الصادق ساتي يكتب : الجَدُّ والجِدُ نحو مجتمع سوداني فاعل
🔸يمر المجتمع السوداني بأخطر فترة له في تأريخ السودان لا تشبهها فترة أخرى إلا الفترة التي عقبت سقوط الدولة المهدية بعد معركتي كرري وأم دبيكرات وسيادة الإنجليز على كل البلد وفرضهم لمنهج ثقافي محدد على الصفوة المختارة بعناية، وتعتيم الحياة الدينية لبقية الشعب وتتويهها حتى كاد مظهر الدين أن يختفي بين الإنداية وبيوت الدعارة.
🔸منذ العام الذي حدثت فيه المفاصلة الشهيرة للحركة الإسلامية السودانية تشكّل شرخ كالثقب الأسود في المجتمع السوداني وبدأ المجتمع يعاني من إهتزاز في الثوابت .
🔸وبلغت قمّة المعانات عقب سقوط الإنقاذ وسيادة الدولة تنتقل فجأة لمستعمر جديد يحكم بيد عملائه من بني جلدتنا من أبناء الوطن، وفي أعوام قليلة إمتلأت البلاد حقدا وكرها وكفرا وإلحادا وفسوقا ومجونا وشذوذا.
🔸وفي ظل تلك السنين العجاف والتي يمتد أثرها إلى تأريخ كتابة هذا المقال ظلّت ساحة المجتمع السوداني خالية تماما تقريبا من الأنشطة التي تُحكم العقيدة والوطنية وثقافة الشعب ومكارمه وقيمه، وأمتلأ الشارع كرها وحقدا وقتلا ونهبا وخمورا ومخدرات وسفاهة ما شهدها المجتمع السوداني من قبل .
من لطف الله وحده بقي منهج الإسلام في قلوب الناس وسط كم هائل من الشيطنة والعداء والكره الذي شاع ليس فقط من أحزاب قحط من اليسار والعملاء، بل إمتد ليشمل قطاع واسع من أبناء الشعب السوداني. قدر الله وحده هو من حمى أبناء الدعوة الإسلامية من القتل والسحل في ظل تلك الشيطنة والكره المقيت الذي أشاعه اليسار ، ذلك لا لأن الدعاة الإسلامين قليلون، ولا لأنهم ضعاف ولا يستطيعون الوقوف ضد أعداءهم بقوة السلاح والتدريب العسكري العالي جدا فيهم، لكن ذلك الحال حدث لأن أبناء الدعوة الإسلامية السودانية لم يكونوا راضين بحال حكومة الإنقاذ، لذلك آثروا إحتمال الشيطنة والسب والشتم البذي وترك الأحوال تمضي كيفما كانت إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
موقف الدعاة الإسلاميين الذي ورد ذكره في الفقرة السابقة كان هو أول مظاهر الفكر الجمعي التنظيمي لمجتمع سوداني متماسك ، فتلك الخطوة ما كانت بتوجيه تنظيمي لأنه لم يكن هنالك تنظيما إسلاميا فاعلا أصلا ،وكذلك لم تكن عبر تنوير سياسي ولا توجيه قيادي ،فكل ذلك لم يكن متاحا.
🔸وانطلق الفكر الجمعي للمجتمع السوداني يجمع أهل البلد دون تنظيم معلوم، وذلك خلال الأربع أعوام التي مضت.
🔸صنع هذا الفكر الجمعي وبعون وبركة من الله نتائج ملموسة على الأرض ادت لفرملة إندفاع الكفر والإلحاد والفسوق والشذوذ الذي إنتهجته قحط وتبنته وثيقتها الدستورية وحكوماتها المتعاقبة.
وكان من نتائج ذلك هروب القراي وأكرم كرونا، وإنعكاس الشيطنة على اليسار وسقوط الشق الكافر الملحد من حكومة قحط.
🔸كل ما ورد أعلاه صغته لشرح كيف صنع الفكر الجمعي للمجتمع السوداني الأصيل خارطة طريق وتوجها نحو مستقبل مميز إن شاء الله لمنهج قويم نحسبه هو منهج الإسلام كما عاشه المجتمع الذي صنعه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
🔸من هذا الفكر الجمعي للمجتمع السوداني خرجت مبادرة أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد ، نشأت. ووصل خطابها لخريجي الجامعات والأحزاب الوطنية والإدارة الأهلية والطرق السلفية والصوفيه والنقابات والإتحادات والمؤسسات والجامعات والمدارس الثانوية، وكل قطاعات المجتمع السوداني، وذلك للعمل سويا لجمع أهل السودان حول ثوابت من الإيمان والعقيدة والقيم والمكارم والوطنية ، يتواثقون حولها ويحموها بأموالهم وأنفسهم ودمائهم.
