في حال التسوية … مواصفات رئيس الوزراء القادم؟
ساد التفاؤل خلال الأيام الماضية الساحة السياسية في البلاد، بعد التصريحات والتسريبات المؤكدة عن اقتراب التوصل إلى تسوية سياسية بين العسكر وقوى الحرية والتغيير، ربما تنتهي بالتوقيع على إعلان سياسي، يعقبه تشكيل حكومة مدنية خالصة على مستوى مجلسي السيادة والوزراء، ولكن الحرية والتغيير أكدت من خلال بيان لها أنه، وحتى اللحظة، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، وكل ما تم في اليومين الماضيين، عبارة عن توافق غير مكتوب حول أهم الملفات، ومنها خروج المؤسسة العسكرية نهائياً عن السياسة استناداً إلى مشروع الدستور الانتقالي المقترح من قبل نقابة المحامين السودانيين وتشكيل حكومة تحت قيادة رئيس وزراء مدني، ويبقى السؤال، في حال نجحت التسوية، ما هي مواصفات رئيس مجلس الوزراء القادم؟
مواصفات رئيس وزراء
يرى القيادي بالحرية والتغيير بشرى الصائم في تصريح لـ(اليوم التالي) في حال الوصول إلى تسوية سياسية أن تكون مواصفات رئيس مجلس الوزراء القادم بمواصفات رئيس الوزراء السابق الدكتورعبدالله حمدوك موضحاً أن يكون ذو خبرة في الإدارة ورجل أكاديمي واقتصادي، سيما وأن السودان بلد زراعي يحاج إلى رجل صاحب كفاءة.
وأضاف أن الفترة الانتقالية تحتاج إلى رئيس وزراء لا ينتمي إلى الأحزاب ويكون ذو كفاءة عالية في العمل العام ويعمل على مؤسسات الدولة .
ويعتقد المحلل الاقتصادي دكتور محمد أبو السعود أن أبرز مواصفات رئيس الوزراء القادم أن يكون شخصية تكنوقراط متوافق عليها، مستقل لا ينتمي لأي مجموعة سياسية، وأن تكون له درجات علمية، وخبير في العمل العام ويكون له ولاء للقوات المسلحة، وله قبول في الشارع وملم بالشأن الداخلي، علاوة على أن لا تكون له جنسية مزدوجة، وعلى دراية بالواقع الاقتصادي وذلك لأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية ويخرجها إلى بر الأمان.
وفي وقت سابق سلمت مبادرة أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قائمة من (35) مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء لاختيار واحد منهم.
وشكل البرهان بدوره لجنة لتنقيح الأسماء واختيار واحد من بين المرشحين لتقلد المنصب وإنهاء حالة الفراغ الدستوري الذي يعيشه السودان منذ قرابة العام بعد أحداث 25 أكتوبر الذي أطاح حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
شخصية مستقلة
فيما شدد المحلل السياسي الدكتور راشد التيجاني في حديثه لـ(اليوم التالي) على ضرورة أن تكون مواصفات رئيس مجلس الوزراء القادم شخصية قيادية ولها تأثيرها في المجتمع، في ظل تلك الظروف يجب أن تكون الشخصية متوافق عليها من جميع الأطراف، مشيراً الى أن اختيار رئيس مجلس وزراء دون تشاور قد يحدث أزمة سياسية جديدة، ويجب اختيار رئيس وزراء يتمتع باستقلالية كاملة ويكون في حياد تام وعلى مسافة من كل الأطراف دون الميول إلى طرف، وأشار الى أن رئيس الوزراء يجب أن يكون حاسماً في قراراته، لأن الفترة الانتقالية تحتاج إلى شخصية تعرف كيف تتعامل مع القرارات التنفيذية ومتابعتها، وتكون له المقدرة في تنفيذ البرنامج المقدم له ومحصور في ملفات بعينها، منها الوضع الاقتصادي المتردي والحفاظ على الأمن، بالإضافة إلى البدء الفوري في التجهيز وتكوين مفوضيات الانتخابات واستغلال الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية دون الخوض في برامج كثيرة تنهك كاهل الفترة الانتقالية، وتعرضها لأزمات تعيق الوصول إلى انتخابات باطلة، ولفت إلى أنه لابد أن يكون اختيار الطاقم الوزاري بنفس المواصفات التي يختار بها رئيس مجلس الوزراء كذلك اختيار الولاة ولا بد أن يكونوا وطنيين غير منتمين إلى أحزاب سياسية، ونوه إلى أن الفترة القادمة لابد من أن تكون خالية من المحاصصة الحزبية والجميع يذهب إلى تجهيز نفسه لخوض الانتخابات واختيار البرامج التي يريد أن يتبناها لخوض السباق الانتخابي.
بشريات ونجاح
وقال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إنّ المؤشرات الراهنة في البلاد “تبشر بقرب النجاح في الوصول إلى وفاق”، بمشاركة القوى السياسية والمجتمعية وأطراف السلام، جاء ذلك في خطاب ألقاه، يوم السبت الفائت، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى تانا حول السلم والأمن في أفريقيا، بمدينة بحردار الإثيوبية. وأوضح البرهان أنّ “الوفاق المرتجى يقوي من الضمانات التي تكفل استقرار الفترة الانتقالية، وتشكيل حكومة مدنية تدير البلاد وتهيئ المناخ وتتخذ التدابير اللازمة لإقامة انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.