في واقعة مأسـ ـاوية أثارت موجة من الغضب والاستنكار داخل الأوساط الطبية والمجتمعية، أعلنت جمعية أخصائيي التخدير السودانية الأربعاء عن مقــ ـتل الطبيبة روعة علاء الدين عبدالحكم إدريس، نائبة التخدير والعناية المكثفة، إثر تعرضها لاعتداء قاتل نفذه طليقها داخل المستشفى الصيني بمدينة مروي شمالي السودان، حيث أقدم الجاني على طعـ ــنها عدة مرات بسـ ـكين أثناء وجودها في مقر عملها، ما أدى إلى وفاتها في الحال.
الجمعية أوضحت في بيانها أن الحادثة وقعت صباح الأربعاء الموافق 13 أغسطس 2025، داخل المستشفى أثناء أداء الطبيبة لواجبها المهني، حين باغتها طليقها بطعـ ـنات مباشرة باستخدام سلاح أبيض، في اعتداء وصفته الجمعية بالغادر، مؤكدة أن الجريمة تمّت في محيط العمل، ما يسلط الضوء مجددًا على هشاشة بيئة الأمان داخل المؤسسات الصحية في البلاد.
حتى لحظة صدور البيان، لم تُعلن السلطات الأمنية عن أي تفاصيل رسمية تتعلق بالتحقيقات الجارية أو الإجراءات المتخذة بحق الجاني، الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات والانتقادات، خاصة في ظل سوابق سابقة للجاني في الاعتداء على الضحية، حيث كان قد أقدم على ضربها وتهديدها في وقت سابق دون أن تُتخذ بحقه إجراءات رادعة تمنعه من تنفيذ جريمته لاحقًا.
الجريمة أعادت إلى الواجهة تصاعد معدلات العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي في عدد من مناطق السودان، إلى جانب الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الأطباء والعاملون في القطاع الصحي داخل أماكن عملهم، ما دفع العديد من الجهات الحقوقية والطبية إلى تجديد المطالبات بضرورة سن تشريعات صارمة وآليات حماية فعالة تضمن سلامة النساء والعاملين في المجال الطبي، وتردع المعتدين قبل وقوع الكارثة.
جمعية أخصائيي التخدير السودانية عبّرت عن تعازيها الحارة لأسرة الطبيبة وزملائها، داعية الله أن يتقبلها شهيدة، فيما عبّر عدد كبير من الأطباء والناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم للجريمة، مطالبين بفتح تحقيق عاجل وإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني، مؤكدين أن التهاون في قضايا العنف السابقة كان سببًا مباشرًا في وقوع هذه المأساة.
وفي بيان منفصل صدر عن إدارة مدينة مروي الطبية، تم تأكيد وفاة الطبيبة روعة علاء الدين عبدالحكم إدريس، مشيرة إلى أن الاعـ ـتداء وقع خارج نطاق المدينة الطبية بعد انتهاء دوامها الرسمي، حيث باغتها الجاني أثناء مغادرتها مقر العمل، ووجّه لها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها. الإدارة أوضحت أن الطبيبة كانت قد تعرضت قبل عدة أشهر لاعتداء بالضرب داخل سكن العاملين التابع للمؤسسة من قبل نفس الشخص، وتم حينها اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ولا تزال القضية قيد النظر أمام المحكمة حتى الآن.
في يوم الحادث، تم نقل الطبيبة على وجه السرعة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، حيث خضعت لسلسلة من العمليات الجراحية المعقدة أجراها فريق من الاستشاريين، إلا أن حالتها الحرجة لم تستجب للعلاج، وفارقت الحياة متأثرة بجراحها. إدارة المدينة الطبية أعربت عن بالغ حزنها لفقدان الطبيبة، مشيدة بمسيرتها المهنية ومساهمتها في خدمة المرضى، ومؤكدة التزامها الكامل بمتابعة الإجراءات القانونية حتى تتحقق العدالة وتنال الأسرة حقها القانوني والإنساني.
مصدر الخبر
من هنا