💧ولو إجهتدنا لنقرأ الفكر الجمعي للمجتمع السوداني ومألات وملامح تشكيل مبادرة أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد يمكننا أن نقرأ الآتي:
🔸يجب أن لا يُفهم من دعوة مبادرة أهل السودان أنها دعوة موجهة لتكوين حزب سياسي جديد. فالحزب السياسي مهما كانت أهدافه لن يجمع أهل السودان، ولن يكون في قامة صياغة الثوابت ووثيقة المجتمع وحمايتها.
🔸دعوة مبادرة أهل السودان ليس فيها أي مؤشر للمدعوين أن المبادرة ترغب من المنتمين لها أن يتركوا أحزابهم السياسية، أو يفهموا أن المبادرة تدعوهم لأي إئتلاف حزبي تكتيكي لأجل إنتخابات وغيرها من الأنشطة السياسية الحزبية. فمبادرة الطيب الجد دعوتها في Level يختلف تماما عن ذاك الذي فيه الأحزاب السياسية.
🔸 الهدف من مبادرة أهل السودان هو جعل ثوابت المجتمع السوداني (العقيدة – الوطن – القيم والمكارم – الحريات – سيادة القانون – مؤسسية الدولة….)
جعل هذه الثوابت ملكا وماركة مختومة للمجتمع السوداني بعيدا عن مزايدات الأحزاب وخداع العملاء وأطماع الخارج.
🔸ثوابت مرعية بمجتمع منظم تنظيما مجتمعيا ليس حزبا سياسيا ينافس الأحزاب في نشاطها المعلوم، بل تنظيم مجتمعي يعلو على كل الأحزاب بتبنيه الثوابت فقط ووضعية المراقب والمراجع لا وضعية التنفيذي.
🔸ولو أن المجتمع السوداني نجح عبر مبادرة الشيخ الطيب في تشكيل تنظيم مجتمعي متين، وتركت الخيار لأفراد هذا التنظيم للإنتماء الحزبي كيفما يكون،
إن وصلت المبادرة لهذه النتيجة يكون الطيب الجد قد حقق نقلة حقيقية للمجتمع السوداني، ونقلة عظيمة للوطن ليستشرف مستقبلا واعد إن شاء الله.
🔸دعوة مبادرة أهل السودان للمجتمع سوداني هي لتشكيل تنظيم مجتمعي مهمته حماية العقيدة والوطن وجميع ثوابت المجتمع السوداني، وذلك من مغامرات العساكر (الإنقلابات) وفهلوة وإستهبال أصحاب الآيدولجيات أعداء الدين والإيمان والإنسانية والوطن (قحط).
تنظيما يراقب ويراجع وجود ثوابت المجتمع في الدستور والتشريعات والقوانين وفي الخطاب الرسمي وخطاب الإعلام وفي المناهج التعليمية وعقيدة القتال في الجيش.
🔸وذلك يتم عبر :
▪️تحديد وصياغة وثيقة ثوابت المجتمع السوداني صياغة قانونية محكمة. والتوقيع عليها بواسطة قيادات المجتمع . ثم نشرها في كل أنحاء الوطن لتصل كل مواطن سوداني مؤمن بالله ووطني .
▪️عمل نظام أساسي لتنظيم مجتمعي بإسم مبادرة أهل السودان وإختيار إسم لهذا التنظيم المجتمعي وتسجيله رسميا ضمن منظمات المجتمع السوداني.
▪️رسم وإعتماد هيكل تنظيمي وإداري وتحديد مصادر تمويل للتنظيم.
▪️إختيار قيادات للتنظيم المجتمعي للدورة الأولى وتحديد كيفية تداول السلطة فيه.
▪️إجازة برنامج العمل الإستراتيجي والمرحلي :
🔸العمل على عكس الثوابت في الدستور والتشريعات والقوانين واللوائح ومناهج التعليم وموجهات الإعلام والخطاب الرسمي للدولة وعقيدة القتال في الجيش……
🔸تكوين ورش عمل متخصصة لتحديد مشاكل المجتمع السوداني التي تناقض بنود وثيقة ثوابت المجتمع مثل معالجة خطاب الكراهية والحسد والنهب والمخدرات والخمور وخطاب الكفر والإلحاد والنميمة والبهتان……..
ووضع خطة واضحة لمعالجة تلك المشاكل وكيفية دعم الأجهزة الرسمية والمجتمعية لتبني تلك الحلول.
▪️دراسة مواطن القوة ومكامن الضغط في التنظيم المجتمعي الجديد ، ووضع قوانين تحكم كيفية إستخدامها لمنع مغامرات العساكر (الإنقلابات) وفهلوة أصحاب الآيدولجيات (قحط) وتسبيط الطغاة (مانعي الحريات ومتجاوزي التشريعات والقوانين).
نسأل الله أن يعين الشيخ الطيب الجدّ في مبادرته التي هي بالفعل الإستقلال الحقيقي للسودان وتحرير أهله من قيود أطماع الخارج وعملاء الداخل ، ومن طغاة العسكر وظلم وفهلوة الآيدولجيات المدنية.
والله المعين من قبل ومن بعد عليه توكلنا وهو القوي العزيز.