اسامه عبد المأجد يكتب: خطاب البرهان.. (10) ملاحظات

¤ *اولا:* لدى مخاطبته الجمتية العامة للامم المتحدة في دورتها (77) امس.. ابلغ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان العالم برؤيتهم للفترة الانتقالية.. ممثلة في تشكيلِ حكومةٍ بقيادة مدنيةٍ من الكفاءاتِ الوطنيةِ المستقلةِ بمشاركة الجميع عدا المؤتمر الوطني.. وهذا يعني ثلاثة مسائل مهمة تاكيد إنسحابَ المؤسسةِ العسكريةِ من الحوارِ وعدم المشاركة في السلطة والحيلولة دون انفراد قحت بالحكم واغلاق الطريق امام الاسلاميين رغم ان ذلك نوعا الاقصاء.
¤ *ثانيا* كان مفاجئا انتقاد البرهان وبشدة للآليةِ الثلاثيةِ (يونتامس والإتحاد الأفريقي و إيقاد).. واعلانه فشلها في ادارة حوار بين السودانيبن.. رغم دعمهم لها.. وقال (إستغرقت وإستنزفت وقتاً ثميناً دون أن تُحققَ المطلوبَ منها).. بل اتهمها بتعقيد مسارات حوارات التوافق الوطني.. وهذا يعني حدوث متغيرات خلال الفترة المقبلة.
¤ *ثالثا:* رحب البرهان بكافة المبادرات الوطنية.. دون استثناء واشار الى انهم ينظرون اليها بايجابية.. بالتالي كل المبادرات في نظر القوات المسلحة سواسية.. عكس مايتم الترويج له.
¤ *رابعا:* قطع البرهان الطريق امام الاصوات الداعية لالغاء او مراجعة إتفاقيةِ جوبا.. والتي امتدحها بتقليصها النزاعَ في دارفور.. بل كانت خطوة ذكية منه بدعوته عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور – وصفهما بالاخوة – للإنضمامِ للسلام.. وكذلك الاشارة للعودة الطوعية للنازحين.. وكانت تلك سانحه ليناشد المجتمعَ الدولي للمساعدة في إستحقاقاتِ سلام جوبا.
¤ *خامسا:* تناول البرهان وبشكل مذهل وتفصيلي الدور الاقليمي الذي يلعبه السودان – رغم اقراره بالتحديات الوطنية المعروفة.. وذكر العالم بدورنا الفعال في تنفيذِ إتفاقية السلام في دولة الجنوب.. وكذلك التعاون مع الأشقاءِ في الصومال.. والتنسيقِ مع الإتحادِ الأفريقي للتوصلِ الى إتفاقيةِ السلام في أفريقيا الوسطى.. والمشاركَة ببفعاليةٍ في تعزيزِ السلامِ في الكنغو الديمقراطية،.. وقيادة السودان جهودَ تعزيزِ التنميةِ في القرنِ الأفريقي وشرق أفريقيا من خلالِ رئاسته لقمة إيقاد ومواصلته العمل مع تشاد لضبط الحدود.. والتنسيقِ بين الأطرافِ المعنيةِ بشأن إستتبابِ الأمنِ في ليبيا.
¤ *سادسا:* تناول البرهان ملف بذل فيه السودان جهداً كبيراً.. بل هي مجموعة ملفات، مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والجريمة العابرة للحدود والجريمة المنظمة.. واستقبال بلادنا لملايين اللاجئين.. وهي اعمال تكسب بلادنا احتراما وسط المجتمع الدولي.
¤ *سابعا:* اكد البرهان ان السودان يشاطر المنظومة الدولية اهتماماتها.. بتناوله الجهود الحثيثة والمستمرة لتحقيقِ أهداف التنمية المستدامة للعام 2030م.. وإعتماد حكومةُ الفترة الإنتقالية الورقةَ الإستراتيجيةَ للحدِ من الفقرِ للأعوام 2021م ــ 2023م
¤ *ثامنا:* تجلت شمولية الخطاب بتناول ملف الديون.. قال البرهان انها تقف حجر عثرةٍ أمام بلادنا وتحد من جهودها.. ولفت انتباه العالم الى تاهل السودانَ للإستفادةِ من مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون (هيبك).. والى ضرورة ايفاء المجتمع الدولي بتعهداتِه التي إلتزم بها في إجتماعي باريس 2020م وبرلين 2021.
¤ *تاسعا:* جاء تميز الخطاب بتناول أزمةِ إرتفاع أسعار الغذاءِ والطاقة في العالم.. ليجدد البرهان العهد أن السودانَ مؤهل لتحقيقِ الأمنِ الغذائي على المستوى الإقليمي والدولي.. مطالبا بدعم جهود السودان لتحقيق ذلك عبر نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القُدرات ودعم مراكز البحوث الزراعية.
¤ *عاشرا:* تطرق خطاب السودان الى قضيتين مهمتين وهما .. نزع السلاح واكد البرهان إن الأمرَ يحتلُ الأولويةَ في إهتماماتِ السودان واقر انها مهمةَ غاية في الصعوبة، تحتاج تعاونٍ إقليميٍ ودوليِ.. والقضية الثانية حساسة وهي المطالبة بإصلاحِ مجلسِ الأمن في إطارِ الموقفِ الأفريقي الموحد.
¤ ومهما يكن من امر فان مشاركة البرهان في حد ذاتها في هذا المحفل العالمي لها مابعدها..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...