( رمضان والسودانيين) .. عجز عن شراء الاحتياجات وغلاء وكساد بالأسواق
تقرير: سنهوري عيسى
خلافا للسنوات الماضية وتوقعات التجار والخبراء حل شهر رمضان علي الشعب السوداني وسط عجز أغلبية ومعظم السودانيين ، عن شراء احتياجاتهم جراء زيادة معدلات الفقر وانعدام فرص العمل وتاكل دخول العاملين بالقطاعين العام
والخاص بسبب ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار و ثبات الأجور والرواتب دون زيادة تذكر في موازنة الدولة للعام الحالي ، كما تراجع الطلب على شراء السلع والخدمات وخيم الكساد علي الأسواق المحلية خلافا لتوقعات التجار بأن يسهم حلول
مقالات ذات صلة
انعقاد الجمعية العمومية لهيئة المشتركين بشركة التكافلية التأمين الطبي
25/03/2023أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني الصادرة اليوم الخميس الموافق 23 مارس 2023م
أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني الصادرة اليوم السبت الموافق 25مارس 2023م
25/03/2023
شهر رمضان في إنعاش الأسواق وتعويض فترة الركود الاقتصادي والكساد وضعف القوة الشرائية للمواطنين الذي أصبح سيد الموقف في رمضان وقبله ، لتصيب التجار خيبة أمل في تجاوز الركود الاقتصادي تعويض خسائر الركود
تراجع مبادرات تخفيف الاعباء
وشهد حلول شهر رمضان هذا العام بالسودان لأول مرة تراجعا في مبادرات تخيفيف الأعباء علي المواطنين وتخفيض الأسعار سواء بتنظيم أسواق البيع المخفض أو المعارض الموسمية أو سلة رمضان للعاملين بالقطاع العام والتى تأثرت بغياب دور
النقابات العمالية في تنفيذ سلة رمضان وتسليمها للعاملين بالتقسيط بعد أن تم حل النقابات العمالية ، وانحصار عمل محفظة قوت العالمين في شراكة محدودة بين ولاية الخرطوم وبنك العمال الوطني( البنك الرائد ) لمحفظة قوت العالمين، كما تراجعت
المبادرات الاجتماعية بالاحياء والقري والفرقان لدعم الأسر الفقيرة والمتعففة بتوفير و مستلزمات رمضان ، وانحصرت في دور محدود لفاعلي الخير والمحسنين مع غياب ملحوظ لدور الدولة في دعم الشرائح الفقيرة والمتعففة.
تواصل الغلاء والكساد
وشهدت الأسواق المحلية بالعاصمة الخرطوم والولايات استمرارا في غلاء الأسعار والكساد والركود ، وضعفا في القوة الشرائية خلافا لتوقعات التجار بأن يسهم حلول شهر رمضان في إنعاش الأسواق وتحريك الطلب الموسمي علي السلع الرمضانية.
وأعرب تجار عن خيبة أملهم في تجاوز الركود الاقتصادي وتعويض خسائر الركود الذي خيم على الأسواق طيلة الفترة الماضية.
وأكد تجار أن حلول شهر رمضان هذا العام لم يحدث أي زيادة أو تحريك للطلب على شراء السلع والخدمات رغم بقاء الاسعار
في مستوي منخفض مقارنة بارتفاع اسعار السلع والخدمات في شهر رمضان الذي يعتبر موسما لتحريك الطلب وإنعاش الأسواق وتعويض خسائر الركود الاقتصادي.
ارتفاع طفيف في الأسعار
وخلافا لتوقعات خبراء الاقتصاد بأن تشهد أسعار السلع والخدمات ارتفاعا ملحوظا في شهر رمضان نتيجة لزيادة الطلب ومغالاة التجار في الأسعار ، فقد شهدت أسعار السلع والخدمات ارتفاعا طفيفا نتيجة لضعف القوة الشرائية للمواطنين وعجزهم عن
شراء احتياجاتهم الأساسية وتاكل دخول العاملين بالقطاعين العام والخاص وثبات الأجور والرواتب دون زيادة تذكر في موازنة العام الحالي.
وأكد دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن حلول شهر رمضان سنويا يشهد زيادة في أسعار السلع والخدمات للمواطنين واستغلال التجار لحاجة المستهلك في زيادة الأسعار.
