البرهان هل وضع حدا للمسرحية
(كأنما)!! البرهان يعلن عيد الجيش قبل مواعيده ويرفع سبابة عالية التكاليف
صديق دلاي
إنتفاضة أي ضابط جيش من أصغر رتبة وحتي المنتهي تعني وضوح الرؤية وثبات القرار والمضئ قدما ولعل ظهور السيد البرهان في حطاب يخاطب ضباط في قاعدة عسكرية ويمسك بندقية رفيعة ويرفع سبابة ربما ستكون عالية التكاليف متحدثا عن مأرب تعني إنقلابات وأنه سيموت من أجل سلامة موقف الجيش من الشعب ويعترف ما أصاب العلاقة بينهم والشعب وقد أفصح عن الخلايا داخل مناطق ممنوع فيها الإغتراب والتصوير
وبدلا أن يكمل الصورة المشتتة في خياله وذهنه ذهب للتكتيك في زمن الصراحة والخلاص والتبرج بالحقيقة مرة واحدة فأكتفي بالتلميح عن شباب يأتونهم وصفهم بالوطنية والصدق والتجرد ويقصد قوي الحرية والتغيير بما فيهم فضل الله برمة ناصر الجنرال الأقدم وبلا شك هو يعرفهم بتجربة سياسية كاملة ويعرف حقهم في الفترة الإنتقالية وكيف شاركهم السلطة التي كان يفترض أن يحرسها لا أن يتحكم فيها ويحدد ملامحها ويستولد منها ذلك العهد البائد
خبرية البرهان وسبابته وعزمه الجديد أراحت كثير من الناس بينما تشكك الأخرين فيها بكونها تكتيك مختلف والصحيح أيضا أن الإسلاميين بهتوا في مكانهم وقد تحددت درجة العداوة وإستحالة العبور من محطة البرهان ليجلد مرة أخري الحرية والتغيير ويصادق علي مبادراتهم المصنوعة بالكيد والحيلة والأموال والرجال من سوق الساسة فكيف ستكون خطوتهم القادمة والمطلوب منهم حكمة إضافية وأحترام الحقيقة وإنتظار تسوية ثمارها لهم تنظيم ميدان السباق الإنتخابي ومعهم بالطبع أموال وجماهير وكتلة سياسية متماسكة
الدهاليز باتت مكشوفة من خلال غضبة البرهان وبأن سيطرة الإسلاميين علي مفاصل الجيش مخيفة وأستحقت من القائد العام كل هذه الإشارات القوية ليحيا جيش السودان حتي لو كلفه ذلك حياته وهذا يؤكد أن إستخباراته وضعت أمامه المخاطر برسم بياني واضح
هناك مدراس في دنيا الإسلاميين وحياتهم السياسية فالسيد علي كرتي رجل مختفي وصامت ويجيد المتابعة وإتخاذ القرار وتحريك المشهد بأموال وأشخاص وكرتي مؤمن بالقفز علي الزانة ويعرف ليل القيادة العامة بالثواني ويعرف رجالهم هناك وربما جرب إنقاذ إنقلاب البرهان في 25 إكتوبر وأعتبرها عودتهم المؤكدة ومع ذلك وحتي الأمس حصدوا الهشيم وتجاسرت ثورة ديسمبر عليهم وعلي كل من يصفها باللجنة الأمنية
كما تحملت الحرية والتغيير لعنات الذين أحبوها و وضعوا عليها الأمال وقد فشلت فشلا ذريعا في وضع البديل اللائق بالتغيير وبثورة مظفرة وشارع مخلص قدم مع الشهداء طاقات خلاقة ومستعدة لبناء وطن تأخر حتي في تعريف هويته وتاريخه المشترك وهذا شئ مؤلم في علم السياسة والشعوب ومع ذلك هاهي تجني ثمار صبرها علي الأذي من الأحبة والخصوم والبرهان يتجه نحو التسوية فهل سيطول إنتظارنا
المطلوب ليس كما فعل خالد عمر وهو يضع أمام التسوية عراقيل وعثرات ومخاطر بل تسريع الخطي و رد تحية البرهان حتي لو كلفنا ضمانات قاسية تؤجل محاكمة التوحش في فض الإعتصام وهناك دوما طريق ثالث ستوفره العاطفة والدراما والنبل لو أتفقت الأطراف بخطاب إعترافي من البرهان وخطوة إبوة منه يضع زهرات علي قبور الشهداء الإفتراضية بكونه قائدا للجيش ومسؤل عن تلك الأرواح الطاهرة فهل هذا ممكن لو تسامي الجميع من أجل الوطن
دلاي