الرواية الأولى
الذين يصرخون استنجادا بالأجنبي ذاكرتهم خربة، يريدون أن يصوروا للعالم زوراً أن العسكريين ضد التحول الديمقراطي والدولة المدنية، هؤلاء هدفهم وضع البلاد وجيشها في مواجهة المجتمع الدولي، لكن هيهات فالقائد العام هو من رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو قائد الانفتاح على المجتمع الدولي، وقائد حملة رفع الحصار عن السودان، وحامي التحول الديمقراطي، فذاك رهان خاسر، الانقلاب ليس بخروج الدبابات وإغلاق الكباري، إنما بخروج العقل السياسي من الرشد والحكمة، وإنغلاق الأفق أمامه والتوهم بأن الغرباء سيتدخلون حين اختلافنا دونما أجندة أو مصالح، يخطئ التقدير والفهم من يظن أن الحملة الممنهجة ضد القائد العام يمكن أن تتوقف عنده فقط، ولا تمتد الى ضباطه وجنوده.
إنها حملة مغرضة ضد الجيش وكرامة وعزة كل ضابط وجندي سوداني، صدق الإمام الصادق المهدي – طيب الله ثراه – عندما قال : إن عصبية العسكريين لجيشهم أقوى من عصبية القبيلة..
الحديث عن تنظيف وهيكلة القوات المسلحة، القصد منه ترك السودان في (السهلة) بلا جيش ولا مخالب، ليسهل تقسيمه وإبتلاعه ..
وصدق شاعرنا العسكري العميد ( م ) فتح الرحمن الجعلي عندما قال :
الجيش المرق وقتين مرق يا دفعة … عزانا البلد خلينا مد القرعة .. كان ما الجيش مرق .. كان اتقسمت في اليانصيب والقرعة