عزمي عبدالرازق يكتب.. في تقرير طويل يشبه طريقة تفكير أماني الطويل!!
في تقرير طويل يشبه طريقة تفكير أماني الطويل، ويعبر عن وجهة نظر قصيرة، تصدرت صحيفة العرب هذه المادة، التي تتحدث فيها عن “تآكل شعبية البرهان في الداخل وتراجع الرهانات على شخصه في الخارج، مقابل صعود لافت لنائبه وغريمه الفريق أول محمد حمدان دقلو” أما كيف توصلت إلى هذا النتيجة وبأي مقياس، فهو ما يدعو للدهشة حقاً! خصوصاً بعد جولات خارجية ناجحة للبرهان، صعد فيها الى أعلى منصة وخاطب العالم من هنالك، لكنك عندما تطالع على يمين هذه المادة خبر نعي الشيخ القرضاوي تحت عنوان ” وفاة مُفتي الإخوان” سوف تعي دوافع ومحركات هذه الصحيفة الرخيصة، التي أسسها الصحفي الليبي الراحل أحمد الهوني في يوليو 1977 في لندن، لتتكسب ممن يدفع أكثر، دون أن تبذل أي جهد صحفي في تجويد موادها، أو تتعامل مع معلومات ومصادر حقيقية، هى فقط تتعامل وتحلل الوقائع بطريقة رغائيبة جداً، وأحياناً تصل درجة من السذاجة، مثل تفسير زيارة البرهان إلى مصر وهو طريق عودته من نيويورك، بأنه يمر بأزمة عميقة على خلفية “استهدافه من قبل القوى المدنية ومن نائبه حميدتي” وهى بذلك، أي صحيفة العرب لا تعرف ان المظاهرات انحسرت، ولم تعد بعنفوانها الأول، وتحاول تسويق حميدتي لمصر، الذي يتبنى خطابا يدغدغ به مشاعر القوى المدنية، حد قولها، وفي نفس الوقت تردد بأن الجنرال البرهان يعلم أن مصر حريصة على تماسك الجيش السوداني، وتحاول الصحيفة تخويف القاهرة بتغلغل عناصر نظام البشير، كما تسميهم، وتتحدث عن تنامي دور الحركة الإسلامية في الشارع، وتستخدم عبارات مثل فلول وغيرها، كما لو أن كاتب المادة يعيش في كوابيس ياسر عرمان ووجدي صالح، لأن الحركة الإسلامية موقفها واضح من الفترة الانتقالية، ولا تريد المشاركة فيها، وكل حديثها ينصب حول الانتخابات، وتزكية المجتمع، ورفض التدخلات الخارجية، ويبدو أن هذه الصحيفة اختارت الوقت الخطأ للحديث عن تآكل شعبية البرهان بالداخل والخارج، في وقت يتعامل معه العالم كرئيس دولة حالياً، بل الصحيح أنه الأن ممسك بزمام الأمور أكثر من قبل، ولا توجد أي صراعات داخل المؤسسة العسكرية، التي لم يعد أمامها من خيار في ظل التحديات الاقتصادية وغياب الحكومة، سوى اختيار رئيس وزراء مدني ضمن المرشحين، ليقوم باختيار معاونيه، ويحمل عنها الكثير من الأعباء، سيما وأن إجراءات 25 أكتوبر بعد أقل من شهر سوف تبلغ عامها الأول دون أن يحدث أي توافق بين المدنيين، بل زادت الشقة بينهم بالمرة، ما يتطلب كضرورة حاسمة التعامل بجدية مع هذا الأمر.