إسحق أحمد فضل الله يكتب: حديث مع المتعبين فقط

 

وصديق….

تعبت من الحقائق.. والخيبة؟؟

ونحن أيضاً

وتعال للأنس..
وزمان أيام الفكر الذكي كانت الحكايات ذكية..
والـحـكـايـات تـقـول إن الحـل.. ليس هو ان تعرف…. لا…. الحل هو
( ماذا.. بعد المعرفة… خصوصاً مع العجز؟)
وعام ١٩٤٢ الجستابو.. يختطف أحد قادة مخابرات الإنجليز..
وكان مهما أن يجعلوه يتحدَّث.. وعاجلاً
وكانوا يعلمون أنه لن يتكلم
وصنعوا.. شيئاً
الأسير.. يستيقظ في غرفته في منتجع خلوي معزول
و يسمع المذيع في الراديو يقول
والآن نستمع إلى أشهر أغنية قبل الحرب…. أغنية من أغاني الأربعينيات
والضيف في المحطة يتحدَّث عن أغاني الأربعينيات.. قبل عشر سنوات
والطبيب الذي يزور الأسير ينسى عنده الصحيفة
والأسير يقرأ في الصحيفة أخبار الحكومة الجديدة المحكومة بالرايخ الألماني منذ الهزيمة…
والأسير يقرأ تاريخ الصحيفة…. مارس.. ١٩٥٦..
والزيارات والأنس والأجواء كلها تقول إن الحرب انتهت منذ أكثر من عشر سنوات
بهزيمة الحلفاء
واحد الزوار كان مؤرخاً يطمع في سماع رواية الأسير عما كانت بريطانيا تدبِّره عام ١٩٤٢
والأسير يشرع في الحديث
ويستغرق…
ومثل كل من يستغرق في الحديث أصابعه كانت تداعب بعض ذرات الملح المنثورة على المائدة
وذرات من الملح تدخل في جرح في اصبع الأسير… و تلسعه..
لكن ما يلسع الأسير أكثر كان هو ما يقفز إلى ذاكرته
الأسير يتذكر فجأة.. أن الجرح هذا كان قد أصابه قبل يومين لما كان في مكتبه
وأن الجرح لا يبقى عشر سنوات….
كل هذا لم يكن هو محور الرواية الذكية
ولا حقيقة أن أضخم الخطط يمكن أن تفسد لسبب صغیر
ما في الرواية كان هو ما بعد اكتشاف الأسير للخدعة التي كانت أكثر دقة مما قلنا
والأسير يواجه السؤال عن:
المعرفة…. والعجز
وكيف هو العمل
و(المعرفة والعجز) هما الأقواس التي توجز حكاية الشعب السوداني الآن
…….
فالآن الناس والأصابع على مفاتيح الموبايلات.. تبحث هذا
والأحاديث تقول إن المؤامرة مستمرة
وإن مجيء السفير الأمريكي جزء من الأمر
وإن جـود فـري يأتي نجدة لفولكر.. بعد أن فشل فولكر( وإن جودفري كان هو ذاته معاون فولکر في العراق.. لما كان فولكر
هناك)
وإن اتفاقاً يتم داخل وخارج السودان لإعادة قحت للحكم
وتفادي كل ما جعل الناس يهربون من قحت..

والمطلوب الذي يمضي بقوة الآن هو
اغتيال مبادرة الجد
والشهر الماضي نحدِّث عن لقاءات سرية مع إعلاميين
وحملة.. للمبادرات المضادة من جهة
و(لدفن) مبادرة الجد.. من جهة و
دفن.. بالتجاهل.. وعدم الإشارة إليها
ثم أحاديث عن أن زيارات مثل زيارة قحت الكباشي تتم لعسكريين
وأن إعدادا.. يجري لعمل عسكري…
…………
والرجل في الرواية أعلاه ينجو.. لأن بريطانيا.. لا يهزمها.. شيء…!!!
وبالعضل.. الرجل ينجو
والشعب السوداني لا ينجو بالعضل…
الشعب السوداني.. يصيب الجن بالجنون.. وهو يبتكر أنواعاً من العجز غريبة
والمعادلة أعلاه التي تقول إن الورطة هي( المعرفة.. مع العجز) يتخطاها الشعب الآن
ويجعل الخراب هو
( المعرفة مع المقدرة.. لكنها مقدرة لا يريد أحد أن يمد يده إليها )
الشعب الآن يصل إلى الانتخابات…. المخرج الأعظم
وإلى مبادرة الجد…. المنظم الأعظم
لكن الشعب يريد من الجد الذي يصيد الطائر في الهواء
أن يأتي السهم بالطائر مطبوخاً.. ومتبلا.. وعلى سرويس.. وحوله عشر رغائف.. مع الجرجير
إما هذا.. وإلا.. فلا
مبروك يا شعب

بريد

السادة الشباب.. أولاد.. شادية…. إبراهيم.. وإخوانه
يسرنا الحوار
ولأننا نعرفكم فإننا نعرف أن العقل النظيف هذا.. موروث من بنتنا…. يعني مسروق منها….
ونلتقي مع أحاديثكم إن شاء الله

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...