الزرقاء : متابعات
في تصعيد لافت على الساحة السياسية التركية، اعتقلت السلطات، صباح الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المنافس البارز للرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك بتهم تتعلق بالفساد ومساعدة منظمة إرهابية.
وأفادت وكالة الأناضول الرسمية بأن إمام أوغلو، إلى جانب نحو 100 شخص آخرين، يواجهون اتهامات بارتكاب مخالفات مالية ومساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور.
وقبل اعتقاله، نشر إمام أوغلو مقطع فيديو على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أعرب فيه عن أسفه لإرسال السلطات مئات من ضباط الشرطة إلى منزله، معتبرًا ذلك محاولة لسرقة إرادة الشعب.
تأتي هذه التطورات قبل أيام من ترشيح إمام أوغلو المتوقع عن حزب الشعب الجمهوري المعارض للانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المعارضة السياسية في تركيا.
وفي ردود الفعل الدولية، انتقدت ألمانيا ومنظمة العفو الدولية هذه الخطوة، معتبرين أنها تمثل تراجعًا خطيرًا للديمقراطية وحرية التعبير في البلاد.
وقد أثارت هذه الأحداث احتجاجات واسعة في إسطنبول، حيث تجمع المئات قرب مقر الشرطة الرئيسي، رافعين صور إمام أوغلو ومرددين هتافات منددة بالاعتقال.
وفي تطور ذي صلة، أعلنت جامعة إسطنبول، الثلاثاء، إلغاء شهادة إمام أوغلو الجامعية، مما قد يعيق ترشحه المستقبلي للرئاسة، حيث يشترط القانون التركي حصول المرشح على شهادة تعليم عالٍ.
يُذكر أن إمام أوغلو كان قد فاز برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، في هزيمة تاريخية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، مما جعله شخصية بارزة في المعارضة التركية.
مع تصاعد التوترات السياسية في تركيا، يترقب المراقبون ما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2028.