صديق دلاي يكتب: ماذا تريدون من مولانا؟
من كل قلبي أتمني لمولانا العافية والصحة وهو مثقل بالتسعين عاما نتمناه عمرا مديدا وكما يقول شعراء الخمسن عاما لم يعد هناك وقتا لبدايات جديدة , والرجل مرهق بزاكرة لن تصمد كما صمدت طويلا وعلي السادة الإتحاديين أن لا يزيدوا من إرهاقه القديم وأن يتحملوا أوزارهم بعيدا عن هذا الشيخ الصبور والذي أثبت أن في الصمت طاقة كما هي طاقات الكلام وحقق من نظرته المشهورة رضا عجيب ومازال صياح الختمية علي الأقل(عاش أبوهاشم) داويا ليس في الجنينة فحسب بل في الندوات الإتحادية
أرجو أن لا ترهقوا هذا الرجل أكثر من ذلك وقد تأخرت العودة ليجني ثمارها السودان والسياسيين ومجتمع الإتحاديين , وتأخر معها الإتحاديين بكل فروعهم خاصة الأصل الذي تبقي من التشظي بعد هروب جيله الثاني والثالث حينما لم يفسح لهم في كراسي القيادة وتم سجن حزب الإستقلال في مفاهيم السادة الختمية وطرد الشباب سرا وجهرا , وضاقت أرض الإتحاديين الرحيبة حتي صار الخلاف مشهورا وجهيرا وغريبا بين أبناء مولانا جعفر والحسن وخسر الحزب العظيم مزاياه بكونه حزب السودانيين و الطبقة الأوسطي , التجار وطلاب الحرية من كل مكان والمثقفين الهاربيين من قسوة اليسار وقصور التصوف في السياسة وأحيانا الديمقراطية والحرية
ولم يتبقي من(نحن الجينا بشورة أهلنا) إلا اللحن عزاء ونعي وتعويض , ويخيل لنا أن جهة ثالثة ترغب الإستثمار في عودة هذا الرجل النبيل وبحساب التجربة والفرص والزمن فالسيد الميرغني لا يرغب في معارك جديدة وزاهدا في السلطة ربما لديه رغبة قوية الجلوس مع خواصه للمؤانسة الخفيفة والزكريات الحلوة بعيدا عن أزمات الإتحاديين البسيطة والمعقدة , دعوه يرتاح مع أهله ومحبيه وسجادته و واجهوا قضايا حزبكم كرجال يواجهون معضلة السنين
دعوه يشم ريحة البلد كما بنبغي للأباء بعد نضال وغربة وفشل مؤلم والسيد يفهم خسارة حزبه وهو الذي شيده ذات يوم مع أخرين وصلوا به السلطة وكانت جماهيره حديث الناس وكان مزاج (نحنا الجينا بشورة أهلنا) تفاعلا وطنيا وشعبيا زاخرا بالحب والوعي تنظيما وافرادا وليس في اللغة أصدق لمواساة السادة الإتحاديين أكثر من مقولة(الليلة لا تشبه البارحة)
عودة مولانا في توقيت حرج وبلاده مثقلة بأزمات كبيرة وحرجة , إنما هو ظلم أخر لهذا القائد السياسي و الأهلي والوطني , وأعتقد أن قرار العودة التي تأخرت جدا مرتبطة بطبيعة الأزمة السياسية الحالية ومرتبطة أكثر بموقف الإتحادي الأصل فقبل أيام كان جعفر الصادق في منصة تكتل مصنف خصما ضد الحرية والتغيير(المركزي) ذلك التكل له علاقة بإعتصام القصر وإغلاق طريق بورتسودان(ترك مرق) وكيف إكتشفنا ترابطه مع المكون العسكري والإسلاميين لخنق حكومة حمدوك
إذن تنظيم العودة يكشف دهاليز الطرف الثالث ورغباته والمحاور حاولت تنسيق مواقف الإتحاديين ثم فشلت وحينما إبتعد البرهان عن (مبادراتهم) وحواضنهم المصنوعة أنتبه الأجنبي بفرصة فريدة لتعكير المناخ وإثارة غبار كثيف في وجه التسوية وطرح فكرة مولانا في الخرطوم لإبعاد التقارب بين الحسن وإبراهيم الميرغني وربما تجمع الإتحاديين لتجاوز جعفر وأبيه والسادة الختمية
نواصل