«أحداث ملاقات».. تفاصيل ما حدث!!
أفراد من الإنتقالي متهمون في الحادث الأول
نمر ودقلو.. هذه هي السلطة المنشودة وتجربة تستحق الإشادة
الفزع رد فعل للحادث الأول ضحيته ستة أبرياء ونهب وحرق
المتهمون في قبضة الشرطة والمنهوبات في أيدي أصحابها
تقرير: زمزم خاطر
دارت أحداث مؤسفة في الخامس عشر من اغسطس ٢٠٢٢م بمنطقة ملاقات بمحلية كتم – ولاية شمال دارفور راحت ضحيتها مواطنون عُزل ، وتعود تفاصيل الحادث إلى وجود جثتين مقتولتين على قارعة الطريق ، وكرد فعل لهذا الحادث قام أهالي المتوفيين بفزع وتهجم الفازعين على عدد من القرى وقتلوا مواطنين عزل ونهبوا الماشية و عدد من ممتلكات الأهالي وحرق جزئي للمنازل.
الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع وصل إلى مكان الاحداث وإتخذ عدد من الإجراءات الأمنية هو وحكومة ولاية شمال دارفور ساهمت في إستتباب الأمن وإستقرار الأهالي ، فهيا إلى هناك.
نبذة عن منطقة ملاقات:
منطقة ملاقات تتكون من ٢٧ قرية ( سريرة سنانة ، ام كتيرة ، أبو جعاب ، كركرة ، شاوة حلة فكي ، جميزة شرق ، سيح جمعة ….ألخ، وتقع هذه المنطقة على بعد ٢٥كم من محلية كتم بولاية شمال دارفور .
ماذا حدث؟:
في صبيحة يوم الإثنين الموافق ١٥ اغسطس من العام الجاري وفي تمام الساعة الخامسة مساء وردت معلومات إلى قسم شرطة محلية كتم بوجود جثتين مجهولتين بالقرب من المنطقة ، تحركت قوات الشرطة برفقة قوات الدعم السريع إلى مكان الحادث وأخذت الجثث إلى مستشفى كتم وبعد الإجراءات تم تسليمهما إلى ذويهما, تم نهب ممتلكات عدد من البيوت وحرق عدد (٢٤) منزلا حرق جزئي ، بمعنى انه لم يتم حرق البيت كاملا ، راكوبة أو قطية وبقية المنزل سليم.
مجيء دقلو:
بعد الأحداث بيومين جاء الفريق عبد الرحيم دقلو من الخرطوم وذهب مباشرة إلى مكان الحادث ورابط هو وقواته هناك وإتخذ إجراءات وتدابير ساهمت في إستقرار الأوضاع الأمنية هناك وحماية المواطنين وإسترجاع أموالهم وتعويضهم.
جيرة وعشيرة:
في اللقاء الجماهيري الذي اقيم بالمنطقة وحضره أهالي غرير وملاقات قال :العمدة عبد النبي عمدة منطقة ملاقات ، نترحم على أرواح الشهداء من المنطقتين ، نحن جيرة وعشيرة وحدثت هذه المشكلة المؤسفة ، راحت ضحيتها هؤلاء الأبرياء ، وحضر اللواء النور ووجدنا في موقف صعب وحمانا ، وبعد ذلك حدث موضوع حرق القرى ، ونحن نشهد بما حدث ، البيوت التي حرقت ( ٢٤) منزل وليس قرية ، وبوجود الفريق بيننا نحن إلتزمنا والطرف الثاني إلتزم ونحن الان بخير ، والمال المنهوب رجع منه الجزء الأكبر ، والبيوت المحروقة بعد الحصر تم تعويضهم والأهل رجعوا إلى مزارعهم وبيوتهم.
نحن الخاسرون:
وفي خلال حديثه قال الشيخ محمدين الدود من منطقة غرير ، قال كنا نستبشر بالسلام الذي جاءنا بعد الحرب الطويلة التي شهدتها دارفور ، ومفروض تكون لنا عبرة تودينا لقدام، نحن في هذه المناطق نعيش في نسيج إجتماعي تام دفعنا ثمنه دم ، ولو كملنا كلنا وفضل شخص واحد مجبور يعيش ولكن ليس بهذه الطريقة ، نحن الخاسرون في هذه الحرب وندين ما حدث في ملاقات وغرير ونطالب بتسليم الجناة إلى العدالة حتى ننعم بالإستقرار .
