بدل التكافل تحول لمشاكل.. “الختة”.. صراع مالي داخل صندوق

لم يتوقع أحد البتة أن صندوق “الختة”؛ ذلك النظام المالي التقليدي البسيط يمكن أن يجلب المشاكل والخلافات لدرجة أن تصل إلى مخفر الشرطة، ولم يدر أحد أن العملية يمكن أن تكشف وجهاً مشوهاً للتكافل الاجتماعي، وتمسح قسمات الخير التي كانت عليه بعدما طور أدواته ووسع مواعينه على ظهر الفكرة الصغيرة ابنة الأسر الفقيرة بالأحياء الشعبية..

تعد “الختة” البنك التكافلي، من أشهر الوسائل في المجتمعات المحلية تقوم توظيف الإمكانات المالية المحدودة وجمعها قبل أن يتم صرف مجموعها على الأعضاء والأفراد المساهمين بطريقة معينة تعرف وسط المتعاملين ب”القرعة”، ويتم تدوير هذه الصرفيات على المشتركين حتى تنتهي دورة الصندوق التي تكون مدتها بقدر عدد المجموعة بما فيها أمين الصندوق الذي يخصص له مبلغ مالي نظير أتعابه..

وبدأ الصندوق الذي يطلق عليه الأهالي والسكان المحليين في السودان اسم “الختة” نشاطه منذ فترة طويلة على أيادي النساء خاصة ربات البيوت حيث تختار الجارات في الأحياء الشعبية مجموعة مترابطة تقوم بجمع السلع والاحتياجات المنزلية بكمية محدودة تستقطع في العادة من حصة الأسرة، يتم اعطاؤه للمرأة التي تستضيف المجموعة في منزلها، ويكون ذلك كل أسبوع، ولكن الصندوق تطور وتحرر من السلع والأدوات المنزلية إلى جمع الأموال التي تحدد فيه “الصرفة” كل أسبوع أو شهر..

وتقول “أم الحسين” وهي أمينة صندوق سابقة: بدأنا الختة بجمع السكر عندما يقترب شهر رمضان، وذلك من أجل تخفيف الضغط على رب الأسرة، ولكن سرعان ما تغير مفهومه إلى صندوق لصرف المال وهذا التغيير جلب معه مشاكل وخلافات معقدة وصل بعضها إلى أقسام الشرطة، وذلك بسبب عدم التزام الأعضاء، وهروب البعض بحقوق الآخرين، وأضافت “أم الحسين: الغالبية من صناديق الختة تواجه مشاكل لحظة الصرف لتأخير الدفع أو خلاف في الدور، وهناك مجموعات تقدم أعذاراً منطقية لنيل الصرفة قبل دورها، وذلك كالمرض والموت والمناسبات الأخرى.
ولم تذهب” روضة عبدالله بعيداً عن أم الحسين، بعد ما أمنت أن صناديق الختة باتت مليئة بالمشاكل، وفي كل مرة تجلس المجموعات لحل الخلافات التي تندلع بعدما توسع مفهوم الختة ودخلت الأسواق، بينرالتجار – رجال الأعمال – الموظفون والموظفات – الأطباء والمهندسون، ووصلت الصرفيات في بعض المجموعات إلى مليارات، بعد أن بدأت بالسلع والأواني المنزلية، وكشفت ” روضة” إلى أن الختة رغم خلافاتها الأخيرة إلا أنها ساهمت في المناسبات خاصة الزواج – وتجهيز الشيلة – بناء المنازل وتعليم الأبناء داخل وخارج السودان..

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...