رمضان ( غير) هذا العام
واضاف دكتور الناير: لكن رمضان هذا العام غير، فلم يشهد زيادة كبيرة في أسعار السلع والخدمات، نتيجة لضعف القوة الشرائية للمواطنين وعجزهم عن شراء احتياجاتهم الأساسية، والي الكساد الكبير الذي ظل يخيم على الأسواق طيلة الفترة
الماضية ، وبالتالي لم يلجأ التجار الي المغالاة في الأسعار وزيادتها هذا العام كما كان يحدث في السابق ، كما لم تشهد الاسواق المحلية حراكا وانتعاشا إلا في اليومين الأخيرين من شهر شعبان.
استبعاد حدوث حراك بالأسواق
واستبعد دكتور محمد الناير حدوث حراك في الأسواق المحلية خلال شهر رمضان لشهر مستلزمات رمضان أو العيد نتيجة لضعف أجور العاملين بالقطاعين العام والخاص وعدم زيادتها في الموازنة العامة للدولة للعام الحالي، وتاكل الأجور والرواتب
بسبب ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الاسعار ، داعياً في هذا الصدد إلى إعادة النظر في السياسات الاقتصادية التى تتبناها الحكومة السودانية، والعمل على معالجة قضايا الإنتاج والصادر وارتفاع أسعار السلع والخدمات وتحريك جمود الاقتصاد.
تأثير محدود لرمضان
وفي السياق ذاته يري محمد ساتي الخبير الاقتصادي والأمين العام للجهاز القومي للرقابة على التأمين، أن تأثير حلول شهر رمضان هذا العام سيكون تاثيرا محدودا، وغالبا ستكتفي الأسر بالضروريات خلال الشهر المعظم وفي عيد الفطر لان القوة
الشرائية لدى الأسر ضعيفة، بجانب تأخر صرف المرتبات من قبل وزارة المالية مما أدى إلى تراكم المديونيات على الموظفين الأمر الذي يستوجب توجيه المبالغ المحدودة لسداد الالتزامات السابقة.
ترتيب الأولويات الأسرية
واضاف ساتي : العبرة ليست بتوفر السلع ولا بالرغبة في الشراء لكن العبرة بأن دخل الأسرة أصبح لا يفي بالمتطلبات مما يستدعي إعادة ترتيب الأولويات.
زيادة شكوى المواطنين
وفي السياق نفسه يري دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، المواطن ظل يجأر بالشكوى من غلاء الأسعار وجشع التجار وتراجع تأثير مبادرات تخفيض الأسعار والسلع الرمضانية.
واضاف: هنالك مبادرات لخفض أسعار السلع الرمضانية ، ولكن على الشركات المشاركة في هذه المبادرات والمعارض أن تثبت للمواطنين أنها شركات وطنية فعلا لا قولا، لان هناك الكثير من الأسر أصبحت تستغني عن سلع غذائية كثيرة ومع ذلك
لم تستطع أن تجاري الغلاء، كما أن الناس بدأت ترفع أصواتها بالشكوى وما كان لها أن تفعل هذا لولا الشعور بوطأة الغلاء. واضاف : المشكلة الكبرى أن الدخل ثابت إن لم يقل عن ذي قبل، ولذلك التوسع في إقامة معارض ثابتة ومتحركة للسلع
الأساسية ومنافذ البيع لتوفير السلع بكميات كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين ، مهم لتوفير احتياجات رمضان من قبل الغرف التجارية والصناعية ومنظمات المجتمع المدني.
مع تكثيف الحملات الرقابية من جانب الجهات الحكومية المختصة على المحلات والأسواق لمواجهة جشع بعض التجار في تخزين أو حجب السلع الغذائية للمواطنين عن الأسواق للمضاربة في الأسعار وإنفاذ القانون على المخالفين.
دور الحكومة المطلوب
ودعا دكتور هيثم الحكومة لدعم البنية الأساسية لإقامة المعارض بالمحليات واماكن العمل لخدمة المواطنين.مع تشجيع المبادرات الشبابية والمجتمعية بتوفير السلع بأسعار أقل من الأسواق، بجانب إعادة النظر في أدوار وزارتي التجارة والصناعة
في ما يتعلق بادارة الأسواق في السودان، حيث ان الأسواق في السودان تدار بطريقة عشوائية ، سواء تعلق الأمر بالقطاع المنظم أو غير المنظم
كذلك هناك سلع عبارة عن سلع حرة يتحكم فيها قانون العرض والطلب، ما يتطلب ضرورة تخفيض معدل الاستهلاك للضغط أيضا على المضاربين، وبالتالي ستنخفض الأسعار بشكل تلقائي.