الغارديان : التنقيب عن التاريخ السوداني
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا ل جيسون بورك وزينب محمد صالح في الخرطوم بعنوان “علماء آثار سودانيون شباب ينقبون عن التاريخ مع انتهاء عصر تفوق الغرب”.
ويقول التقرير إنه في مبنى صغير ومغبر في وسط العاصمة السودانية، تتجمع صناديق من القطع الأثرية، ونسخة طبق الأصل بطول 7 أقدام لتمثال حجري عمره ألفي عام لإله نوبي، ويسارع الطلاب عبر الممرات.
وفي هذا المبنى تعكف صابرين جمال، ونادية موسى، وآثار بيلا، وصابرين الصادق، وجميعهن يدرسن علم الآثار في جامعة الخرطوم، ولا تزيد أعمارهن عن 24 عامًا، على دراسة آثار السودان، ويفتحن آفاقًا جديدة في قارة اجتذبت منذ فترة طويلة البعثات الاستكشافية الغربية والمتخصصين والمغامرين.
وقالت صابرين الصادق للصحيفة “من المهم جدًا أن يدرس الأفارقة علم الآثار الأفريقي … لأنه عندئذ سيكون لدينا ثقافاتنا الأثرية الخاصة. هناك الكثير مما نفهمه لأننا من هنا. وأضافت أن “فكرة أن الناس من الغرب أكثر علما ومعرفة آخذة في التغير”.
وقالت صابرين جمال، 22 عاما، من ولاية جنوب كردفان النائية التي مزقتها الحرب، للصحيفة إن الصور النمطية التي تروج لها الأفلام والأدب في الغرب أصبحت قديمة. وأضافت “هناك تصور سائد عما يبدو عليه عالم الآثار، لكن لا ينبغي أن يكون لهم صورة أو لون أو سمات أو جنس معين”.
ويقول التقرير إن الربط بين الاستغلال الاستعماري لإفريقيا والتنقيب الأثري في أراضيها يعود إلى عام 1798 عندما غزا نابليون مصر برفقة فرق من المتخصصين الفرنسيين الذين عكفوا على فهم ماضي البلاد ولكنهم أخذوا أيضًا كميات هائلة من القطع الأثرية.
وتضيف أن السودان كان مستعمرة بريطانية لما يقرب من 60 عامًا ، ثم أصبح تحت إمرة سلسلة من الحكام المستبدين، وقلة هم الذين اهتموا بعلم الآثار. وفي ظل هذه الظروف، كان الدعم الغربي مهمًا في الحفاظ على النشاط الأثري الضئيل مستمرا.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة إلى صادق وزملائها في الخرطوم، فإن للتنقيب عن الآثار ولدراسة آثار السودان أهمية أخرى قد تكون بنفس أهمية اكتشاف تاريخ البلاد. وتضيف أن انقلابا عسكريا العام الماضي بدد الآمال في انتقال سريع إلى الديمقراطية بعد سقوط الدكتاتور عمر البشير في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، لقي أكثر من 100 شخص حتفهم في احتجاجات ضد النظام الجديد الذي تربطه علاقات وثيقة مع عدة جهات قمعية. وقالت صادق: “لكي نكون دولة حرة، نحتاج إلى علماء آثار خاصين بنا”. (بي بي سي)