القانون لا يعيّش:
المتحدث بإسم شباب القرية ، عبده داؤد ، شكر الحكومة على ما بذلته من جهود لإستقرار الأوضاع الأمنية بالمنطقة وطالب بالقبض على الجناة وتسليمهم للعدالة وتأمين المنطقة من التفلتات وتحريم المواتر وإسترداد الأموال المنهوبة وتعويض المتضررين وحماية الموسم الزراعي وخلق النسيج الإجتماعي بين مكونات المجتمع ، قائلا القانون لا يعيّش الناس بقدرما يفعله النسيج الإجتماعي.
إعتقال أبناء ملاقات:
الخطاب الذي القاه الأستاذ المحامي الطيب والذي جاء برفقة جزء من أعضاء لجنة متابعة أحداث ملاقات على الملأ كان مناسباً مع الموقف بحسب تقديري الشخصي إلا أنه حمل ارقاما غير حقيقية فيما يخص البيوت المحروقة والتي عددها ٢٤ بحسب حديث العمدة وهو قال ٧٠٠ قرية ، وبعد ذلك علمنا أن الخطاب به صفحات لم تقرأ وفيها إتهام صريح لقوات الدعم السريع بالضلوع في الأحداث مما تسبب في إعتقالهم ، وإعتبر الفريق عبد الرحيم أن هذا الخطاب مضلل للرأي العام ويتجافى مع الحقائق ويدعو إلى الفتنة ويبث الشائعات مما يساهم في زعزعة المجتمع لذا تم إعتقال الشباب الذين وقعوا بأسمائهم عليه وتم تسليمهم للشرطة لتقديمهم للعدالة.
دقلو على خط الأحداث:
الفريق عبد الرحيم دقلو قال في تصريح صحفي أن الحادثتين اللتين حدثتا في منطقة ملاقات مؤسفة للغاية، وتسبب فيها متفلتين قصدهم زعزعة الامن والإستقرار.
وأردف قائلا :الحمد لله وُفقنا في مطاردة كل الجناة الذين إرتكبوا الحادثتين ضد المواطنين العزل ، وإستطاعت القوات النظامية بقيادة اللواء النور قبة ،من مطاردة الجناة والمتفلتين الذين الذين قتلوا سته أشخاص ، وكذلك مطاردة الذين سرقوا الماشية و تم قبض حوالي ٩٥ % من الاموال المنهوبة ، وهي اتحركت في ثلاثة محاور ، شرق وغرب وحول كتم وتم إسترجاعها.
وأضاف دقلو :(هذه التجربة هي أول تجربة حيال الأحداث التي حدثت سابقا وهذه القرارات اتخذناها لنتصدى ونحطاط لاي مشكلة تحدث لتنحصر في الجاني والضحية ولا تمتد أثارها للأبرياء)، وإذا صبرنا وتضامنا كمؤسسات عسكرية نستطيع حسم الجريمة والتفلت.
المتهمون في قبضة الشرطة:
تم القبض على المتهمين بقتل ابناء غرير وسببوا هذه الفتنة ، وهم حوالي سبعة اشخاص متفلتين وهاربين من الإنتقالي وإرتكبوا الجريمة دون إذن المؤسسة.
والذين قاموا بالفزع وقتلوا الستة أبرياء تمت مطاردتهم وتم القبض على عدد من المتهمين ، والناهبين كذلك قبضنا عليهم بالمنهوبات في اياديهم.
(دقلو).
مروجو الفتن:
وأضاف دقلو قائلا: الإشاعات ومروجين الفتن في الإعلام ، ذكروا ان ٧٠٠ منزل محروق ، وهذه مبالغة ولا ندري من يخاطبون ، هل الداخل ام الخارج ، إذا كانوا يخاطبون الخارج فالخارج لديه معلوماته واجهزته ويعرفون الحقيقة ، وإذا بخاطبوا الشعب السوداني ، فالشعب السوداني نحن نملكه الحقيقة ونقول له ان البيوت المحروقة كلها ٢٤ منزل و زرناها منزل منزل ، وهؤلاء ربنا خذلهم وقبضنا عليهم بمستنداتهم في ايديهم وهم يؤججون الفتن .
