الراصد
فضل الله رابح
من يراقب الطريقة التي مرر بها مجلس الأمن والسلم الإفريقي قراره الإسبوع المنصرم و الرافض لتشكيل حكومة المليشيا الإرهابية وإن كانت حكومة على الورق أو في الفضاء الرقمي فإنه يدرك أن القارة السمراء بدأت تنتبه وتستشعر الخطرالذي يتهدد دولها وليس السودان وحده ، ذلك أن يصدر قرار بإجماع (15) عضو دائم والكل يدرك قيمة أن يوقع قرار ويحسم بالإجماع وليس بالتصويت فهذا مستوي وعي عالي من أعلي جهاز أفريقي يصدر القرارات وحرص منه على تحقيق الإجماع تفاديا لأي شرخ أو إنقسام داخل القارة الإفريقية بل لم يكتف بالإدانة بل حذر الدول الافريقية صراحة من التعامل مع حكومة المليشيا…
ومن المحتمل أن يعقد اليوم الإثنين مجلس السلم والأمن الأفريقي جلسة طارئة حول الأوضاع في السودان برئاسة الجزائر، وستناقش الجلسة التطورات الأخيرة بالبلاد ، بما في ذلك النظر في تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا وخطورة ان ينتقل الأمرالي الدول الأفريقية التي يعاني معظمها من تمردات داخلية بإستثناء مصر ..إعلان مليشيا الدعم السريع تكوين حكومة موازية في نيالا، لا يعطيها شرعيةً أو وجوداً حقيقياً فهي حكومة لا تملك السيطرة على أرضٍ ذات سيادة ، ولا تمثل إرادة شعبية ، ولا تحظى باعتراف دولي ، فهي تعد ( زوبعة وهمية ) في فنجان ، أو في حالات أخرى فهي محاولة لكسب نقاط تفاوضية لا أكثرولا أقل ، فصناعها يدركون أنهم لا يستطيعون منازعة السلطة الشرعية القائمة والمعترف بها في كل المحافل الإقليمية والدولية ..
إن جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي اليوم ربما لا تصدر قرارا بحسب ماهو متوقع بفك تجميد عضوية السودان ولكنها ستقترب من هذا الطموح لأن المخاوف الإفريقية باتت متزايدة من إتساع حالة عدم الإستقرار بسبب المليشيا وتوظيف ال دقلو لأكثر من 45% من العنصر المقاتل من المرتزقة الأجانب وهذا خطر يتهدد القارة بأكملها ويتطلب الإنتباه والحذر حتى لا يفرض عليها واقع جديد يصعب السيطرة عليه ويعقد حسابات الدول الإفريقية التي بها عدد كبيرمرشحةً للفشل بحسب تقارير، بل إذا مر إعلان حكومة المليشيا واعترفت به قد تنقلب وبالاًعلى المنطقة بأثرها ..لذلك الخطوة قُوبلت بإدانة واسعة من كثير من الدول ، ومن المنظمات الإقليمية، ومن الأمم المتحدة، وكلها اتفقت على عدم مشروعية هذه «الحكومة»، محذرةً من أنها قد تمس بوحدة السودان ولا تعبر عن إرادة الشعب , بل إن الجامعة العربية قد ذهبت علي ذات الخط الذي سارعليه الاتحاد الافريقي إذ وجّها دعوة للدول لعدم الاعتراف بحكومة المليشيا ، مع التأكيد على دعم وحدة السودان