في منتصف التسعينيات عندما قدم شخصي المتواضع طرح (المثقف الحاضر )..في اروقة الجامعات ..ومن ثم منتديات ام درمان و ببيت الثقافة بالخرطوم..وقامت بتغطية هذا الندوات عدة صحف سودانية الوفاق والرأي الآخر..1998م وعقب علي طرحنا المفكر الراحل محمد ابوالقاسم حاج حمد وبروفسيرحسن مكي ومحمد طة محمد احمد رحمة الله والمفكر احمد المرتضي ابوحراز وآمال عباس.. ودكتور زهير السراج ..وغيرهم الكثير..كان ملخص الطرح يدعوا(لتثوير)حركة المثقفين السودانيين…وتفعيل نواة مؤتمر الخريجيين. التي ازدهرت باخريات الثلاثينيات و بداية الاربعينيات.من القرن المنصرم كانت هذة محاولة لاستثمار طاقة المثقف السوداني لموازنة الخطاب السياسي في السودان لخلق ما يشبة (جماعة الضغط )ومن ثم الخروج من الدائرة الشريرة المنهكة(شمولية قابضة. ..ديمقراطية مترهلة)..وكانت إفادة ابوالقاسم حاج حمد أن هذا الطرح (المثقف الحاضر) (رغم تحفظي علي بعض تفاصيلة الا انة يعتبر اضافة للفكر السوداني المعاصر يجب أن نتعامل معة بأكثر جدية.) وفي ذات المنحي صرح البروفسير حسن مكي والأستاذة الكاتبة والأدبية امال عباس و البروفسير بركات الحواتي ( ..وتوالت الندوات التبشيرية بهذا الطرح الي ان تم تكوين(جمعية المثقف الحاضر) عام مارس2000م واتخذت من ام درمان الموردة مقرا لها ..لممارسة انشطتها..وضمت عضويتها عشرات الشباب وبعض الإعلاميين وأساتذة الجامعات والناشطين في العمل العام ..اما فيما الت الية الجمعية نفرد له مساحة اخري..الشاهد فيما ذكرت ان الحالة التي يعيشها الشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر المجيده..تدعوا لمراجعة ماذكرنا واضافة بعض الرؤي المستجدة للخروج من الدائرة الشريرة الانفة الذكر (شمولية قابضة..ديمقراطية مترهلة)..لعل الرأي العالمي والذائقة الانسانية المعاصرة..لا تعول كثيرا علي حكم العسكر ..وتاريخنا السوداني يحكي منذ العسكرية الاولي عبدالله خليل و عبود ..والخيبة التي لحقت بالمدنيبن الذين ساندوها..مرورا بخيبة اليسار بعد تحالفهم مع مايو ..وكذلك خيبة امل دكتور الترابي بعد تحالفة مع العسكر وندمة علي هذة الشراكة..وتتوالي الخيبات..كأحباط وندم الشعب السوداني بأكملة بعد انتصار ثورة ديسمبرالمجيدة وفرض العسكر وجودة للشراكة في الحكومة الانتقالية…..ومن حكمة الأقدار أن جعل الله الثلاث سنوات بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي مهرها الشهداء بدمائهم الطاهرة..منصة كبيرة لتتكشف فيها عيوب المؤسسة العسكرية والبنية الحزبية معا….فأم المصائب التي تتصف بها المؤسسة العسكرية ان بنيتها (لا تحتمل الرأي الاخر ..كنوع من حرية الفكر ..بل تعتبرة (مخالفة)للاوامر..ومخالفة الأوامر(في الا وعي العسكر)لا تستوجب الحوار بل العقوبة التي تبدأ بالاقصاء اوالسجن او الإعدام ولو بأي مبرر كتهديد الأمن القومي، أو الخيانة العظمي الخ..هذة هي عقيدة العسكر وان حاولوا إخفائها تجملا وتقية ..وهذة الصفة الصادمة(حرية الرأي..تعني/مخالفة الاوامر) تجعل المؤسسة العسكرية في مفارقة جزرية لتقديم نموذج راشد للحكم…وكذا المؤسسة الحزبية بما تحملة من رواسب ثقافية تتعلق بارتباطها بموازنات قبلية وحزبية وعلاقتها في التعبير عن وعي الجماهير ومايشوبها من تشويش.. تجعل الكل بحاجة للتعافي وان كانت المؤسسة العسكرية هي الأكثر تأزما سيما ما اصابها بعهد الانقاذ بعد أن مسها دخل الايدلوجيا والمصالح الاقتصادية لقادتها فضلا عن مأزقهم الاقليمي والدولي…المشهد السوداني الان يشهد تدهورا فاجر،سياسيا، واقتصاديا ،وصحيا وامنيا..