د.عصام صديق يكتب: السوبر سيريال
بالأمس اطلعت على أسعار الحبوب ببورصة الأبيض فوجدت أن سعر الدخن تجاوز سعر القمح بما يقارب الضعف، فمر أمامي شريط قصتي مع الدخن، فقبل ٧ سنوات اطلعت على كتاب بعنوان (بدانة القمح) للدكتور اندرسون الأمريكي، وأثره في الإصابة بالسكري والبدانة، فأعاد لي شريط إصابتي بمرض السكري رغم ممارستي لرياضة كرة القدم.
فقد كنت أظن أن السكر هو سبب السكري والبدانة فقد كان نمط غذائي يوميا بالباسطة والبسبوسة باللبن الطازج بداخليات جامعة الخرطوم لمدة 5 أعوام مع الفول والعدس بداخليات الثانوي ايضا بالمرحلة الثانوية ومواظبتي على ذلك الثنائي بعد تخرجي من الجامعة والبعثة بالمملكة المتحدة، ولكن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن الجلوتين بالقمح هو السبب الرئيسي للإصابة بأمراض السكري والبدانة والقولون العصبي والضعف الجنسي، فبحثت ووجدت أن الدخن هو الفصيلة الوحيدة من بين كل الحبوب الخالي طبيعياً من الجلوتين.
ومنذ سبع سنوات تحولت تماما من كل الحبوب إلى الدخن ، وكان التحدي الذى واجهني هو كيف يمكن أن نصنع منه خبزاً بديلاً لخبز القمح ، وبحمد الله توصلت إلى خلطة واحد جرام دقيق دخن مقشور إلى ٣.٥ ملم ماء ورشة ملح بدون حوجة لخميرة أو خمارة أو أي مضافات مسرطنة، بشرط خبز الخلطة في سطحين ساخنين، فقد توصلت عام ١٩٨٨ لأول خبازة كسرة بالكهرباء سجلت براءة إختراعها وصنعت لي بكوريا الجنوبية آنذاك.
وبما أن الذرة يحتوي على جلوتين يسمح بتماسك العجينة فلم نحتاج لسطحين ساخنين سفلي وعلوي كالدخن، ولكن في حالة الدخن كان لابد من سطحين ساخنين لتتماسك خبزته، وفعلا نجحت الفكرة وأصبح ممكنا صنع خبز كالفطيرة (Flat Bread) بأقل من دقيقتين وبضغط السطحين لمدة عشر ثوان إضافية حصلت على رقاق دخن (MilletFlakes) بديل للكورن فلكس (CornFlakes).
يتم ذلك بدون أي حوجة لخبرة أو حتى حركة (القرقريبة) التي تجيدها صانعات الكسرة السودانية. يمكنك صنع خبزة وانت تأكل إفطارك أو عشاءك، لاتضيع أي وقت في صنع الخبز أو الذهاب لإحضاره من المخبز ، هذا بخلاف المضار الخطيرة على صحتك بتناول خبز القمح.
ونخطط للتحول من الخبز المنزلى للدخن إلى الخبر التجاري ، فالفكرة هي أن يتحول السودان من مستهلك ومستورد للقمح إلى مستهلك ومصدر للدخن، وكذلك لكل السوبرز الخمسة للمناعة والهضم والإخراج الطبيعى ، وهي الدخن وسميته سوبرسيريال ، وبريبايتك(Prebiotic) الصمغ العربي بشقيه الهشاب والطلح والذي سميته سوبرفوود فهو أقرب تركيبة لحليب الأم، وتبلدى السافنا الأغنى ثلاث مرات من تبلدي الجنوب الأفريقي والذي سماه الغربيون سوبرفرووت، وزهرة كركدي الرهد الكاملة والتي سميتها سوبرهيرب، ولأنها قد تجعلك تتحول لها من حبوب ضغط الدم إذا اتبعت أسلوب الإثبات الذاتي SelfBasedEvidense في مقابل إثبات العينة SampleBasedEvidense ، الذي يتبعه الطب الحديث.
والسوبر الخامس هو زيت السمسم البكر والذي سميته السوبرأويل.
وقد بدأت حملة تحول السودان إلى مستهلك ومصدر للدخن رسمياً بمقابلة تلفزيونية مع الدكتور عبداللطيف البونى ببرنامجه الشهير (سبت أخضر) بقناة النيل الأزرق، قبل ثلاثة أعوام.
وطرحت شركة سافنا رائدة تصنيع السوبرز الخمسة ببراءات التصنيع الصفري، أول عينات لدقيق دخن مقشور ببقالات الخرطوم وشاركت بعرضها في معارض عالمية بهولندا وسويسرا والإمارات.
وتمددت مساحات زراعة الدخن ووصلت الموسم السابق إلى فوق ٥٠٠ الف فدان بالقضارف.
وأعلنت الأمم المتحدة أن العام ٢٠٢٣ سيكون عاما للدخن.
وفي كل يوم يظهر طبيب بفيديو يوضح مضار القمح.
وأعلن منتجو السوبر فوود عن تأسيس اكبر شركة فى العالم لمنتجات المناعة والهضم (شركة السوبرز العامة تحت التأسيس) بتركيب مصانع صغيرة للسوبرفوود وسوبرسيريال بـ١٢ ولاية بحزام الصمغ والدخن، مع تجربة إنتاج الوقود والعلف والكهرباء الخضراء من العنكوليب السوبرفيول بنفس الحزام، برأس مال ٥٠ مليون دولار،سارع بالاكتتاب بها مالايقل عن تسعمائة شخص داخل وخارج البلاد وسمحت بتأسيسها سلطة تنظيم أسواق المال. والاكتتاب بها بالدولار الأمريكي فهي تخطط لجلب عائد صادر لضعف صادرات السودان الحالية بحلول سنة التشغيل الخامسة علما بأن السودان حاليا لايستغل أكثر من ٢٪ من حزام الصمغ العربي ولايحقق أكثر من مائة مليون دولار سنوياً.