كنت اتابع مساء أمس الاثنين ١٠ يناير ٢٠٢٢م القنوات التلفزيونيه وتوقفت عند نقل قناة Bein sport لكأس الأمم الأفريقية.. ولاحظت غياب شارة المحطة عن محتوى تم بثه في إحدى قنواتها، وقارنت بين المباراة تلك وأخرى في الدوري الانجليزي حيث تبدو العلامة التجارية بارزة..
وهذا أمر مثير للتساؤل والتكهنات، فمن حق المشترك ان يتحصل على خدمة ذات جودة مناسبة وإعتراف من طرف الناقل، خاصة وإن المحطة ظلت تدعو للإشتراك وقدمت مكآفات عديدة..
ربما يدعونا ذلك للحديث عن التحيزات الإعلامية والتي ظلت مثار نقاش منذ تقرير شون ماكبرايد وفريقه في العام ١٩٦٧م والذي صدر في كتاب وثق لهذا الإخلال (عالم واحد وأصوات متعددة)..
واغلب الأقمار الصناعية لا تغطي القارة الأفريقية كافة، فهي قاصرة على جزء من القارة، هناك تغطية لبعض أطرافها من arabsat و intelsat و nss9 وastra وhotbird، تتبع بعض الدول المنطقة العربية وأخرى يسيطر عليها الحزم الأوربية (الشرق متوسط) وأخرى يتمدد فيها الاقمار الآسيوية، دون وجود قمر واحد للقارة الشابة، يعبر عنها ويحمل رسالتها ويوحد شعوبها..
ولذلك من الصعب توفر ناقل لمثل هذه الأنشطة الرياضية والثقافية، مع ان ذلك جزء من الرسالة وتحقيق المتعة، وربما لم تسعف هذه الظروف الشركة لتقديم رسالة مميزة، وصورة معبرة تتوافق وأنظمة (عال النقاء High difinision) مما أضطرها للتعامل بضرورات الواقع..
ومع توسع إنتشارها في البث الحصري، فإن Bein sport ملزمة بمبدأ الإحترافية على تحقيق درجة عالية من الدقة في النقل لجمهورها والبحث مع شركاء أفارقة من إتحاد كرة القدم ومؤسسات القارة على بناء منظومة نقل تلفزيوني مناسب..
وفي الواقع، أن هذه مسؤولية مباشرة للمؤسسات القارية، و بدلاً عن تحويل (وكالة الأنباء الأفريقية (بانا) لأكاديمية، فإن الأفضل تطوير بنية النقل التلفزيوني في القارة..
لقد حقق إتحاد إذاعات الدول العربية (Asbu) طفرات مهمة في هذا الجانب، وقد ارتضي بناء شراكات مع أقمار صناعية مختلفة..
إن مظاهر الإختلال في واقع النقل التلفزيوني تبدو واسعة في القارة.. وهذا مظهر من مظاهر الإستلاب الثقافي..