الزرقاء : وكالات
باتريك وينتور – محرر الشؤون الدبلوماسية
الثلاثاء 15 أبريل 2025 – الساعة 19:17 بتوقيت بريطانيا الصيفي
فشلت محاولة تقودها بريطانيا لتشكيل مجموعة اتصال لتسهيل محادثات وقف إطلاق النار في السودان، يوم الثلاثاء، عندما رفضت دول عربية التوقيع على بيان مشترك عقب مؤتمر عُقد في لندن.
ويمثل الخلاف الذي استمر طوال اليوم بين مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة حول البيان المشترك انتكاسة دبلوماسية كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء حرب أهلية دامت عامين في السودان.
وقد قُتل المئات من المدنيين في الأيام الأخيرة داخل معسكرين كبيرين للاجئين في دارفور، كما نزح الملايين بسبب القتال. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تشعر بالحزن لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن مسار سياسي، لكنها أكدت في الوقت نفسه إحراز بعض التقدم.
وفي غياب بيان ختامي، أصدر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظراؤه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا كرؤساء مشاركين، تعهدوا فيه بدعم “الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي، ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخلات الخارجية، التي تؤجج التوترات أو تُطيل أمد القتال أو تُسهله”.
ودعا البيان أيضًا إلى حل لا يؤدي إلى تقسيم السودان.
وكان لامي قد افتتح المؤتمر بآمال كبيرة، قائلاً: “كثيرون تخلّوا عن السودان. هذا خطأ. إنه خطأ أخلاقي عندما نرى هذا العدد الكبير من المدنيين يُذبحون، وأطفالاً رُضعاً لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة يتعرضون للعنف الجنسي، وعدد الجياع في السودان يتجاوز أي مكان آخر في العالم. لا يمكننا ببساطة أن نغض الطرف. وفي هذه اللحظة، يواجه المدنيون وعمال الإغاثة في الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين عنفًا لا يُوصف.”
وأضاف: “العقبة الأكبر ليست نقص التمويل ولا نقص النصوص في الأمم المتحدة، بل غياب الإرادة السياسية. ببساطة، علينا إقناع أطراف النزاع بحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات داخل البلاد وعبرها، وأن يجعلوا السلام أولوية.”
لكن جهوده لإقناع الدول العربية بالاتفاق على مجموعة من المبادئ الدبلوماسية لمجموعة اتصال مستقبلية لم تُؤتِ ثمارها.
وقد أوضح مسؤولون أن المؤتمر لم يكن محاولة للوساطة أو التعهد بتقديم مساعدات، بل كان يهدف إلى بناء توافق سياسي أوسع حول مستقبل السودان بين الدول التي لديها مصالح في البلاد.
وفي مؤشر على اتساع رقعة الحرب وتعقيدها واعتمادها على دعم خارجي، قرر لامي عدم دعوة أي من الأطراف السودانية الرئيسية أو ممثلي المجتمع المدني. وقد حُددت أهداف المؤتمر بشكل متواضع، حيث سعى فقط إلى التوصل لاتفاق بشأن تشكيل مجموعة اتصال دولية تقودها الاتحاد الإفريقي، وتجديد الالتزام بإنهاء القيود المفروضة على المساعدات.
يُذكر أن الحرب، التي اندلعت في أبريل 2023، نشأت من صراع على السلطة بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.