التصورات الذهنية الخاطئة لتحديات إدارة الدولة وما صاحبها من عمل منظم لتسويق مفهوم المدينة الفاضلة (يوتوبيا سودانية خالصة) بالإضافة إلى الجهد المبذول لترسيخ مفهوم العدو المفترض هى التى أطاحت بالأحلام الوردية التى طبعها “الديسمبريون” فى اذهانهم لسودان ما بعد إنتصار الثورة.
سيكمل الثوار فى التاسع عشر من ديسمبر المقبل ثلاث أعوام من الإحباطات فى سبيل البحث عن قيادة سياسية على قدر التطلعات دونما جدوى، ويقينى أن “زاد التجربة” هو الرصيد المكتسب من هذه المسيرة الملأى بالأشواك.
على الشباب أن يدرك أن المقاومة دونما “حوضن سياسية” تصحبها رؤى وبرامج تؤدى إلى تعطيل دولاب الدولة وربما تقذف بالبلاد فى مستنقع الدولة الفاشلة.
وعليه فعلى الشباب النظر للواقع بعقلانية لتجاوز الراهن السياسى الماثل برمته والتفاوض مع المؤسسة العسكرية لإعادة هيكلة الدولة السودانية بشقيها المدنى والعسكرى والعبور بالبلاد إلى مرافئ السلام لصياغة لبنات الغد المأمول.