محمد حامد جمعة يكتب :
ليست_صناعة
الجيد في مسألة مداهمات بؤر الخلايا الإرهابية . أن الأجهزة الأمنية حتى الان هي من تهاجم . وان العمليات أعمال ضبط وهي ما تشير الى ميزة تقدم أجهزتنا بخطوة على تلك الجماعات . وهذا جانب يجب ان يعضد إعلاميا بالسند وكذلك سياسيا .
يجب البناء على أسوأ الإفتراضات فيما يحدث . وبالتالي وبلا مجاملات او تلطف . تقوية الأجهزة الأمنية ومنحها الصلاحيات اللازمة في الأعمال الوقائية بالإشتباه والتتبع والضبط والإحضار وفق آلية قانونية حاكمة . هذا الأمر يجب ألا يخضع لإبتزاز الجهات السياسية وهواجسها وظنونها . فطالما أنك ملتزم بالقانون وترعى المواطنة لا يوجد ما يخيفك أصلا من جهة حامية قضيتها امنك وسلامتك وليست خصما عليك .
العالم نفسه والجهات الخارجية . سيفسر ما يحدث وفي بلد مثل السودان بإعتباره بداية الإنحدار الى مستنقع الأزمات الأمنية ذات الاثر الاقليمي . وسيخشى تكرار تمدد وانتشار الجماعات والرايات كما حدث في سوريا والعراق والصومال . وكلها بلدان ارتبطت في لحظات بتحولات دمرت قواعد البناء النظامي لمؤسساتها الأمنية وسلطانها المركزي . فحدث فراغ فرخ تعقيدات لا تزال تلك البلدان تعاني منها رغم جهد الشركاء الخارجيين. ولو لاحظتم في كل تلك الأمثلة تطوراتها تنتج في العادة بلد جار توكل اليه عملية القيام بدور (هاري الطيب) الذي يتكفل بلعب دور الرقيب على أنشطة (هاري القذر) وتحال للاول الملفات ويكون هو الحاكم بالإنابة عن المجتمع الدولي ..اظن فهمتوني !
اعلم يقينا ان البعض سيجرم وجهة نظري . وسيضعها ضمن نظرية تأهيل مؤامرة لفرض واقع جديد . لكن هكذا العالم . لن ينظر الى اخباريات الضبطيات وحشود الجمهور اثناء ملاحقة الخلايا الإرهابية ثم تتوقع منه ان يقرا لك تعاويذ الديمقراطية ! سيهتم ببرتكول التعاون الأمني لانه لا يعقل ان يحارب تلك الجماعات في حواف الخليج العربي وغرب أفريقيا وتتوقع منه ان يتجاهلها جنوب الخرطوم .
ولا أميل لفرضية الصناعة . ما يحدث فعل حقيقي دفع ثمنه بعض الشباب من جنودنا ارواحهم ثمنا وفداء . هذا إفراط في التهجس . وإن كنت أعتقد بشكل كبير أن الأمر كما قلت ربما يشير الى مشروع جهات ليست سودانية من مصلحتها إبقاء السودان في حالة من الإنهاك الأمني والتوتر الداخلي ليسهل تمرير مخطط وضع الحكومة السودانية تحت الضغط لإعتبارات توظيف إضطرابه لصالح عدم تمكنه من اللعب بإرتياح .تكتيك الضغط الدائم . سلوك معلوم في السياسات بين الدول .