تعويض الأهالي:
عوضنا كل الذين اتحرقت بيوتهم بتقييم من لجنة مشتركة وتم حصر المحروقات واتقيمت برضا المواطنين والالية، والبيوت المنهوبة ، المساعي جارية في القبض عليها وللأمانة ما إستطعنا رد اي منهوبات بإستثناء البهائم حتى لا نزايد في الحديث، المواتر من الان محرمة وقواتنا ستكون لها بالمرصاد.. هيبة الدولة الان مفروضة والمواطنين عادوا الى منازلهم امنين مطمئنين ، وجمعنا الطرفين في اللقاء الجماهيري الذي شاهدتموه ، والمسؤولية امام الله اننا نقبض كل الجناة وننصف كل الاطراف دون ميول لطرف ونتصدى لكل مواطنينا العزل.
رسائل:
ولو عندي رسالة بوجهها لإخواني في حركات الكفاح المسلحة.
الرسالة الاولى ، انزلوا إلى الميدان والى ارض الواقع ، حقيقة اكتشفت ان المواطنين عايزين يسمعوا منهم بشريات السلام.
ثانيا ، زيارة القرى والفرقان ويؤكدوا لهم ان هذا السلام حقيقي ولا عودة للحرب .
الرسالة الثالثة ، للقادة الميدانيين ، اقول لكم لا تحصروا انفسكم في الاسر التي انطلقتوا منها ، خليكم منفتحين مع كل اهلكم في دارفور والسودان وصريحين ووضحوا ما يوضحوه القادة.
القادة الفي الخرطوم ، لابد من توضيح انكم ليست لديكم نوايا حرب ، انضموا لإخوتكم في القوات النظامية وشاركوهم في كل حتة.
ونحن مطمئنين وواثقين في اخوتنا حاكم الاقليم مناوي ، وعضوي السيادي الطاهر والهادي ووزير المالية د جبريل ، وكل اخوتنا في كل الكفاح المسلح هدفهم الاول والاخير المواطن والسلام.
تحديات:
رسالة اخيرة وافتكرها تحدي كبير، اهلنا النازحين يثقوا في الكفاح المسلح اكثر من ثقتهم في اي مؤسسة عسكرية اخرى ، ويفتكروا ان هؤلاء المناضلون يعبروا عن قضية النازحين ،والان انتم اتيم بالسلام والان قواتكم موجودة في معسكرات النازحين والنازحين بفتكروا انكم سيفهم الذي يهزون به وهذا الكلام غير صحيح ، بطالب اخوتنا بسحب قواتهم من المعسكرات ، النازحين مسؤولية حمايتهم على عاتقنا جميعنا ، حركات ، دعم سريع ، شرطة ، قوات مسلحة ،مافي قوات كفاح تكون موجودة والنازحين لو بفتكروا ان هذه القوات حمايتهم لوحدها هذا الكلام غلط وغير صحيح ، لا يد من سحب هذه القوات خارج المعسكرات وتكون في اماكن تجمعاتها وخاصة معسكر زمزم
وقال دقلو لو تكلف الأمر سكوننا في دارفور سنفعل من أجل المواطنين.
إجراءات مشددة:
والي ولاية شمال دارفور ، السيد نمر قال في تصريح صحفي قال:
حقيقة ما حدث مؤسف جدا.. في البداية تم قتل إثنين مواطنين ينتمون لمنطقة غرير وعلى رد الفعل تم قتل ستة مواطنون اخرون، فورا بدأنا بإجراءاتنا الأمنية بغرض الحماية والقبض على المجرمين.
وفي الحادث الأول تم القبض على عدد من المتهمين يتبعون للمجلس الإنتقالي ، وفي الحادث الثاني كذلك تم القبض على متهمين بإرتكاب جرائم القتل والنهب والحرق، وقمنا بزيارة ميدانية للبيوت التي حرقت وإلتقينا بأصحابها وتم تعويضهم تعويضا مجزيا وبرضا تام.
