أسامه عبدالماجد يكتب.. السودان وقمة الجزائر

 

¤ تكتسب القمة العربية في نسختها الـ (31) التي تنعقد مطلع الشهر المقبل ليومين، في الشقيقة الجزائر اهمية خاصة .. كونها أجلت على مستوى القادة، ثلاثة مرات سابقة.. آخرها بداية العام الجاري بسبب جائحة كورونا.. فيما تم إلغاء نسختي 2020 و2021 لذات السبب.. وتعود آخر قمة منعقدة إلى مارس من سنة 2019 في تونس.

¤ بالتالي هناك حزمة من القضايا والاحداث التي وقعت على الصعيد العربي تستحق التناول.. وسط تحديات إقليمية باتت تحاصر كل الدول العربية دون استثناء.. متطابقة مع الاوضاع الدولية.. خاصة بعد الحرب الروسية على اوكرانيا.. وانعكاساتها على كل دول العالم.

¤ السودان ليس بعيدا عن تلك التحديات أبرزها الانتقال الى محطة الاستقرار السياسي.. لكن هناك امرين بشأن علاقة بلادنا بالجامعة العربية.. الاول ضعف اهتمامها بالسودان.. على سبيل المثال فان مايسمى بالالية الثلاثية (الامم المتحدة ، الاتحاد الافريقي والايغاد).. يفترض ان تكون رباعية بانضمام الجامعة العربية لها.

¤ ظلت المسافة شاسعة بين بلادنا والجامعة العربية، ربما في ظل كل اتفاقات السلام التي شهدتها بلادنا خاصة في حقبة الانقاذ.. رغم عراقة الجامعة العربية التي تاسست قبل الامم المتحدة في مارس 1945.. بينما ولدت الاخيرة في اكتوبر من ذات العام.

¤ الامر الثاني هو غيابنا عن قيادة الجامعة ومكاتبها.. بعد ان رفض عبد الله حمدوك وجماعته التجديد للدكتور كمال حسن على مساعد الامين العام السابق للجامعة العربية.. وهو منصب حصلنا عليه بعد معارك سياسية ودبلوماسية.. للمرة الثانية في تاريخ بلادنا.. الاولى كانت قبل نحو خمسة عقود في حقبة مايو.

¤ كما انتهت فترة ابناء السودان، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى بكين السفير محمود حسين ونظيره في نيروبي السفير عبد اامنعم مبروك.. ولا أدري كيف ومتى سنتمكن من العودة للصفوف الامامية.. والتي غادرناها حتى على المستوى الافريقي.. ممثلا في منصب مفوض الشؤون الاجتماعية.. والذي تقلدته اميرة الفاضل .. نلناه هو الاخر لأول مرة في تاريخ البلاد بعد معارك شرسة تدخل فيها الرئيس السابق عمر البشير شخصيا.

¤ ان القمة العربية بالجزائر مهمة للغاية كما أسلفت.. وينبغي للسودان ان يكون قد حدد ماذا يريد منها.. لاسيما واننا بحاجه لعون سياسي قبل الاقتصادي.. نحتاج لحكمة قطر واميرها تميم بن حمد.. ولدربة الجزائر في التقريب بين الفرقاء.. دورها في اتفاقية السلام إثيوبيا وإريتريا التى احتضنتها في سنة 2000م.. ودورها الدبلوماسي خلال الحرب الأهلية في لبنان والتي توجت باتفاق الطائف بالمملكة السعودية.. وتوحيدها الفصائل الفلسطينية بالتوقيع على (إعلان الجزائر) مؤخرا.. ونحتاج بشدة لاخاء الجارة مصر.. ودعم الاستثمار من جانب السعودية والامارات بل وقفة كل الاشقاء.

¤ نتابع الاهتمام الجزائري المتعاظم بالقمة.. من خلال توجيهها الدعوة إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز.. وإلى الرئيس السنغالي ماكي سال بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي.. للمشاركة كضيفي شرف .. وعنونت الجزائر المحفل العربي المرتقب بـ (لم الشمل).. كما قال كذلك الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط الذي زار الجزائر الاسبوع الماضي والتقى برئيسها عبد المجيد تبون.

¤ من محاسن الصدف تولي سفيرة السودان لدى الجزائر ناديه محمد خير عثمان مهامها رسميا.. بعد تقديمها اوراق اعتمادها للرئيس تبون الخميس قبل الماضي.. وهى شعلة من النشاط والحيوية ومشهود لها بالكفاءة والفاعلية الدبلوماسية.. وقامت بتحركات كبيرة الايام الماضية.. وكانت السفيرة ناديه أكدت للرئيس تبون عقب لقائها به تعهدها ببذل قصارى جهدها من أجل الانتقال بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى بالتركيز على عدد من المجالات الحيوية كما قالت في الزراعة والثروة الحيوانية والنفط والغاز والتبادل التجاري..

¤ ان القمة العربية سانحة لتعزيز وتطوير تعاون السودان مع الجزائر .. وكافة الدول العربية وهذا يتطلب من وزير الخارجية السفير على الصادق مزيد من احكام التنسيق كما عودنا.. ان اخر قمة عربية في نسختها الـ (30) مثل فيها السودان النائب الاول الفريق عوض بن عوف بتاريخ 31 مارس 2019.. بعدها بايام قلائل كان إعتصام القيادة العامة.. والقمة المرتقبة في دورتها الـ (31) ستكون بمشاركة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ابن الدفعة (31).

¤ ومهما يكن من امر ترى ماذا يخبئ القدر بعدها او ربما قبلها للسودان ؟!.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...