كيف زودت الأمارات حميدتي بالمدرعات وصواريخ الكورنيت

كيف زودت الأمارات حميدتي بالمدرعات وصواريخ الكورنيت
صحيفة أمريكية تكشف خبايا عملية مهبط (أم جرس)
 الزرقاء متابعات
تحت ستار عمليات إنسانية ومساعدة للاجئين ادارت دولة الإمارات العربية (عملية سرية) كبيرة بمهبط أم جرس شرقي تشاد، وقدمت من خلال هذه العملية الدعم العسكري لقوات الدعم السريع التي يقودها المتمرد محمد حمدان الشهير بحميدتي، وقد منحتها بالفعل أسلحة فورية ومدرعات وطائرات بدون طيار وزودتهم بصواريخ كورنيت المضادة للدبابات التي استخدمتها قوات الدعم السريع بالفعل في هجومها على سلاح المدرعات.
في هذه المساحة ينشر (موقع الزرقاء)، فحوى تقرير استقصائي نشرته صحيفة نيويورك تايمز واسعة الانتشار، والتي شرحت تفاصيل العملية.
ازدواجية مشينة
يرى الأمريكان أن دولة  الأمارات تعاملت بطريقة فيها ازدواجية مشينة، حيث وضعت نفسها كساعي لأجل السلام في السودان عن طريق عضويتها في الآلية الرباعية إلى جانب السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، وفي ذات الوقت تقوم بتأجيج الصراع السوداني وإطالة عمره بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والمالي لقوات الدعم السريع.
ويعتبر الأمريكان موقف الأمارات غير أخلاقي أيضا لأنها ادعت أنها تقدم خدمات إنسانية للاجئين السودانيين في تشاد، لكنها تقوم بطريقة أخرى بدعم ومساندة الجهة التي تسببت في فرار هؤلاء  اللاجئين من بلادهم، أيضا اعتبرت منطقة (أم جرس) التشادية موقعا لتقديم هذه الخدمة للاجئين بينما يتمركز عدد اللاجئين الضخم في منطقة أخرى هي منطقة (أدري) وهي بعيدة جدا من قاعدة (أم جرس)_ تبعد عنها مئات الأميال في رحلة تستمر يومين ، في وقت سجلت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فقط ٢٥٠ لاجئا في منطقة ام جرس، في مقابل (٤٢٠) الف لاجئ سوداني في منطقة (أدري) البعيدة.
المستشفى (الغطاء)!
تقرير نيويورك تايمز قال إن الأمارات أعلنت في مواجز أخبارية عن تكفلها ببناء مستشفي في قاعدة (أم جرس) وحولت الأرض قاعدة مساعدات انسانية، بينما الامر غير المعلن أنها تستخدم مهبط (أم جرس) في تقديم الأسلحة بكل انواعها للدعم السريع، بالإضافة لأنها تقوم بمعالجة مصابي الدعم السريع وتنقل الحالات الحرجة جوا إلى مستشفى الشيخ زايد في الامارات.
براهين وأدلة
التقرير الذي نشرته النيويورك تايمز الأمريكية أشار إلى أن هناك أدلة على نشاط دولة الامارات عددها التقرير في الآتي:
١- رد من متحدث باسم مجلس الأمن القومي قال فيه: إن الولايات المتحدة اثارت مخاوف مع جميع الجهات الخارجية التي يشتبه أنها تقدم الدعم لطرفي الصراع في السودان ومن بينها الامارات.
٢- وحوى التقرير أن الامارات تحدثت عن مساعيها للسلام بينما تدعم احد طرفي الصراع، وقال حسام محجوب وهو اعلامي في شركة سودان بكرة_ مؤسسة مستقلة_ قال هذا الأمر يجعلني غاضبا ومحبطا، ولقد رأينا ذلك من قبل في ليبيا واليمن، ونجد الإمارات تقول انها تريد السلام والاستقرار وفي الوقت نفسه تفعل كل ما في وسعها ضد ذلك.
٣- يقول التقرير كذلك أن قاعدة (أم جرس؟ بها مهبط طائرات طويل بشكل غير عادي، وان صحيفة تايمز رصدت عشرات الرحلات لطائرات منذ مايو .
٤- صورة منظر جوي لطائرات تحلق فوق تلك المنطقة  في أربعة تواريخ مختلفة هي ١٥ يوليو، ١٨ اغسطس، ١ سبتمبر، ٢٥ سبتمبر.
