وليد علي
إلى محبي التفاوض ومريدي مسعد بولس الامريكي الرباعي يجب بناء الامل بنهاية الحرب على اربع عوامل لاستقبال فجر السلام ، واستعادة شركاء الانتقال والثورة فهي عوامل اسياسية تحدد او (تفرض بقوتها) استجابة الجيش او الحكومة بمجليسها السيادي والوزراء للتفاوض وفقا للطرح الاعلامي المبذول للرأي العام مقتبسا من تحركات الالية الرباعية نسخة مسعد بولس من سويسرا وحتى شرم الشيخ تحت شعار خطة ترامب للسلام العالمي .
#اولا العامل الاجتماعي الذي شهد صعود تفاعلاته في عملية الانتقال والحرب على حساب القوى السياسية الحية والنشطة اي تنامي الخطاب الجهوي( عرقنة الحرب) وهو ما يبدو خطاب تأسيس مليشيا الجنجويد نحو تفكيك دولة 56 بمنظور جهوي قبلي ، وفي المقابل هنالك حركات الكفاح والدورع المساندة لالية الحسم العسكري للتمرد ، وهو ما يجعل اجندة التفاوض على تفاعلات العامل الاجتماعي محاصصة جهوية وليس العامل السياسي ( جيش/ مليشيا/ قوى مدنية وسياسية) لاستعادة مسار الانتقال .
#ثانيا العامل السياسي الذي تمثله احزاب البرنامج السياسي ، فالقوى المدنية ( قحت ومشتقاتها) مكونات غير سياسية بل تعد من مكونات العامل الاجتماعي (مجتمع مدني) تنشط في فضاء الاجتجاج وتنمية قدرات المجتمع ، وادوات وكروت للضغط السياسي على الانظمة السياسية الحاكمة لاغير .
تراجع دور وفاعلية الاحزاب السياسية سواء في الازمة الانتقالية او الحرب الجارية فهي في حالة جمود سياسي منذ العام 2019 وحتى اليوم .
#ثالثا العامل الخارجي ” التدخلات الخارجية ) النشطة في هندسة الشراكة الانتقالية وفقا لحراك 19 ديسمبر ؛ ونشير بالتحديد الى (الامارات والسعودية ) في دعم الانتقالية ومبادرات التسوية ؛ والاليات الرباعية ؛ والامم المتحدة والاتحاد الافريقي من خلال جهودهما في المبادرة الافريقية الإثيوبية المؤسسة لسلطة الانتقال؛ المبادرة السعودية الأمريكية المؤسسة للتسوية السياسية ما بعد قرارات اكتوبر 2021، وتسوية انهاء الحرب على منبر جدة .
فاعلية العامل الخارجي في مساعي الرباعية نسخة مسعد بولس ومناخ شرم الشيخ تأتي في ظل انقسام دول الالية الرباعية نفسها من خلال تقديرات مواقف الامن القومي والتهديدات من حرب السودان ولذا تظهر المواقف المنفردة لكل دولة بما فيها الولايات المتحدة رائدة خطة ترامب للسلام في الشرق الاوسط .
هذه العوامل الداخلية والخارجية ترفض مبدأ التفاوض بالصيغة المطروحة داخليا او التي تتطلع اليها قوى صمود وتأسيس الجنجويد المناطقية بينما تضغط العوامل نفسها على الجيش في الاستجابة للتفاوض.
مراهنة القوى المدنية على جهود الالية الرباعية الحالية يؤكد على عدم الخبرة السياسية لهذه القوى وعدم قدرتها على قراءة اتجاهات خطة ترامب التي تهدف الى استعادة دور الدولة الوطنية ؛ استعادة دور مصر الى ما قبل الربيع العربي ؛ تراجع دور مجلس التعاون الخليجي كضابط للمنطقة منذ صعود ثورات الربيع التي عملت على تصدير التهديدات” الحروب” الواردة في خطة ترامب ؛ كما ان خطة ترامب لم تتحدث عن التحولات المدنية والديمقراطية بل خطة تنفذها مؤسسات الدولة المعنية بالتنسيق العسكري ؛ الامني والدبلوماسي لمحاصرة تهديدات السلم العالمي في الشرق الاوسط وابرزها التهديدات المحتملة لحرب السودان للقرن الافريقي هو ما قال المبعوث الامريكي السابق توم بيريللو عراب مباحثات سويسرا الاولى ؛ وقالها سلفه مسعد بولس مستشار الشؤون الافريقية في سويسرا الثانية والمنتظرة .
#رابعا العامل العسكري وهو ينتظر تناغم العوامل الاخرى لتحقيق الاستجابة للثورات وانهاء الحروب لان طبيعة الجيوش تتماهى مع هذه العوامل لتحقيق الاستجابة للانقلابات العسكرية ؛ الثورات وانهاء الحروب بالتفاوض ، ومن صعوبة استجابة الجيش في ظل تعقيدات وتضارب العوامل.
مرة اخرى بالتأكيد هذه الحرب غير قابلة للتفاوض واستعادة وتطبيع الحياة السياسية حتى تتناغم العوامل وتخاطب جذور الحرب وهي مجتمعية وليس سياسية يا بتوعين السياسة .