حسين خوجلي يكتب: افلاطون يفضح أمريكا
حسين خوجلي يكتب:
افلاطون يفضح أمريكا
اعتاد مجموعة من المعلمين بمدارس الأساس أن يتسامروا في مقهى شهير بأمدرمان قبل الاجتياح المدمر. سمراً يناقش القضايا والذكريات بعد أن أصبحت المتعة المباحة في هذا الزمان قليل. وفي إحدى الجلسات تذاكروا حكايات عن تلاميذهم المتميزين، فحكى أحدهم الحكاية التالية قائلا:
كان أحد الأطباء يعمل بإحدى الولايات البعيدة وعندما نقل إلى العاصمة تصادف منزله بجوار مدرستنا ويبدو أن وجوده بالولايات جعل علاقته وثيقة بأطفاله، فقد أورثهم الكثير من المعارف والتاريخ والثقافة، وسجل طفله الأول بمدرستنا حيث كان يومها بالسنة الرابعة أساس.
قال ومما كنت حريصاً عليه أن أملأ فراغ الحصص التي يتغيب عنها مدرسيها لأسباب موضوعية، فقد علمنا أساتذتنا الكبار أن تكون لنا علاقة وثيقة بطلابنا، لذا سميت هذه الوزارة بالتربية والتعليم. كنت أبحث في هذه الحصص عن مواهب الطلاب واكتشاف المتميزين منهم. وفي إحدى الأيام سألتهم عن بعض ما يعرفونه عن الدول الاستعمارية صمت الفصل وتلفت التلاميذ الصغار في حذر إلى أن نهض ابن الطبيب وأجابني بطريقة وترتيب أذهلني قال بلغة صحيحة ومعلومات واثقة الدول الاستعمارية يا أستاذ هي :
بريطانيا – وفرنسا – والبرتغال – وبلجيكا – واسبانيا – ألمانيا – وايطاليا واسرائيل وقد تقاسموا أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأسلاب الخلافة الاسلامية، وبعد الحرب العالمية الثانية وحق تقرير المصير استقلت كل هذه الدول ما عدا فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية فمازالا حتى اليوم يرزحان تحت قبضة الاستعمار الصهيوني.
صفقت بمفردي وأمرت تلاميذ الصف بالقيام والتصفيق لزميلهم وقد كان جزاؤه منذ ذلك اليوم أن أصبح اسمه افلاطون.