خالد حسن لقمان يكتب: عبد الهادي محمد خير .. رجل ترك نفسه بين الناس روحاً و تضحية وفداء ..

 

———————————— .. سبحان الله الذي يجعل لبعض من خلقه محبة كل من يعرفونه هكذا جملة واحدة .. من يوجد معه أماً و أباً أو شقيقاً و شقيقة او أخاً و أختاً أو قريب أو جار أو زميل أو حتي عابر طريق .. هؤلاء هم من من الله عليهم بنعمة لا تعلوها نعمة من نعمه علي عباده وقد قالها المصطفي صلوات الله عليه وسلامه .. أقربكم الي في ذلك العالم الخالد الباقي أحسنكم خلقاً أو كما قال أبا القاسم صلوات الله عليه وسلامه ..
.. يوم زواجه قبل سنوات وكنا لا زالنا في شرخ الشباب الأول و الموكب الناشد في طريقه عابراً الكبري العتيق علي النيل الأزرق التفت لأحدهم وقلت له أشعر بأن الجميع علي هذا الطريق ذاهبون معنا الي عرس عبدالهادي .. قبل أن أتمم عبارتي اتمها محدثي بصدقية مدهشة وحب جارف وفورية لم أستغربها مطلقاً .. الجميع كانوا سعداء بفرحته وسعداء لفرحته .. وكيف لا وعشرات الزيجات المباركة خرجت من بين يديه تدبيراً حكيماً و بذلاً مجيداً لأخوته و أخواته وقد أزهرت اليوم أجيالاً ستحدثهم أمهاتهم اليوم بمثل ما سيحدثهم آباءهم أن الدنيا قد فقدت عبد الهادي الذي آصر الصلة و جمع الشمل فكنتم الثمار اليانعة و الجزاء المستحق لالتقاء الخيرين نسباً و طهراً .. ورقته الصغيرة المطوية بين أصابعه وقلمه الرصاصي الصغير ان تبعه و تبعته لطاولة الإخوة و الأخوات فالحساب عسير و الجرد شامل و ( الما جاهز يجهز ) والأخيرة عبارته – المتوعدة الضابطة الحاسمة – كانت بصمته و أنشودته كلماتاً و ألحاناً ..( عبد الهادي محمد خير ) أحد أبهي و أزهر أيقونات العمل التنظيمي و الشبابي الذي عرفتهم بلاد النيل و الجمال والصحراء والوديان و أحد من بين آحاد من عبقريات الحركة الإسلامية في إيمانها و صدقها وأمانتها و فكرها و نضالها و حركتها الدؤوب .. لم تعرف له مواقع الشباب والطلاب من جامعات وكليات ومعاهد و مراكز شباب ووزارات و مؤسسات أهلية وحكومية موقعاً الا و ترك عليه بصمته واضحة جلية ثابتة لا يمحوها زمان ماطر بلا غيث و لا رياح مدمرة بلا لقاح لنبات أو حياة .. صورة واحدة فقط يا عبد الهادي .. ؟؟!! .. يا لك من رجل ..!! .. وكيل وزارة الشباب والرياضة و نجم العمل الطلابي و الشبابي نبحث عن صورة لتترفق اليوم هذا الرحيل الدامع فلا نجد غير صورة واحدة علي الشبكة الدولية للمعلومات تسابق عليها الجميع ومن وضعيتها و هيئتها فهي مسروقة في لحظة انتباهة وغفلة من حقيبة زهد هذا الرجل المدهش الذي ما كان يهمه أن تنشر له صورة أو يقترن له إسم بأي انجاز و قد فرح من فازوا في اتحادات الطلاب يومذاك و تألقوا وازدانت بهم القاعات و تهللت لهم الهامات و باركت لهم الأيادي وفتحت لهم أبواب المجد .. ويظل عبدالهادي الصانع والباني و المخطط الأول والمنفذ المتابع لكل هذه النجاحات الصعبة المستحيلة علي كرسيه يجلس بتواضعه الذي عرف به ممسكاً بيمناه ( كباية شاي أحمر ) و بيسراه خصلات من شعره يتحسسها و يرهقها صعوداً و نزولاً علي صدغه في عادة لم تفارقه ..
.. بالله عليك يا رجل من كنت أنت ..؟ .. أستحلفك الله أن تجيبني يقظة أو رؤية .. من كنت .. وكيف عبرت كل هذا وأنت أنت كما أنت .. عبد الهادي الذي عرفناه في خواتيم الثمانينات و مطلع التسعينات بسيطاً متبسطاً زاهداً ورعاً خادماً مطيعاً لدينك وربك ورسوله صلوات الله عليه وسلامه هكذا بلا ملل و لا كسل ولا غرور ..؟؟ ..

.. عبد الهادي محمد خير .. كيف عبرت كل هذا الرهق يا رجل حتي إعتلت هذه النياشين الربانية الباهية الفائزة المضيئة كتفيك بين نجوم لها و أقمار بينها .. ؟؟!!

.. اللهم أرحم عبدالهادي محمد خير فأنت وقد علمت عبدك و لم نعلمه كما علمته فأكرمه وعافيه و أعف عنه و أدخله جنات النعيم عندك مع ثلة وعدتها آخرة مع أولي ضاحكة مستبشرة فأنت الكريم العزيز الواهب بلا كيل ولا عدد و الرازق بلا قياس ولا حساب ..

وانا لك وانا اليك راجعون
ولا حول ولا قوة الا بك ..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...