تقرير : الزرقاء
أكثر من مليوني نازح بولاية شمال دارفور غربي يواجهون مصيراً مجهولاً ، بعد أن شنت مليشيا الدعم السريع ، يوم الجمعة ، هجوماً عنيفاً على معسكر زمزم للنازحين الواقع على بعد نحو 12 كلم غربي مدينة الفاشر.
وهو ما أدى إلى لسقوط العشرات من القتلى والجرحى وخلف موجات نزوح كبيرة ، فما مصير هؤلاء النازحين؟
اختفاء وتهجير :
وخلال الهجوم على المعسكر قال ناشطون إن المليشيا قامت باختطاف الاَف النساء والأطفال كما أزهرت مقاطع فيديو قيام عناصر المليشيا بإطلاق النار الكثيف بصورة عشوائية وحرق مخيمات ومساكن الإيواء ، بجانب إزلال كبار السجن واحتجاز أعداد منهم داخل مسجد المعسكر ، وكانت تقارير دولية ومحلية أفادت بارتفاع أعداد النازحين بمعسكر زمزم الذين يتجاوز عددهم المليون نازح إلى أكثر من 2 مليون نازح كانوا قد احتموا بالمعسكر هرباً من هجمات واسعة النطاق شنتها مليشيا الدعم السريع على القرى المحيطة بمدينة الفاشر ، لكن موقع دارفور 24 الإخباري نقل عن تحالف تأسيس الذي يضم مجموعتي الهادي إدريس والطاهر حجر ومليشيا الدعم السريع وعبدالعزيز الحلو ، القول أنهم قاموا بترحيل أكثر من 8 الاَف من النازحين إلى مناطق أخرى اَمنة.
وهو ما ينفيه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي مشيراً إلى أنه مخطط للتهجير القسري للسكان والنازحين من أراضيهم يجري تنفيذه بموجب اتفاق بين قيادة المليشيا ومنظمات أممية نظير منح النازحين مبالغ مالية وتوفير المركبات لهم ودعا مناوي النازحين وسكان قرى شمال دارفور لمناهضة مخطط التهجير القسري وعدم الانصياع له.
أرقام مجهولة :
وبسبب سوء الاتصالات وصعوبة الحركة نتيجة الحصار المحكم الذي تفرضه المليشيا على قرى الفاشر ومعسكرات النازحين ،منذ عامين ، لم يتم التعرف حتى الاَن عن أرقام الضحايا الحقيقين من جراء هذا الهجوم لكن نشطاء قالوا إن 20 شخصًا على الأقل قتلوا بجانب مئات الإصابات في اللحظات الأولى للهجوم.
هروب وصور مروعة :
ويبدو المشهد أكثر مأساوية فالمنظمات العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية سبق وأن علقت جميع أنشطتها بمعسكرات النازحين ، وهرب جميع موظفيها من نتيجة انعدام الأمن وقصف المليشيا لمعسكر زمزم للنازحين وذلك بحسب مسؤولين بالمنظمة الالمانية لمكافحة الجوع، كما قررت منظمة أطباء بلا حدود وقف اعمالها بمعسكر زمزم وإخلاء طاقمها العامل وقالت المنظمة في بيان لها “رغم المجاعة المنتشرة والاحتياجات الإنسانية الهائلة، فإنه ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك (المستشفى الميداني) التابع لها.
وأوضحت أطباء بلا حدود أنها تمكنت من علاج 139 من المدنيين الذين أصيبوا بطلق ناري بسبب الهجمات المتكررة التي وقعت في وقتً سابق من اجتياح المعسكر.
اتهامات بالتواطؤ:
من ناحيته شن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي انتقادات شديدة اللهجة حيال ما وصفه بصمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث للنازحين بمعسرات أبو شوك وزمزم ووصف مناوي ما يحدث في هذه المعسكرات والقرى المحيطة بالفاشر بأنه ” إبادة جماعية” لا يجب السكوت عنها وقال :” كأن المجتمع الدولي لا يرى أو يسمع بهذه الجرائم المرتكبة من قبل مليشيا الدعم السريع ونحن نرى الملايين من أهلنا يقتلون في دارفور”.
في السياق اتهم وزير المعادن السوداني محمد بشير أبو نمو، المتمردين بتحالف تأسيس الطاهر حجر والهادي إدريس بالتسبب في تشهده معسكرات النازحين وقال أبو نمو في مقال له :” الهادي إدريس والطاهر حجر خاطبا قبل يومين او ثلاث نازحي معسكر زمزم بجوار الفاشر بالخروج من المخيم بزعم السلامة من المعارك ، ولكن في الحقيقة انهم يمهدون للدعم السريع الدخول إلى المخيم وممارسة الفظائع وحرق المخيم وقتل النساء والأطفال وطرد من تبقى منهم حتى يهيموا في الصحارى والفيافي حيث ينتظرهم الموت المحقق بالجوع او العطش ، فالخيبة الكبرى فان عبدالرحيم دقلو هددهم ، اما بالمشاركة فى القتال للإبقاء على حصار الفاشر ، وأما تجريد ما تبقى لهم من قوات وقطع الدعم”.
تأخر استجابة:
ولم تتمكن الأمم المتحدة من التدخل حتى الاَن برغم دعوة رسمية تقدمت بها الحكومة السودانية لها بضرورة حدوث تدخل أممي عاجل من أجل إنقاذ حياة المدنيين بخاصة النازحين بالمعسكرات ، وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الوزير خالد الاعيسر إن الحكومة قدمت للأمم المتحدة دعوة للتدخل الإنساني العاجل مع عدة مقترحات من بينها أن تقوم هذه المنظمة الدولية عبر وكالاتها وطائراتها وشعاراتها بعمليات إسقاط جوي للأغذية والمساعدات الطبية للنازحين والسكان الذين تحاصرهم مليشيا الدعم السريع وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.