نشر القوات:
وأضاف نمر : تم نشر قوات كبيرة من قوات درع السلام لحماية القرى المجاورة والتي كانت معرضة للنهب والحرق ، وحتى يستقر الأهالي ولا يحدث نزوح، والان الحمد لله الحياة عادت لوضعها الطبيعي والمواطنون يمارسون حياتهم من زراعة ورعي.
واضاف: نحن في ولاية شمال دارفور نقدم صوت شكر للفريق عبد الرحيم وقواته ، هم مكثوا لتسعة أيام للقبض على الجناة وإستتباب الأمن وإستنفارهم لإسترداد الماشية المسروقة وقد تمكنوا من إرجاع اكثر من ٩٥% وسلموها لأصحابها وما زال البحث جاري عن البقية، وهذه الإجراءات الأمنية المشددة هي الأولى من نوعها في التعامل مع مثل هكءا قضايا.
تعايش سلمي:
وقال نمر: قد إلتقينا بالإدارة الأهلية ، العمدة عبد النبي عمدة ملاقات وما جاورها من قرى والشيخ الدود من غرير وإستمعنا لرسائلهم ومجهوداتهم المبذولة في التعايش السلمي والأمن الإجتماعي.وليست هناك مشكلة اساسا في التعايش بين مكونات غرير وملاقات سوى هذه الهنات.
ونأمل أن لا تتكرر هذه الأحداث ونشكر كل الجهات التي بذلت مجهودا في طي هذا الصفحة ، بما في ذلك الإدارة الاهلية والنساء وبقية مكونات المجتمع، وهناك بلاغات من بعض المواطنين بنهب منازلهم ووجهنا بحصر المنهوبات حتى نتمكن من تعويضهم.
إستجابة سريعة:
وأضاف نمر : مجيء الفريق عبد الرحيم ساهم بشكل كبير جدا في إستتباب الامن في هذه المنطقة ولعب دور محوري في القبض على المجرمين واسترجاع الماشية والإستحابة السريعة كانت لها أثرها في إخماد نيران الفتنة التي كانت ستشتعل وتحرق البلد.
عودة الحياة:
وأكد الوالي أن الحياة عادت لطبيعتها والمواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية، ودعا النشطاء كافة وحركات الكفاح المسلح ومنظمات المجتمع المدني والمهتمون بالتعايش السلمي في دارفور ليقومون بتوعية وشرح لإتفاق جوبا بشكل واضح ونصل القرى والفرقان ليعرف اهلها ان إتفاق جوبا هو ملك لدارفور كلها والحقوق التي إنتزعتها إتفاقية جوبا هي حقوق لجميع مواطني إقليم دارفور وحقيقة إلتمستُ أن هذا الجانب مفقود ، ونحن مدانون كحركات كفاح مسلح ويجب أن نقوم به جميعنا كقوى سياسية او ظعم سريع او قوات مسلحة ونشطاء ومثقفون ولابد من تطواف كل المناطق لعكس الاتفاق والمصالحات والسلم الإجتماعي وأهميتهما وحث الإدارة الأهلية للقيام بدورها .
وناشد سيادته الشباب ونشطاء الميديا بتجنب خطاب الكراهية وإثارة الفتن والدعوة الى السلام والتعايش والحديث الإيجابي.
حقيقة من خلال الإجراءات التي إتخذناها لحسم هذه الإشكالات إكتشفنا أن بعض أبناء المناطق التي وقعت فيها هذه الأحداث كتبوا بيانات مخالفة تماما للواقع ويحرض المجتمع وكان هذا غير مقبول وتم إتخاذ الإجراءات اللازمة حتى نحد من الإشاعات وترويج الفتن.
ونحن عندما كنا في ملاقات دار حديث عن إختطافنا وهذا كله إشاعات وإعلام سالب لا ينفع المجتمع بشيء .
إعلام موجب:
نحن نريد إعلام موجب يحافظ على المجتمع وقيمه ويتحدث عن الحقائق والسلم الإجتماعي وتماسك المجتمع وتمليك المواطن والرأي العام المعلومة الصحيحة، وتشجيع المجتمع على محاربة العادات الضارة .