محمد حامد جمعة يكتب : مسرح (2)

الكاتب : الحكومة للان فشلت في نقل كادر الصورة عن الميدان الخاص بيوميات الحرب إلى يوميات مدنية

محمد حامد جمعة 

مواصلة لما سبق .سيكون السؤال حتما وما هي خيارات الحكومة والجيش أزاء الوضع الماثل .والذي بعيدا عن مؤثرات الصورة والضجيج وقياسا على عامين سابقين وموازين القوة في المواجهة المباشرة ورقعة الانتشار والسيطرة فالجيش في وضع أفضل بل وتميل الكفة لصالحه لانه عمليا عدا ولايات دارفور ـ عدا الفاشر وأجزاء من شمال دارفور ـ فهو يحكم السيطرة على كل الشمال والوسط والشرق وكامل النيل الازرق والى حد ما الجنوب ويبدو أمر ترتيب أوضاعه في شمال كردفان مسألة تحضيرات فيما بجنوب كردفان لم يتغير الوضع رغم أنه يقاتل الدعم والجيش الشعبي وتبقت له جيوب طرفية بالخرطوم ومناطق في النيل الابيض وهو وضع بالجملة لا يتسق حتى مع هلاويس الوعيد الصادرة من خصمه لأغراض الحرب النفسية . التي بدأت تثمر ربما بسبب عودة عدوه لنهج إثارة الفزع بالضجيج وحالة الاسترخاء العامة التي ضربت القطاعات المساندة للجيش وانصرافها للمعارك البينية . وكثافة النيران الصديقة التي تنطلق مرات كثيرة من الحكومة نفسها ضد نفسها .مما خلق أجواء مناسبة لفراغات شحنت بتصورات سالبة شكلت صورة مشوشة وباهتة الالوان
2
الحكومة للان فشلت في نقل كادر الصورة عن الميدان الخاص بيوميات الحرب إلى يوميات مدنية .
سواء بحراك سياسي فاعل أو توظيف لايجابيات أخرى مثل استعادة الحكومة لنظام الدولة والخدمات ولو على تدرجات . مثل عودة الحياة للمدارس . وعموم بدايات تطبيع الأوضاع في المدن والاحياء المطهرة خاصة الخرطوم ويبدو أن هذا الملف ترك لامكانيات الولاية وهو ما يتطلب عناية مركزية وتركيز وتمييز خاص لرمزية العاصمة . الحكومة فشلت في تثبيت نجاحها رغم وضع الحرب في ديمومة النبض العام للخدمات والتنويه بالنضال المستميت بين ادامتها رغم مخاطر القصف والاستهداف وفشلت رغم العثرات في عرض جوانب انتعاش التجارة وحركة الأسواق وضاعت منجزات في وسط إشكالية غياب مطبخ يرسم موجهات إدارة الرأي العام وقيادته وهو ما أدى إلى أن تجد الحكومة نفسها هي تحت سوق اتجاهات التايم لاين ! الذي يستفسر عن الذهب فينفي وزير المعادن أنه المسؤول عن الأمر دون أن يسأله أحد . ويحدث سفير محال للتقاعد أثرا فتكشف الخارجية أنه منذ اشهر خارج الخدمة (لو أنه صمت لما عرف أحد عنه شيئا ) وعلى هذا قس .
3
المشكلة فيما أرى أزمة في المسار أو الجسم المدني والتنفيذي .الذي واضح أنه لسبب ما عينه على الحرب كحديث عسكري و(توجيه معنوي) أكثر من نظرته هو لما يليه (لاحظت أن تصريحات المسؤولين المدنيين عن الحرب كقصة واخبارية أكثر من حدثهم عن مهامهم واشغالهم) وهو ما يردني إلى أن حالة الانجاز الاعجازي لاستعادة الدولة و(السيستم) نفسه منجز عسكري بشكل ووقوف على كل شئ . كثر منه قدرات الوزراء ! هذا يفسر عندي حديث نائب القائد العام عن أدوار الشرطة في المواقع المحررة إذ فهمت بشكل ما الحديث أن وزارة الداخلية عليها تولي مهامها .ويمكن ملاحظة ذلك في وزارات أخرى واضح أنها لا تستطيع التحرك الا وفق (سلسلة) مقيدة من اعلى مؤكد أنها ليست مجلس الوزراء أو رئيسه
4
هذا يفسر حالة التوهان العامة مدنيا . والإطمئنان في الشق العسكري وعدم الانزعاج . ذلك لأن الجانب العسكري هو الفاعل والشق الآخر (رديف) وعلى الأرجح أن التصور القريب أو البعيد أوضح عند الجيش . بما في ذلك تدابير الوقاية والمعالجة لما يجري الآن من تطورات عسكرية بل مؤكد أن لديه معالجات أخرى في شؤون داخلية وخارجية يديرها بنهج النفس الطويل وانتظار اللحظة المناسبة لإصابة هدف أو تحقيقه في (سعت سين) وبشكل بالضرورة سيتحسب لتحركات الطرف الآخر ومشغله . خاصة مع رعونة ذاك الطرف وإفتراضه أن الدنيا (مهدية) والأخطاء الكبيرة التي يصر عليها بألعاب هوائية فوق المرحلة البرتقالية وقريبة من الزرقاء قد تنتهي بكارت أحمر او فض وطرد وتعويض الراعي للنادي .لأن نجاح نموذج الحرب بالسودان ونسق عنصرها المحلي حال تحوله إلى سابقة قد تنتقل الحمى منه إلى دول كثيرة لا تركيبتها لا تحالفاتها الخارجية أو مهدداتها الداخلية تسمح بذلك .
5
مشكلة معروض المسرح 2 أنه وضع يوفر بيئة مثالية للإرتباك وكثرة التفاكير . وعدم الثقة العامة وهنا الخطر الأكبر والدائم .لأن الناس أعداء ما جهلوا ولأن فورة البرمة قاسية على من يطلب الاكل وهو جائع ومفزوع.
كاتب صحافي مختص بالقضايا السودانية والأفريقية
الحكومةمحمد حامد جمعةمسرح
Comments (0)
Add Comment