سيما بعد دخول مليشيا الجانجويد و الحركات (المسلحة)في المعادلة السياسية في الخرطوم بوجة مدني …يصعب علي القوي المدنية التعامل معها ..هذا فضلا علي ان السودان بات تحت المجهر إقليميا وعالميا اكثر من ذي قبل..بسبب المصالح الأمنية والاقتصادية المباشرة للدول ..كل ماذكر يجعل المعادلة السياسية في السودان أكثر تعقيدا من ذي قبل!!؟ …فكانت المسيرات المليونية السلمية هي أداة الجماهير المتاحة..مما جعلها حالة من (الإدمان الجماهيري) تجعل الشاب السوداني اكثر حماسا للمشاركة في عدة مليونيات لكن في ذات الوقت يتعذر علية بأن يفكر او يتأمل. لساعة واحدة ثم ماذا بعد ؟!وماهي الثمرات لهذة المسيرات العاجلة والاجلة..؟!.فقوي الجماهير بين ثلاث تحديات واقع معيشي مستفز، وقوي مدنية مزدوجة المعايير .،.ومؤسسة عسكرية تعتبرحرية الرأي (مخالفة للاوامر).. إذن ماذا نحن فاعلون حيال نزيف الفكر والدم معا؟ ؟!! الشاهد ان هناك رقم جديد في المعادلة السودانية وهي ما يعرف بلجان المقاومة..وهي اقرب الكيانات لنبض الجماهير. في الاحياء وهذا مصداقا لرهان طرحنا عن (المثقف الحاضر )انه محصلة وعي الجماهير مما يجعل التعبير عن هذا الجماهير ليس حكرا على ( المثقف الُكتبي…).. .لجان المقاومة كلاعب جديد في المعادلة السياسية يمكنها أن تجدد بعض ادواتها .لخلق كيان مدني اشبة (بجماعات الضغط.)او الجماعات التأثير او النصح. بأن تنتخب من قواعدها رموزا..يتم تصعيدها من القواعد الي القمة..في شكل كيان مدني عريض يفرضة ذاتة في للشراكة في الحكم .درءا لنزيف الدم الذي ينجم عن الاصطدام بالمؤسسة العسكرية(حرية الرأي تعني /مخالفة الأوامر ) .فلجان المقاومة بقليل من التخطيط والتدبير ..يؤهلها بأن تصبح معادلا ايجابيا لموازنة الحالة السودانية.. ولا ينبغي لشباب المقاومة من تقزيم كفاءتهم اعتذارا بحداثة سنهم…! فمن بينهم النجباء الناضجين وكما قال سارتر (عندما بلغت الثمانية وعشرين سنة من عمري كنت كألف سقراط)،.جيفارا أشعل ثورتة في الأرجنتين وعمرة 27سنة، .عبدالخالق محجوب سكرتيرا للحزب الشيوعي وعمرة 22سنة، ودكتور الترابي زعيما للتيار الإسلامي وعمرة 32سنة ،والصادق المهدي رئيسا للوزراء وعمرة 30سنة.،.ومحمود محمد طة منظرا لفكر جديد وعمرة 36سنة..الخ ..هذا ما يجب أن يتخلق به الجيل الجديد او لجان المقاومة.من طموح ..وهذا بالضرورة لا يعني تجاوز المخضرمين ..لكن حيوية الإنجاز منوطة بالشباب .توسلت بالمقدمة الانفة الذكر ليس تثبيطا وتخزيلا للمسيرات كنوع من أداة التعبير وتقرير واقعي مباشر عن الرأي العام للجماهير..لكنها دعوة لان تصطحب لجان المقاومة مع نشاطها الثوري قدر من التدبير والتخطيط تحاشيا للحالة الهياج الثوري..الذي عادة ما يقابلة هياج عدائي من قوي عسكرية غير منضبطة اي لابد للجان المقاومة جمعها بين (التثوير والتنوير) .. اما الهياج الثوري الذي نشهدة الان والذي يدعوا لإحباط القوي المدنية الماثلة.. علي مابها من بعض السلبيات فهي قفزة في الظلام والفراغ العريض الذي بدورة يؤدي لاستئساد واغراء العسكر باحتكار السلطة والحكم…….التزام لجان المقاومة ( بالتثوير والتنوير)هي الاداة الفاعلة المتاحة لانفراج الاحتقان السياسي والفكري في السودان ..والا … ولربما يستدعي الأمر مبادرة بعض الضباط الوطنيين من داخل المؤسسة العسكرية بالانحياز لإرادة الشعب .. اوبقلب الطاولة علي الجميع وهذا مالا نرجوة ..حفظ الله البلاد