بطبيعة الحال لن تكون الأمم المتحدة الطرف الأقل أهلية في الملعب المكتظ باللاعبين من كل جنس ولون لتقديم مبادرة لنزع فتيل الأزمة السودانية خصوصا إذا جاءت من باب لعب دور الميّسر ، وليس من السياسة في شئ -ضربة لازب – أن يتم الخلط بين الموقف من وجود بعثتها على الشكل الذي أراده حمدوك وبين الموقف من المبادرة ، ولكن ما يجب قوله أن الدور المنوط بمبعوث الأمين العام جد عسير إن أراد أن يحدث اختراقا يحسب له ولمنظمته ؛ فالرجل مطالب بأن يتجاوز عقلية (الباب المفتوح) التي أودت بالمؤتمر الوطني وجعلت مبادراته للمشاركة السياسية وتوسيع الصف حرثا في بحر الديكتاتورية إلى العمل الديناميكي لإزالة الاستقطابات والمخاوف والهواجس، وتحسين النوايا والدوافع قبل الجدية في إبدائها ومن ثم إرسال الرسائل اللازمة في بريد كل الأطراف بعد الحصول على الرموز والعناوين الصحيحة وأن يعكس تفهما عميقا وقدرة على فك طلاسم معادلات الواقع السياسي التي تزيدها الشروح تعقيدا ، إذ أن أي إقصاء لأي طرف سواء بطريقة الإيجاب أو السلب يعني إجهاضا للمبادرة أو تحولها لفصل من المؤامرة التي ستصب زيتا كثيرا على النار.
ممانعة بعض الأطراف واشتراطات البعض الآخر – حتى وإن انطوى بعضها على خبث – ضرورية جدا لإحداث التوازن المطلوب في المبادرة ونزع ثوب قداستها الذي قد يتراءى للبعض من خلال نظارات الاستلاب أو الاضطراب.
وعلى قول المرحوم سعد الدين إبراهيم (النشوف آخرتا)..