جمعية القرآن الكريم … الملاذات التي تتهدّم بعنف العصبيات السياسية
الزرقاء ميديا - كتب أسامة الأشقر
لا يمكن للمرء العاقل أن يكون ضد أي دعوة إصلاحية أو تغييرية أو ثورة تقوم على قيم الحرية والكرامة والتداول السلميّ للسلطة وتحقيق السلم المجتمعي وبرمجة العدالة… كما لا يستطيع المرء أن يتفهّم مواجهة قيم المجتمع المتجذرة الجامعة التي حصل بها العقد الإيمانيّ مع رسالة السماء وتناقلتها الأجيال بأمانة وتعاهد… وما يحصل اليوم في جمعية القرآن الكريم التي كانت معاهدها ودُورها وجمعياتها الفرعية تنتشر في كل بقاع السودان، ومنصاتها الإذاعية التي تنشر كلام الله وتقرّب الناس من بعضهم عبر تعميم الثقافة المجتمعية المتدينة والمحافظة وقيم التسامح فيها وتشدِّد على ذلك… هذه الجمعية التي كانت تحشد حولها أهل الخير من السودان وخارجه، وكان يتداعى لها أرباب السلطة، ويتواضعون أمامها، ويوجبون على أنفسهم دعمها وإسناد أدوارها وتمكين برامجها، ويساعدونها على الاستقلال عن السلطة بوقفيّات تُغنيها، ثم ترى الناس يقتربون منها لخدمتها بكلمة أو دعوة أو تمرة أو رسالة أو جنيهات معدودة…عندما ترى فئة من أدعياء التغيير يستهدفونها، ويتهمونها، ويحكمون عليها بالموت… -وهي الكيان الأكبر لخدمة القرآن – ثم لا يجعلون لها سبيلاً لإعادة هيكلتها وتنظيم مسارها والتماشي مع قوانين البلاد الجديدة المحايدة، ويصادرون مقراتها، ويعزلون موظفيها، ويخنقون أصواتها التي تتغنى بكتاب الله… فهذا يعني أن ثمة غرضاً غير بريء في هذا الاستهداف، وهذا يستلزم تدخّل كلّ قادر في الدولة والمجتمع لحماية إرث الدفاع عن المؤسسات الراعية لقيم الدين بعيداً عن متغيرات السياسة، وأداء واجب الأمانة في حماية المجتمع من التيارات الوافدة التي تريد تأسيس قيم جديدة بالجبروت والإكراه واستخدام أذرع السلطة وأسيافها الناريّة… هذه السياسة والسلطة فنافِسوا فيها، وتدافعوا ما شئتم في ميادينها، ودَعُوا لنا المؤسسات التي تجمع شتاتنا، وتساعدنا على توحيد مجتمعاتنا وقيمنا بقداسةٍ وتبريك وحبّ