الازمة السياسية السودانية ما زالت تراوح مكانها وكل المبادرات الوطنية الداخلية والخارجية فشلت تماماً لتقارب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين الذين اصبح بينهم ما صنعه (الحداد) خاصة عقب الاجراءات التي اتخذها القائد الاعلى للجيش السوداني الفريق اول اركان حرب عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي .
كل تلك المبادرات ذهبت ادراج الرياح بعد ما وصل الحال في السودان نقطة اللا عودة بسبب انسداد الافق السياسي واوصدت معه كل ابواب الحوار والتلاقي السوداني السوداني خاصة بين (المكون العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير وبعض من مكونات الثورة) التي رفعت شعار اللاءات الثلاثة (لا حوار ولا تفاوض ولا شراكة) مع المكون العسكري في المقابل هناك احزاب ومكونات مدنية اخرى ايدت إجراءات قائد الجيش الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان وهناك اطراف اخرى لا مع هؤلاء ولا مع اؤلئك وقفوا في محطة وسطى كانهم اهل (الاعراف) .
في خضم هذا الاجواء الملبدة بغيوم الاحتقان السياسي والامني في السودان بعد ما فشل السودانيين في إدارة إزمتهم السياسية بالحوار والتنازل عن مواقفهم للوصول لصيغة توافقية لادارة شؤون الدولة السودانية فيما تبقى من عمر الفترة الانتقالية وتفويت الفرصة للمتربصين بالوطن إلاّ ان الجميع رسبوا في امتحان الوطنية الحقة بالتنازل من المواقف المتصلبة والاراء المتشنجة التي اقعدت بالسودان عقوداً كثيرةً منذ اكثر من ست وستون عاماً هي عمر سنين الاستقلال السوداني من الاستعمار البيريطاني .
يوم امس ظهر في الاعلام رئيس بعثة الامم المتحدة للانتقال السياسي في السوداني الالماني فولكر بيتريس واعلن انه سيقوم بتقديم مبادرة لحل الازمة السياسية بين الفرقاء السودانيين وحتى هذه اللحظة لم يعلن السيد فولكر عن مبادرته هذه وعن بنودها وآلياتها وروافعها ومدة مواقيتها والداعمين لها والفاعليين الاساسين فيها والمسهلين الذين يعملون على تذليل العقبات عندما تتصلب مواقف الساسة السودانيين عندما يبدأ التفاوض الحقيقي الذي يكمن فيه (شيطان) التفاصيل
بمجرد ظهور رئيس البعثة الاممية بالسودان فولكر بيتريس واعلن عن مبادرته لتقديم الحل للازمة السودانية وتداعياتها الكبيرة على مجمل الاوضاع الداخلية والخارجية وتاثيرها في المحيط الاقليمي والدولي يرى المراقبين والمهتمين بالاوضاع في السودان بانّ هناك ترحيب اقليمي ودولي بهذه المبادرة التي اطلقها فولكر وكأنه يمتلك العصا(السحرية) لحلحلة المشكل السياسي السوداني الذي ارق كاهل شعبه وكاد ان تصير ازمة حقيقية يصعب التكهن بمآلاتها وطرق حلها .
فقد رحبت الامم المتحدة ايما ترحيب بهذه المبادرة التي اطلقها مسؤولها الاول في السودان وكذلك رحب بها الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي كما رحبت بها ترحيباً حاراً مجموعة الرباعية وهي (امريكا ؛ بيرطانيا ؛ السعودية ؛الامارات) .
يرى الخبراء والمهتمين بالشان السياسي السوداني
بانّ المجتمع الدولي قد وعي تماماً الي ان المكون العسكري هو الضامن الحقيقي لاستقرار البلاد واي محاولة لابعاده عن المشهد الكلي للازمة السودانية سوف تتحول البلاد الي ما يحمد عقباه ؛ وبالتالي يراهن المجتمع الدولي على وجود المكون العسكري في اي تسوية سياسية قادمة في السودان حتى تمر الفترة الانتقالية بسلام .
أما بعض من الدول الغربية فهي لا ترى ذلك بل تريد بان يكون المشهد السياسي والامني في السودان معقداً و يظل هكذا من دون اي حلول جذرية له .
ويشير الخبراء بانّ هذا الامر تتجلى فيه معايير الازدواجية الغربية في هذا الصدد .
ويقول الخبراء والمهتمين بالشان السياسي بابعاده المختلفة في السودان إنّ الولايات المتحدة الامريكية تهدد بفرض عقوبات فردية على بعض الاشخاص الذين تراهم حسب رؤيتها هم يعرقلون مسار التحول الديمقراطي ومن ناحية اخرى تاتي الولايات المتحدة الامريكية بوجه اخر تدعو فيه الجميع الي الجلوس في طاولة حوار سوداني سوداني من دون اي قيد او شرط .
ويقول الخبراء انّ بريطانيا تصرح دوماً وتؤكد على حق التظاهرات السلمية وتأتي من جهة ثانية و تدعم عملية التفاوض والحوار وتدعم مبادرة المسؤول الاممي للسودان فولكر بيرتيس .
وفي هذا الصدد يرى الخبراء بانّ هذا التدخل الغربي لا ياتي بأي حلول او ضمانات كافية لحل الازمة السودانية الماثلة اليوم .