٥- كانت صحيفة تايمز تتابع وصول الطائرات لمطار (ام جرس) بما فيها طائرات الشحن الاماراتية منذ عدة أشهر.
٦- في ٤ يوليو أعلن أحد متتبعي الرحلات الجوية المعروف باسم جيرجون عن الارتفاع المفاجئ في الرحلات الجوية الإماراتية الى (ام جرس)، في ذلك الوقت أعلنت الامارات أنها افتتحت مستشفي على حافة المهبط بسعة ٥٠ سرير، وزادت التقارير الصحفية التي تتحدث عن هذا النشاط الانساني ، وقالت إن هذا إنجاز جديد في سجل العطاء المشرق لدولة الإمارات.
بداية النشاط
أيضا تقرير الصحيفة رأى أن نشاط الامارات غير المعلن في منطقة (أم جرس) بدأ، في منتصف يونيو اي بعد شهرين من حرب السودان، وفي ذلك الشهر التقى محمد كاكا الرئيس التشادي في أبوظبي بالشيخ محمد بن زائد ، وبعدها غادر كاكا وفي معينه قرض بمبلغ ١.٥ مليار دولار، بينما تبلغ ميزانية تشاد السنوية ١٠٨ مليار دولار، ووعود بالسيارات العسكرية التي سلمت لكاكا في شهر أغسطس.
أدلة اضافية
تضمن تقرير التايمز، أدلة جديدة على نشاط دولة الامارات، توصلت اليها عن طريق، البحث الاستقصائي، وحدد الآتي:
١- أحد رجال القبائل المحليين أعلن أن المستشفى الذي تتخذه الامارات كتمويه في أم جرس، ليس مستشفى مدنيا، وان الإماراتيين يدعمون قوات الدعم السريع مع الخدمات اللوجستية والاسلحة، ثم احرق هذا الرجل العلم الاماراتي.
٢- مسؤولون أفارقة قاموا في أحد أجزاء المستشفى يعالج الإماراتيون جنود الدعم السريع المصابين، وينقلونهم إلى مستشفى الشيخ زايد العسكري جوا، اذا تطلب الحال.
٣- تظهر صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات، أن مطار (ام جرس) كان يتوسع ليصبح مطارات صاخبا على الطراز العسكري، ويبدو أنه يتجاوز احتياجات المستشفى الصغير، وتم إنشاء ملجأيين إضافيين وحظيرة طائرات ، توسع مجمع المستشفى، وتم إنشاء قرية تخزين وقود.
٤- العديد من طائرات الشحن التي هبطت في (أم جرس) كانت قد نقلت في السابق أسلحة للامارات في مناطق صراع أخرى.. ويشتبه أن طائرة اليوشن مسجلة لدى شركة فلاي سكاي اير لاينز، والتي اتهمها محققو الأمم المتحدة بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.. وقامت في ٢٠٢١ بتسليم طائرات بدون طيار لإثيوبيا.
٥ – تحليل أجرته صحيفة التايمز وجد أن نمط بناء المطارات في (أم جرس) يشبه قاعدة الطائرات بدون طيار التي بنتها الامارات في الخادم شرق ليبيا عام ٢٠١٦.
طريقة نقل الأسلحة
أيضا قال تقرير التايمز، أن الأسلحة تنقل من (ام جرس) إلى منطقة (الزرق) برا، وهي منطقة سيطرة الدعم السريع وتقع إلى الشرق من أم جرس بمسافة ١٥٠ ميلا.. ونشر التقرير شواهد للعمل الميداني منها:
١- قال أحد زعماء القبائل المحلية أن قوات الدعم السريع اتصلت بمجموعته لضمان وصول آمن لقوافلهم إلى (الزرق) من الحدود.
٢- كشفت صور اقمار صناعية نهاية أغسطس أن المطار يستمر في التوسع، وكشفت عن اضواء في ساحة الطائرات والممر والمدرج ما يشير للاستعداد للعمليات المستقبلية المحمية من التصوير عبر الأقمار الصناعية.
٣- كاميرون هيدسون الموظف السابق في وكالة المخابرات الأمريكية والمحلل حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قال لقد فعلت الامارات أكثر من أي شخص آخر لدعم قوات الدعم السريع.
التقرير أيضا تناول بداية العلاقة بين الجنرال حميدتي وشيوخ الأمارات منذ دخول قوات الدعم السريع في حرب اليمن.
كذلك أشار التقرير لأنشطة الامارات الاقتصادية في افريقيا، ثم في السودان الذي تعتبره مكان لغذاء المستقبل.
          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...