاعفات صحية خطيرة .او كما حدث مع عثمان ميرغني اخر عهد الانقاذ وهذا النوع عادة يتعلق بالقضاء او بدونه بغضبة جهات رسمية تلجأ للقانون العام ومرات قانونها الخاص وهو ما امتد حتى في حقبة قحت كما حدث مع حسين خوجلي نفسه او تهديدات تلاحق البعض مثلما يحدث مع الاستاذ أحمد البلال الطيب صاحب صحيفة أخبار اليوم .
المشترك في كل هذه النماذج ان مساع الإستدراك او المعالجة تتم وعلى طريقة السودانيين في جوديات تجسير المسافات بين الخطأ والتجاوز _من الشاكي والمشكو_ وأحيانا يفشل ذلك ومرات ينجح .
2
قضية الاخت عائشة الماجدي كانت تحتمل الإحتواء ولو في مراحل سابقة بعد بدء القضية . والتي يجب الأقرار فيها ان من حق العقيد (النجومي) المستشار الامني السابق لحمدوك الزود عن شرفه وسمعته فما طالته مدمر لحياته الشخصية والعامة وفي بلد يحاكم الناس بالمرويات ويؤسس عليها احكام قاسية ونهائية . لكن توقعت وبعد ان تحققت له براءة بإدانة المشكو ضدها او تيقن من ذلك ان تحثه جهة او جماعة الى جواره على قبول العفو والصفح والإكتفاء بإدانة معنوية تمنيت لو أنها اكتملت من (عائشة) بإعتذار صادق فبعد عدم ثبوت القصة بموجب إدانتها بالمحكمة لا داع للتمسك بموقف لا قطعيات بشان أصل مشكلته . بمراعاة طبيعة المجتمع السوداني وتعقيدات تشبيكات علاقاته و لا أميل شخصيا لمدرسة القصص المرتبطة ببعض الموضوعات الخاصة بسلوكيات الاشخاص كانوا من العامة او الرموز لانها تكون مفخخة ومعقدة التداخلات وبالتالي فالحكمة وللصالح العام تتطلب تجاوزها حتى ان ثبتت . لان المجتمع في غيرها من القصص ينسى ويتجاهل ويسامح لكنه في هذه يضخم وصمة تلاحق اطرافا اخرى ليست ذات صلة بالأزمة والحدث وربما تدفع فواتير أعلى حتى من المتهم او الجاني .
3
أتمنى بصدق ان يتدخل اهل الخير والثقة لمحاولة إصلاح ما جرى وان يكون الامر تنبيه للجميع وإن لم يحدث هذا فاظن ان عائشة الماجدي تمتلك من الشجاعة ما تتحمل به كلفة مواقفها وهي سانحة خلوة لاعادة ترتيب كثير من التصورات كما انها تجربة لرصد واقغ بالسجن عامر بالتفاصيل والنماذج الانسانية والبيئة التي قد تحول المحنة لمشروع عرض اوسع من ضيق الحبوس ولو لفترة يسيرة