عاصم عبدالله الفكي يكتب: أمريكا ودول الإقليم تمارس التجهيل والتضليل
في تسعينيات القرن الماضي إبان حرب العراق وإيران في عهد الشاه والرئيس صدام حسين كانت الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الطرفين، واستمرت الحرب بين الجارتين قضت على الأخضر واليابس واستنزفتهما استنزافاً خطيراً من أجل إضعافهما، لأن الدولتين في تلك الفترة كانتا أكثر الدول إنتاجاً للبترول
وأن الدولتين لهما من الحضارات التاريخية الضاربة في الجذور الحضارة البابلية والحصارة الفارسية واتجهت الدولتان في تلك الفترة نحو الطاقة الذرية والطاقة النووية للأغراض السلمية، لما لهما من العلماء وإرث تاريخي مستفيدين من الاتجاه الشرقي فيما يعرف بدول الاتحاد السوفبتي (أروبا الشرقية) إبان الحرب الباردةـ، وعملت أمريكا جاهدة على تفكيك دول الاتحاد السوفيتي ذات التوجه الاشتراكي (الشوعية).
سُقت لكم الفذلكة التاريخية لنضع القارئ بين يديه كيف أمريكا تفكر في ضرب الخضم (الافتراضي) وتنتج المسببات بغرض إقناع المجتمع الدولي
ندلف لموضوعنا، تمارس الولايات الأمريكية هواية التجهيل والتضليل على الشعوب مستفيدة من حالة الانقسام الداخلي لأي بلد تنتهك سيادته مسخرة استخباراتها وحلفائها في المنطقة.
صورت أمريكا للعالم أجمع مستخدمة الآلة الإعلامية الحديثة التي تتفوق بها أمريكا على بقية الدول في تلك الحقبة بأن العراق ورئيسه البعثي صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل وهو خطر على دول المنطقة مجتمعة والأمة العربية وخلقت قطيعة بين العراق ودول الخليج وفي نفس الوقت أعطت الرئيس صدام حسين الضوء الأخضر لاحتلال الكويت بحجة بعض آبار البترول الكويتية هي مناطق عراقية
نفس الأساليب والإعلام المضلل في الحرب الروسية الأوكرانية التي انخدع بها رئيس أوكرانيا زيلنيسكي التي دمرت بلاده.
ومارست أمريكا التضليل والتجهيل على العالم العربي والإقليمي وأن حزب البعث خطر داهم على المنطقة وكونت رأياً عاماً سالباً تجاه العراق ورئيسه صدام حسين طيب الله ثراه، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق وضربه من داخل قواعد الدول العربية بالرغم من المعارضة القوية من مجلس الأمن الدولي يمنع غزو العراق وقتها بحجة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق وكانت أكبر أُكذوبة وتضليل قامت بها أمريكا، وللأسف التمويل دفعت فاتورته دول الإقليم التي تمثل عمقاً استراتيجياً لدولة العراق، وتفككت العراق وتفكك الجيش العراقي الذي كان يصنف الجيش الأول في الوطن العربي.. أين هي العراق الآن من الخارطة؟؟؟
مدخل سؤالي يقودني إلى إجابة نتوقعها في ذهن كل وطني غيور على بلاده
نفس الدول التي ساهمت في تفكيك العراق ومحاربة أحزاب البعث في العراق وسوريا والاشتراكية في ليبيا، ها هي نفس دول الإقليم عبر بوابة الرباعية تريد إنتاج تلك الأحزاب اليسارية ودعمها في تسوية سياسية ممارسين نفس التجهيل والتضليل على شعوبنا وفرض حكومة انتقالية لا نعرف لها مدى زمنياً متجاهلين الممارسة الديمقراطية للوصول للحكم عبر الانتخابات.
والشاهد في حديثي زيارة السفير الأمريكي لشرق السودان ولقائه المشهود بأمير قبيلة البني عامر مبشراً لهم التسوية السياسية الإقصائية التي يرعاها السفير الأمريكي ومن معه من بعض دول الإقليم يجوبون ليل نهار وبجتمعون في منازل بعض سفراء دول الإقليم سراً في مخالفة للعادات والتقاليد والأعراف الدبلوماسية.
أستغرب لبعض دول الإقليم من حولنا التي فيها بيت ألله الحرام وهي قبلة المسلمين أن تقف إلى جانب الأحزاب اليسارية وتدعمهم ذات الدول هي من تحارب أي نظام إسلامي وسطي معتدل!!
لم أجد أي مبررات لتلك الدول تقف موقفاَ غير حيادي، وتقف مع تلك الأحزاب اليسارية ذات الرؤية المتقزمة التي تريد تفكيك المجتمع وعملت على تأصيل الإلحاد والمجون وشرب الخمور والمثليين والانحلال الأخلاقي باسم الحرية.. إن كانت دول الإقليم من حولنا معجبة بذلك، فلماذا لا تسمح لشعوبها ومواطنيها بممارسة تلك الثقافات الوافدة التي تثير إعجابهم!؟!
وكيف ترفضون مانديت الأحزاب اليسارية وما تمارسه من اصطفاف سالب وترضونه لنا في السودان؟!
وتدعم بسخاء أحزاب اليسار في كل المواقف وتقف من خلفها بكل السبل بإعادة إنتاجها من جديد.. السودان له إرث إسلامي وسطي محافظ لا يمكن أن تفرض عليه تقافات وافدة كانت مستضيفة أولئك النشطاء السياسيين الذين يريدون دفع فاتورة إقامتهم على حساب الشعب السوداني.
نقول حديثنا بكل هذه الشفافية والوضوح لأن ما بجمعنا مع تلك دول الإقليم علاقة الدين والدم وكيف بنيت تلك العلاقات الأزلية بين الرعيل الأول بين شعبي دول الإقليم على الاحترام والتقدير المتبادل على تلك الدول مراجعة سياستها بكل حيادية بين مكونات الشعب السوداني.
كلمة أخيرة:
إن الذين يمارسون الديمقراطية ويدعمونها لا يمكن أن تتجرأ، ولا يستقيم عقلاً بأنك تدعي الديمقراطية وتعطل مؤسساتها.. الممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع لا عن طريق لي الذراع…