الزرقاء : متابعات
في عام 2025، تواصل عمليات الاحتيال الإلكتروني تطورها بوتيرة مقلقة، وتحديدًا تلك التي تستهدف مستخدمي تطبيق واتساب، حيث ظهرت مؤخرًا خدع الواتساب الجديدة التي تعتمد على التلاعب العاطفي لسرقة الأموال من الضحايا، خاصة الأمهات.
كيف تبدأ الخدعة؟
كل شيء يبدأ برسالة تحمل طابعًا طارئًا:
“مرحبًا أمي، هذا رقمي الجديد… هاتفي القديم تعطل”،
يتبعها سرد درامي لمشكلة طارئة تستدعي تحويل مبلغ مالي سريع.
يقوم المحتال بانتحال شخصية أحد الأبناء ويستغل عاطفة الأم، حيث يوهمها بأن ابنها أو ابنتها يمر بأزمة مالية مفاجئة، وأنه غير قادر على الوصول لحسابه البنكي بسبب تعطل هاتفه، ويطلب منها المساعدة المالية فورًا، مع وعد بإعادة المبلغ صباحًا.
قصة حقيقية تكشف الخطة
في إحدى الحالات التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، تلقّت أم رسالة من رقم غريب يدّعي أنه ابنتها “تشارلي”، ويخبرها بأن هاتفه تعطل ولا يمكنه التحدث، ثم يطلب منها تحويل مبلغ مالي بشكل عاجل لتسديد فاتورة، مدعيًا أنه لا يستطيع الوصول إلى حسابه البنكي.
لكن الأم تصرّفت بذكاء، فأجابت: “ابنتي عمرها عامان، وهي نائمة في الطابق العلوي”، لتنفضح الخدعة.
كيف تميّز رسائل الاحتيال على واتساب؟
مع تنوّع أساليب المحتالين، أصبح من الضروري أن يعرف المستخدم العلامات التي تشير إلى رسالة احتيالية. إليك أبرز الإشارات التحذيرية التي تساعدك على كشف النية الحقيقية خلف الرسائل:
1. رسالة من رقم غير معروف تدعي أنه قريب لك: غالبًا ما يبدأ الاحتيال برسالة من رقم لا تعرفه، يدعي صاحبه أنه ابنك، ابنتك، صديقك أو أحد أقاربك، مع تعليل بأن هاتفه السابق تعطل أو ضاع.
2. الضغط العاطفي والطلب العاجل: تُستخدم لغة عاطفية مشحونة مثل “أنا في ورطة” أو “لا أستطيع التحدث الآن” أو “الوقت يداهمني”، بهدف دفعك لاتخاذ قرار سريع دون التفكير.
3. طلب مالي مباشر وتحويل إلى حساب غير مألوف: بعد التمهيد العاطفي، يُطلب منك تحويل مبلغ مالي إلى حساب غريب، بحجة أن الشخص لا يستطيع الوصول إلى حسابه البنكي أو أن بطاقته المصرفية لا تعمل مؤقتًا.
4. رفض المكالمات الصوتية أو تأجيلها: يرفض المحتال التحدث صوتيًا بذريعة تعطل الميكروفون أو ضعف الشبكة، وذلك لتفادي انكشاف صوته الحقيقي.
5. استخدام لغة أو أخطاء غير مألوفة: في بعض الأحيان، ستلاحظ أن الرسالة مكتوبة بلغة تختلف عن أسلوب قريبك الحقيقي، سواء من حيث التهجئة أو التعابير.
6. رابط مجهول أو ملف مشبوه: قد يحاول البعض خداعك بإرسال رابط أو ملف مرفق، يدّعي أنه ضروري لمساعدته، بينما يكون هذا الرابط أداة لاختراق جهازك أو سرقة بياناتك
تطور خطير: المحتالون يستغلون الذكاء الاصطناعي
أشارت تقارير من بنك “سانتاندير” إلى أن هذه العمليات الاحتيالية تتطور باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتقليد الأصوات أو إرسال رسائل صوتية مزيفة عبر واتساب، ما يجعل عملية الاحتيال تبدو واقعية جدًا.
ويُظهر تحليل البنك أن أكثر المحتالين نجاحًا هم من يتقمصون شخصية الأبناء، يليهم من يدّعون أنهم أصدقاء أو حتى آباء، مما يعزز عنصر الثقة.
كيف تحمي نفسك؟
- لا تتجاوب مع أي رقم مجهول يدعي أنه أحد أقاربك دون تحقق.
- لا ترسل أي أموال دون التأكد المباشر من هوية الشخص، سواء عبر مكالمة صوتية أو طرح أسئلة شخصية لا يعرفها سوى القريب الحقيقي.
- تجاهل أي رسالة تدفعك للتصرف بسرعة تحت الضغط العاطفي.
- فعّل إعدادات الخصوصية على واتساب لتقييد من يمكنه رؤية معلوماتك الشخصية.
- إذا راودك الشك لحظة واحدة، لا ترد فورًا. خذ خطوة للخلف، تواصل مع الشخص الحقيقي عبر رقم تعرفه، أو اطرح أسئلة دقيقة لا يمكن للمحتال الإجابة عنها بسهولة
في زمن تنتشر فيه الحيل الرقمية، أصبحت الثقة العمياء خطرًا حقيقيًا. وعلى الرغم من تطور وسائل الاحتيال، يبقى الوعي والحذر أقوى وسائل الحماية. تذكّر دائمًا: لا تتخذ قرارات مالية تحت الضغط، وتحقق جيدًا قبل أي تفاعل رقمي غير معتاد.