محمد حامد جمعة
هل تدخلت دول أجنبية في حرب السودان ؟! هذا ثابت بشقه المؤذي .تؤكده أنساق الحرب واشكال التسليح وخطوط الإمداد بل المشاركة الميدانية وهي تفاصيل لم تعد تحتاج لتكرار وإثباتات وطرفها معلوم . وهو تدخل أغراضه تتقاطع كليا اولا مع مؤشر خيارات الناس في رفض وجود المليشيا سواء بإنتصار صريح او وفق تسوية تمنحها وضعية مستقبلية بتسوية وفق مترتبات المضاغطة الميدانية .
هل بالمقابل من الممكن قبول تدخلات اخرى وفق تقديرات المصلحة التي تحد من مخاطرةوأضرار التدخل الأول ؟ الإجابة بمنطق العقل نعم . لان تدخل ( الإمارات )بوضوح وبعيدا عن التقديرات الخاصة بالسودان يوسع قطر دائرة التهديدولمصالح أخرين اقليميا او دوليا . وسيكون من الغباء ان لم تسعى انت كبلد مستهدف لتوظيف هذه المفارقة لصالحك .واقله انت هنا ستدير البوصلة نحو مخاوفك ومخاوف الأخرين .وقد منحتك ظروف عدوك وتركيبته حججا غير مدحوضة على انه مهدد للجميع في المنطقة وهي نقطة صارت مدركة لدول كثيرة بما فيها حكومات وأنظمة كانت لفترة أقرب للمليشيا .
2
إذا سلمنا بصحة كل ما ذكر أعلاه يكون تطور الحصول على حلفاء او متداخلين _ برضاك او رضاء مصالح متقاربة _ فالطبيعي ان هذا بالحد الأدنى يمنحك فرصة تبني الاخرين لخيارات تناسب أمنك القومي وتعينك سياسيا ودبلوماسيا وربما عسكريا إن تطلب الأمر لانك على الأقل وبحكم الواقع تتوافر على ميزات _ كموقع _ يفرض على الأخرين التيقن ان الضرر الذي تعايشه الان قد يشكل عليهم لاحقا ضرر مضاعف . ويبقى المحك هنا قدرتك على تحصيل اكبر عدد من النقاط لموقفك السياسي والعسكري والدبلوماسي وهو ما يتطلب من السودان . ادارة التوجهات الجديد بنشاط اكبر ومبادرات تركز رسميا وشعبيا على جعل مظلمته حاضرة وحية .وأن يستمر في ذات الوقت بالقتال والإنتصار . كل المسارات تمضي بالتزامن