دكتور عصام حامد دكين يكتب: الفنون والثقافه ودورها فى الاقتصاد

قرأت رؤيات الطيب صالح وما شدني وشدى الكثيرين هى رؤيه موسم الهجره للشمال وكأن الرويه كتبت فى قريتنا المرتفعه لان قصتها عشتها على ارض الواقع حيث تجسدت تلك الشخصيات عندنا عندما ياتو إلينا فى البيت وعند شراب الجبنه والونسه بينهم وهم كبار سن كل الشخصيات فى الرؤيه كان يقاصدها شخص فى قريتنا بت مجذوب كانت تقابلها شخصيه الدايه حلوة التى ولدتني فى سبعنيات القرن الماضى بنت محمود تقاصدها ام ابشلخ نساء عواجيز ود الريس كان يقاصده بابكر ابوشمه ام شخصيه مصطفى سعيد كان يقاصدها الحكيم النور مصطفى العايدى رحمه الله عليهم جميعا فهى رؤيه لا اترك قراءتها إلى اليوم وبقيه الروايات للاديب الطيب صالح .اذن هل استفدنا من هذا الفن اقتصاديا؟
كيف للفنون ان تعزز التطور الاقتصادى والصناعى والاجتماعى للسودان من خلال التركيز على الإبداع الانسانى وعلى الثروة الإبداعية للسودان وهو من الدول الاكثر فقرا ويعانى من مشكلات وتحديات اقتصاديه واجتماعية وسياسيه وصحيه وتعليميه عديده يمكن للفنون ان تثرى حياة الشعب السوداني والعمل على تقدمه .
هنالك أدوار مهمه للموسيقه والغناء والسينما والرقص والمسرح والتلفزيون. من حيث إمكانية اسهامها اقتصاديا داخل الاقتصاد السودانى العام ويكون ذلك ممكننا من خلال إنتاج سلع ثقافيه قابله للبيع يمكن للعالم كله الاستفاده منها.
فالاقتصاد الابداعى هو الفنون والتنميه والاداره والخدمات الثقافيه و الثقافى الاجتماعي والتجديد الحضرى وجمع البيانات الإبداعية والخيال الابداعى.
أصبح الإبداع فى العالم ثروة .حيث أصبحت الفنون تدفع التنميه للأمام والان مصر والهند وتركيا الفن أصبح مصدرا مهما للدخل القومى.
* السؤال هل تأتى التنميه اولا ثم تتبعها الفنون؟
ان التقدم الكبير يتعلق بالخيال الموجود فى الفكر والفعل.
لقد كان الخيال هو المستقبل وكان المستقبل هو الخيال وقد كان الخيال هو مهد التقدم. كما كان خيال الطيب صالح الخصب فى رؤياته
الأمم المتقدمه تبنت الفنون فى خططها التنمويه. كما حدث فى مصر وحتى ايران
لابد من التعاون بين المؤسسات والتخصصات المختلفه .
لابد أن نتخيل المستقبل الذى نحتاجه.
حيثما توجد ارادة توجد طريقه.
ان ما اعاقه استخدام الفنون فى التنميه هو اننا غالبا ما تكون غير مدركين اسهاماتها المتعدده فى تحسين حياة البشر .
فخلال تدافعنا من أجل ذيادة مصالحنا الضيقه وان نرحب ونثنى على مشاهير التنميه القادمين فإننا نفشل فى الوفاء باهداف التنميه التى نهتم بها كثيرا.
هنالك قول مأثور يقول ان افضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل ان تصنعه بنفسك.
كيف يمكننا أن نصنع المستقبل الذى نريده عن طرق الثروة الإبداعية للشعب السوداني. نريد التنميه التى تضع الشعب السوداني فى قلب اهتماماتها.
اننا نريد تنميه تحرر الامكانيات الكامنه لكل شخص سودانى .
الثقافه العالميه تعد الفنون من ضمن المنظمات البارزه بداخلها فهى جزء لا يتجزء من كل ما يدفع نحو التقدم الانسانى ونوعية الحياة المناسبه.
ربما يساء استخدام الفنون .
استخدام الشعر الذى يحول إلى اناشيد ساعد على حماس المقاتلين والهام المقاتلين فستسهم الفنون فى التنميه بطرائق متنوعه تشمل تحرير الإبداع والابتكار وهما الاداتان اللتان تدفعان الامكانيات والقدرات البشريه والتقدم الاقتصادى الحديث وتشمل تعزيز الإدارة البيئية الرشيده والحث على تنشيط التجاره الإبداعية التى تمتد من الموسيقه والأفلام السينمائيه إلى الحرف اليدويه والسياحه والتمكن من العمل فى الوظائف المراعيه للبيئة كما الفنون فى التنميه تعزيزا لتكوين العلامه الميزه للامه والديمقراطيه والثقافه والتفاهم بين الثقافات والعمل من أجل إغلاق فجوة التمييز بين الجنسين والمساعده أيضا فى المجالات الصحيه والنفسيه والتعامل الاجتماعي والتجديد الحضرى مما يجعلها تدفع التنميه الهادفه وتوجهها وهى التنميه اللازمه لمساعدة الفقراء للمضى فى العيش الكريم.
ان الفنون تكسب بعض القوى هنا وهناك والواقع ان هذا العمل ربما يكون صعب تحليله او الدفاع عنه من دون وجود امثله كى توضحه.
ان التنميه على كل حال تميل إلى أن تذخر بالمذاهب المتنافسه التى تعيق وتحبط التفكير الابتكارى او تجعله يتعثر .
فإذا أردنا ان نصل إلى مستقبل يكون ابداعيا وابتكاريا مستداما وأكثر تسامحا وسلاما مستقبل يهتم بعدم ترك الفقراء يغرقون فى الفقر يعيشون حياة غير كريمه فإننا ربما سيقول لنا أصحاب التجارب تحتاج إلى آن نصنع ذلك المستقبل الان.
ان صناعه المستقبل تتعلق بالاختيار.
حاله انيشتاين الذى كان يجد ملاذه فى الموسيقى عندما يشعر بأنه عالق فى مكانه لقد قال ان المنطق سوف ينقلك من( أ) الى (ب) فقط اما الخيال فسوف ياخذك إلى كل مكان من المؤكد ان المنطق الراهن الموجود فى التنميه قد دفع التقدم من النقطه( أ) الى النقطه( ب) وهذا امر ينبغى الاعتراف به لكن هل هذا التقدم منصف وعادل؟ هل هو مستدام؟
نحن فى السودان فى الفن جيدون لكننا محلين بل غارقين فى المحليه …اذن ماذا نريد أن نكون عليه من جودة ؟ بعد ذلك وانه اذا أردنا التنميه علينا أيضا ان نجود فنوننا. نواصل دكتور عصام حامد دكين باحث و اكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...