شعر .. إبراهيم الدلال يرثي السفير الراحل عبدالله الأزرق

شعر : إبراهيم الدلال
قضروفُ سعدٍ إلى دارِ (الأداريب)**تبكي بدمعِ على الخدينِ مسكوبِ
ترجّل الفارسُ الميمون وامتنعتْ**خيلُ الفصاحةِ عن جريٍّ وتقريبِ
(إن فاخر الناس بالأنساب جاءهم**بين السراةِ من الزرقِ الأرابيب)1
يابن الأولي ملأوا الآفاق مفخرةً**فوق المنابر والجردِ السراحيب
رحلتَ والغيم يبكي في (قضارفه)**وعطّر النالُ أنفاسَ الدهاريب2
من طُورِ دامرك المحروس جانبه**قد آنس الناسُ (نيران المجاذيب)
زرقَ المتونِ ونشرُ العلمِ حرفتهم**وفي الدياجير رهبان المحاريب
تفرعتْ من قريشِ البيت دوحتُهم**بين البجاة وأشراف الأعاريب
نوادر الناسِ كم ضن الزمان بهم**حمرُ الكباريت أكسيرُ (التواريب)3
ترى( الشرافاتِ) فى عرصاتِ دامرهم**مثل الفراشاتِ بين الزهر والطيب
لوحٌ بدامرك الغربيِّ تقرأه **يشعشع النورَ في صحراء(هندوب)
رحلتَ والنيل يبكي في حدائقه**والشعبُ ما بين مقتولٍ ومنهوب
تكالب الناسُ أعداءً لدولتنا**وأنذروها بتشريد وتخريب
(جيرانها وهمو شر الجوار لها**وصحبها وهم شر الأصاحيب)4
قد جلتُ أطلب إخواناً أشاكلهم**وطال في الناس تشريقي وتغريبي
وقد رأيتُ بروقاً كان صيّبها**ماءَ السراب على أرضِ العراقيب
(تباور) الفتق بين الناس وانطمستْ **معالمُ الفرق بين المرءِ والذيب
الأزرقُ الفرد قد ولى على عجل**لما رأى الأرض ضجت بالألاعيب
يبكي على مثلك السودانُ منتحباً**ياصادقَ العهدِ في عهدِ الأكاذيب
حملتَه في سواد العين ترمقه**أرضَ السوادِ وأرض التبر والنوب
سمر الوجوه وراياتٌ عمائمهم** زُهْرُ القلوبِ وهم بيضُ الجلابيب
شعب على الضر ما لانتْ عزيمته**رغم البلاء يحاكي صبرَ أيوب
زنتَ السِفارةَ في أعلى مراتبها**مؤيداً بطويلاتِ التجاريب
يا فارس الشعر من كانت قصائده**عجائبَ الدهر تأتي بالأعاجيب
ذكرّتنا وصروف الدهر غافلة**ونحن نلهوا بأشعار وتشبيب
(أزورهم وسواد الليل يشفع لي**وأنثني وبياض الصبح يغري بي)5
جاءتْك من يعملات الشعر ناجيةٌ**تعبتُ فيها بادلاجي وتأويبي
أثنى على مثلها في كل داويةٍ**ابنُ الحسين ونقادُ (الكراتيب)6
عليك من رحماتِ الله أوسعُها**وجاد قبرَك وسميُّ الشآبيبِ
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ** وآله الغرِ ساداتِ الأعاريبِ
إبراهيم الدلالالسفير عبدالله الأزرققناو الزرقاء
Comments (0)
Add Comment