محمد حامد جمعة يكتب : مسرح (1)

محمد حامد جمعة 
أتوقع ـ وهذا مفروغ منه ـ أن تعكف جهات مختصة ومعنية بأمر الحرب على فحص وتحليل ظاهرة تواتر الهجمات الجوية بالمسيرات على شرق السودان وبالتحديد بورت سودان وكسلا وبمعدل يتصاعد وينخفض ولكنه لأيام ظل في ذات الوجهة . وآمل تبعا لذلك أن يكون الأمر عرضة لتناول موضوعي من الصحفيين والمحللين العقلاء ـ إن وجدوا ـ من باب التنوير والشرح ولأن إستيعاب ابعاد المسألة سيسهم في سوق الرأي العام إلى أفق لا يحققه التداول للأخبار والنشرات الخاصة بمواقع الإسقاط وحتى هذه وبشكل ما صارت تضاف إليها أحداث لم تقع ! وهي ملاحظة جديرة بالتوقف عندها وتفسيرها كذلك قد يشرح كامل الأمر أو يضيف إليه .
2
حسنا . على الصعيد الشخصي لا أميل لرواية وفرضية أن الهجمات نفسها رد فعل على هجوم الجيش الناجح والقوي والمفاجئ على تجهيزات حربية بجنوب دارفور . وأظن أن الهجمات الحالية بالشرق مقررة سلفا لكنها عجلت لشعور بأن الجيش حصل بشكل ما على تفوق نوعي في الهجوم الجوي سقطت معه نظرية الأمان القاطع الذي ظن ( الدعم) أنه حققه . أمر أخر أعتقد كذلك أن تركيز الهجوم على الشرق حاليا هدفه الظاهر عسكري لكن بشكل ما في الواقع هجين مختلط بين الغرض السياسي والإعلامي والمعنوي فيما تبدو الفرضية العسكرية البحتة فيه الأضعف . ولنبدأ بضعفها فأولا لا أعتقد أن الجيش بخبراته وتجربته لمدة عامين قد يجعل نقطة إمداده الرئيسية ومحطته في بورت سودان أو كسلا هذا لا يتسق وخارجة المحاور القتالية وتوجهات العمليات ولا مسارات خطوط الإمداد التي تكون طويلة من الشرق . وأما الفرضية العسكرية الثانية فهي أن الشرق قد يخضع الان لعملية (تليين) وتجهيز مسرح ! وحيث أن لا وجود لقوات عدو معلومة في نطاقات الولايات الشرقية فيكون الإحتمال وجود جيوب خلف الحدود وهذه غير واردة نظرا لطبيعة تعقيدات جوار السودان الشرقي وظروف إرتريا وأثيوبيا وشكل وضعية العلامة الحمراء لوضعيات تلك الدول وشواغلها نفسها على تلك الناحية
3
تبقى إذن الفرضيات الأخرى واقربها وضع الجيش والحكومة والشعب في وضع خفض الرأس من كثافة النيران والدخان .والإثقال بالضغط المعنوي والحرج العام . بإيقاف الطيران وخلق أجواء أزمات سلع حيوية (ولو بتوظيف حالة القلق من الندرة في باقي الولايات) وصناعة أجواء خروج جماعي للسكان والضيوف وتكاثر بيانات التنبيهات من البعثات الدبلوماسية وشد الأنظار بالكامل شرقا بالتزامن مع ترتيبات تجري بالغرب ـ حيث مواقع الدعم ـ خاصة بتحسينات لتجهيزات وإستحكامات من غير المعتاد والانفتاح قليلا بما يجعل كردفان نقطة أمامية اقرب الخرطوم ودفاع عن دارفور . مترافقة مع التعجيل بإعلان لحكومة موازية تستفيد من حالة الشلل السياسي والإحباط العام لخصمها وربما شكوك بعض الأطراف والدول لتعلن عن نفسها بين يدي مهرجان لتقاسم الإعتراف تحت ظروف هذه الربكة
4
للحديث بقية وفيه فرضية ساشرحها وراي فيها أنها تتعلق بخلق ظروف لطرف داخلي بخلق أحواء إستياء وراي عام . وصناعة ظرف لارتكاب حماقة بمغامرة بمحافظات إدراك ما يمكن إدراكه ولكن بشكل يتسق مع مخطط الجهة الرئيسية أو الأطراف الخارجية التي تنفخ اوار المسيرات
الحرب النفسيةقناة الزرقاءمحمد حامد جمعةمسرح
Comments (0)
Add Comment